4 مؤشرات تكشف حقيقة ضرب السيسي لدرنة الليبية

رصد محللون مصريون مؤشرات على أن الضربة العسكرية التي وجهها قائد الانقلاب بمصر عبدالفتاح السيسي لمنطقة درنة في ليبيا، الجمعة؛ لم تكن ردا على حادث مقتل أقباط المنيا الذي أوقع 28 قتيلا.
 
وأعلن التلفزيون المصري عن توجيه القوات الجوية المصرية ست ضربات، لستة مواقع شرق مدينة درنة، شرق ليبيا. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إن القوات الجوية المصرية، دمرت المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة في ليبيا، فيما أكد الجيش المصري أن الضربات استهدفت تجمعات لمتشددين تأكد مشاركتهم في الهجوم على حافلة الأقباط بالمنيا.

اقرأ أيضا: مصدر ليبي يكشف لـ"عربي21" حقيقة القصف المصري لدرنة
 
ولقي 28 شخصا مصرعهم، بينهم أطفال، وأصيب 25 آخرون بهجوم مسلح بثلاث سيارات دفع رباعي على ثلاث مركبات تقل مسيحيين بمحافظة المنيا (جنوب).
 
الثأر الكاذب
 
ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة رشد التركية، عصام عبد الشافي، أن ضرب السيسي لدرنة لم يكن أبدا للرد على حادث المنيا وإنما قصد بها أمورا أخرى، مؤكدا أن "المنيا كانت الستارة التي يخفي خلفها جرائمه"، معتبرا أن "الحادث فيه شك كبير حول توقيته ومن يقف خلفه، حتى لو أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته".
 
وأكد الأكاديمي المصري لـ"عربي21"، أن السيسي يقصد مما فعله في درنة تنفيذ مخططه في ليبيا بضرب الثوار الذين تخلصوا من تنظيم الدولة أصلا، مضيفا: "بل لضرب كل التيارات السياسية والإسلامية المحاربة لحفتر".
 
ونفى عبد الشافي أن يكون ضرب درنة واحدة بين سلسلة إجراءات وقرارات يتخذها السيسي لتشويه سمعة الجيش المصري، وقال إن "السيسي يقوم باستخدام الجيش في أداء الدور الوظيفي المرسوم لهذا الجيش في السياسة الأميركية الجديدة، وبتمويل إقليمي، إماراتي، سعودي".
 
وأضاف: "ليس عندي شك واحد بالمائة أن السيسي يبيع الدم المصري مقابل تنفيذ سياسات تملى عليه، ويخدع الشعب بالثأر الكاذب للأقباط".
 
أربعة مؤشرات
 
وتحدث الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات والحركات الإسلامية، سمير العركي، عن أربعة مؤشرات على أن ضرب درنة لم يكن ردا على حادث المنيا، وأكد أن "السيسي فضل استغلال الحادث لتنفيذ مخططه بليبيا، الذي يأمل من خلاله السيطرة على ثروتها النفطية والقضاء على نواتج ثورتها، بالتعاون مع الإمارات".

اقرأ أيضا: "الإخوان الليبية" تدين بشدة "العدوان المصري" على ليبيا
 
وقال العركي لـ"عربي21"، إن أولى المؤشرات هي أن الضربة المصرية كان مرتبا لها قبل حادث المنيا، مدللا على قوله بأن الجيش المصري قام بمناورات في المنطقة الغربية المتاخمة للحدود الليبية قبل أسبوعين.
 
وأضاف أن المؤشر الثاني؛ هو زيارة رئيس الأركان المصري محمود حجازي إلى بنغازي لأول مرة منذ تقليده منصبه بالجيش، ولقائه قائد الانقلاب الليبي خليفة حفتر في 17 آيار/ مايو، أي قبل ضرب درنة وحادث المنيا بتسعة أيام، مؤكدا أن قوات شرق ليبيا الموالية لحفتر شاركت في الغارات الجوية مع مصر على درنة.
 
وأكد العركي أن المؤشر الثالث؛ هو أن مجلس شورى مجاهدي درنة يعرف بدوره المشهود في قتال تنظيم الدولة وطرده من المدينة أحد أهم معاقل التنظيم السابقة في 2015، مضيفا أن السيسي وجه الضربة إلى درنة في محاولة لخداع المصريين بلفت انتباههم عن حادث المنيا وضرب ثوار درنة في ذات الوقت.
 
وحول المؤشر الرابع، أشار العركي إلى أنه كان من المنطقي أن يتم الرد على حادث المنيا على الأرض المصرية، مضيفا أن الرد كان يتطلب تفرغ النظام للبحث عن الجناة خاصة وأن المنطقة التي شهدت الحادثة منطقة مفتوحة حيث استقل المسلحون سيارات دفع رباعي، مما كان يجعل من السهل تتبعهم والتعامل معهم، وتوجه السيسي نحو درنة يؤكد أنه ليس ثأرا للأقباط.
 
قمة ترامب
 
وختم العركي بقوله: "الصورة تتضح يوما بعد آخر، خاصة بعد قمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسعودية؛ فهناك حلف مصري إماراتي سعودي، يضع نصب عينيه القضاء على ثورات الربيع العربي واقتلاع جذور ما تبقى منها، وضرب استقرار الدول التي وقفت موقفا مشرفا من هذه الثورات وفي مقدمتها تركيا وقطر"، حسب قوله.
 
هدف مزدوج
 
ويرى الكاتب والمحلل السياسي قطب العربي، أن "ضرب بعض المواقع في درنة استهدف بالأساس مواقع مجلس شورى مجاهدي درنة، وهي مجموعات مسلحة شريكة في ثورة 17 شباط/ فبراير الليبية، ومناهضة لتنظيم الدولة أساسا وقد أجبرته على الانسحاب من درنة، فيما خرجت بعض مجموعات التنظيم في حماية قوات حفتر حليف السيسي".

اقرأ أيضا: حفتر يؤكد مشاركة قواته بالهجوم المصري الجوي على ليبيا‎
 
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد العربي أنه "من الواضح أن ضرب درنة؛ هو لصالح حفتر الذي يعاني تعثرا شديدا في محاولاته لبسط نفوذه على الشرق الليبي رغم كل المساعدات العسكرية التي يقدمها له السيسي وغيره".
 
وأضاف: "وبناء على ما تقدم فإن تلك الضربات لم تكن انتقاما من معسكرات تدريب لتنظيم الدولة انطلق منها الجناة الذين ارتكبوا مجزرة المنيا؛ ولكنها كانت ذات هدف مزدوج، أولهما أنها تستهدف إعطاء انطباع إعلامي بالثار لقتلى المسيحيين بشكل سريع، وكذلك مساعدة حفتر في معركته مع قوات درنة التي يحاصرها حفتر منذ فترة طويلة دون قدرة على كسرها وهزيمتها".
 
وختم العربي بقوله "إن تلك الضربات والتي تمت دون الحصول على موافقة برلمانية كما يقتضي الدستور؛ مثلت عدوانا على دولة كاملة السيادة وهي ليبيا التي سارعت بتقديم شكوى لمجلس الأمن، وقد تتسبب تلك الضربات في إلزام مصر بتعويضات كبيرة يدفعها في النهاية المواطن المطحون".