لا يكاد النازحون من ممارسات وسياسات
تنظيم الدولة الضاغطة يفرون من
الموصل أملا بواقع معيشي أفضل في المناطق المجاورة، حتى يدخلوا في دوامة التحقيقات والاحتجاز والاعتقال على يد القوات الكردية..
وأفاد تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" السبت، بأن سلطات
إقليم شمال العراق احتجزت فارين من مدينة الموصل للاشتباه بانتمائهم لـ"تنظيم الدولة".
وأشار التقرير إلى أن "حالات احتجاز جديدة ظهرت في إقليم شمال العراق نفذتها السلطات ضدّ رجال وصبية هاربين من الموصل للاشتباه بانتمائهم لتنظيم داعش، وقد أفاد أفراد الأسر بأنهم، وبعد أن اعتقلت السلطات أقاربهم، لم يتمكنوا من التواصل مع المحتجزين لمدة أربعة أشهر، وأن السلطات لم تخبرهم عن أماكن وجود أقاربهم".
وشددت المنظمة على ضرورة أن تعلن حكومة إقليم شمال العراق عن عدد المقاتلين والمدنيين المحتجزين، بما في ذلك عند نقاط التفتيش، ومواقع الفحص الأمني والمخيمات أثناء النزاع مع "تنظيم الدولة"، والسند القانوني لاحتجازهم.
و قالت "هيومن رايتس": "إن عدم تزويد الأسر بمعلومات عن وضع وأماكن وجود أقاربهم قد يجعل من هذه
الاعتقالات حالات اختفاء قسرية تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقد ترقى إلى جرائم دولية".
ووفقا للتقرير فإن أقاربهم قالوا إن "كل مُحتجز مر بعدة نقاط فحص أمني بين الموصل وأراضي إقليم الشمال، بينما احتُجز اثنان أثناء دخولهما مخيمات للنازحين، واعتقل ثلاثة بعد أن اجتازوا عملية الفحص الأمني التي تشرف عليها الأجهزة الأمنية للإقليم لدخول المخيمات".
جاء ذلك في مقابلة للمنظمة مع أقارب ثلاثة رجال وصبيين، من أربع عائلات، تم احتجازهم في مخيمات
النازحين في الخازر ونركزلية بين كانون الثاني/ يناير ونيسان/ أبريل 2017.
اقرأ أيضا: "أنجلوس تايمز" تصف مشاهد من أمام مخيمات النازحين بالموصل
ووفقا لإحصائيات المنظمة فإنه بين عامي 2014 و2017 اعتقلت قوات حكومة الإقليم أكثر من 900 رجل وصبي نازحين من 5خمسة مخيمات ومن أربيل، استنادا إلى تقارير من عاملين في المخيمات، وجماعات محلية وسكان المخيمات.
ودعت المنظمة الدولية سلطات إقليم شمال العراق إلى بذل جهود لإبلاغ أفراد الأسر، بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الشرطة المحلية أو إدارة المخيمات، عن أماكن وجود المحتجزين والإجراءات اللازمة للتواصل معهم وزيارتهم.
يذكر أن آلاف المدنيين فروا من مدينة الموصل شمال العراق إلى مخيمات النازحين ضمن الحدود الإدارية لإقليم شمال البلاد أو في مخيمات غرب وجنوب مدينة الموصل منذ انطلاق عمليات تحرير الموصل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي السياق، نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا أعدته مولي هينسي فيسك من مركز لاجئين لا يبعد إلا 20 ميلا جنوبي الموصل، تقول فيه إن سكان الموصل الفارين من مناطق تنظيم الدولة يواجهون تحقيقا عندما يصلون إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات العراقية، حيث يجب التحقق أولا من هوياتهم، وإثبات أنهم لم يتعاونوا مع تنظيم الدولة.