وجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" انتقادات حقوقية للاحتلال
الإسرائيلي بسبب تشريد الفلسطينيين من منازلهم في
القدس المحتلة وهدمها.
ولفتت إلى مؤشر خطير، تمثل بأن سلطات الاحتلال لم تخصص سوى 12 في المئة من مساحة الأرض لبناء المساكن الفلسطينية فقط.
وأوردت في تقرير حقوقي نشرته على موقعها الإلكتروني، اطلعت عليه "
عربي21"، أن الأمم المتحدة قدرت بأن 90 ألف فلسطيني شرق مدينة القدس المحتلة يسكنون في منازل بدون تصاريح.
وقالت إنه في المقابل، خصصت سلطات الاحتلال 35 في المئة من الأراضي في المنطقة ذاتها لبناء مستوطنات يهودية، مشيرا إلى أن وثائق المخططات البلدية تنص على أن "الهدف هو ضمان أن يكون الفلسطينيون أقلية في المدينة".
تجربة مريرة لمقدسي هدم الاحتلال منزله
ونقلت تجربة أليمة لزوجين فلسطينيين هما أشرف وإسلام فواقة، اللذان تلقيا اتصالا هاتفيا أثناء إجراء فحص طبي لابنتهما آية، البالغة من العمر شهرا واحدا، في 4 أيار/ مايو، يبلغه بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلهما.
وكان أشرف بنى المنزل بنفسه، قبل ست سنوات، على أرض امتلكتها عائلته لأجيال في حي صور باهر في القدس المحتلة، وهو يعمل مقاول بناء، لمشاريع بلدية القدس.
ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن أشرف حاله كحال العديد من الفلسطينيين في القدس المحتلة، لم يتكمنوا من الحصول على تصريح لبناء منزله.
وتقوم سلطات الاحتلال بإرغام الفلسطينيين على دفع غرامات قد تصل إلى 60 ألف شيكل (17 ألف دولار) بسبب بناء منزله دون تصريح، وهو الأمر الذي حصل فعلا مع أشرف في عام 2011.
وقال أشرف للمنظمة الدولية إنه تلقى أمر الهدم للسبب ذاته في بداية 2017، مع دفع غرامة قدرها 25 ألف شيكل (7 آلاف دولار) لتأجيل العملية، لكي يكون لعائلته منزل عندما تلد إسلام طفله الجديد.
وقامت سلطات الاحتلال بهدم منزله، بمقتضى قانون إسرائيلي يجبر الفلسطينيين على دفع غرامة وتغطية تكلفة هدم منازلهم، ويقدّر المبلغ بحدود 150 ألف شيكل (42 ألف دولار).
ونقلت المنظمة معاناة الفلسطيني أشرف وعائلته، التي تعكس معاناة المقدسيين ذاتها، وأفادت بأنه وأفراد عائلته يجلسون في خيمة منذ 15 أيار/ مايو 2017، بعد أن هدمت السلطات الإسرائيلية بيتهم في القدس في 4 أيار/ مايو 2017.
وبحسب المنظمة، فإن عواقب هذه الممارسات الإسرائيلية تشمل الصحة النفسية الناجمة عن
هدم المنازل بالنسبة للأطفال الفلسطينيين، "آلام جسدية، اكتئاب وقلق؛ وارتفاع معدل الأفكار الوهمية والوسواسية والذهانية".
وفي اليوم ذاته الذي هدم فيه بيت أشرف، قامت سلطات الاحتلال بهدم 9 مباني فلسطينية أخرى في المنطقة ذاتها.
اقرأ أيضا: بعد هدم بيوتهم.. إسرائيل تستهدف زوجات فلسطينيي الداخل
اقرأ أيضا: قوات الاحتلال تهدم منازل وتصيب فلسطينيين شمال القدس
وفي عام 2016، أدت عمليات الهدم الإسرائيلية إلى تشريد 254 فلسطينيا، نصفهم تقريبا من الأطفال. وحصلت أغلب عمليات الهدم بسبب عدم وجود تصاريح بناء.
وأدانت المنظمة هذه الممارسات الإسرائيلية، ولفتت إلى أن القانون الدولي للاحتلال، الذي ينطبق على شرق مدينة القدس المحتلة، يحظر تدمير الممتلكات إلا لأسباب الضرورة العسكرية.
وانتهك المسؤولون الإسرائيليون هذا الحظر على مدى عقود، دون محاسبة، ويدفع الفلسطينييون الثمن.