لم يكن مستغربا بقدر ما هو متوقع أن يهيمن الحديث عن قرار قطع دول خليجية وعربية علاقاتها مع
قطر، على اهتمام رواد مواقع
التواصل الاجتماعي السوريين.
ويعود الاهتمام لأسباب عدة، قد يكون أبرزها علاقة السعودية وقطر بفصائل الثورة السورية العسكرية والسياسية.
وخلافا للمنشورات التي تم تداولها بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنصح باتباع مقاربة حذرة، والتي تدعو إلى النأي بالنفس، تفاعل السوريون على صفحاتهم الشخصية مع الأزمة
الخليجية بشكل كبير.
وفي تعليقه على قرار قطع العلاقات مع الدوحة، عبّر الأكاديمي السوري محمود الحمزة، عن حزنه البالغ لأن تصل الخلافات فيما بين الدول الخليجية لهذا الحد، وتمنى في منشوره على صفحته الشخصية فيسبوك، أن تعود المياه لمجاريها، وأن تساعد الدول الخليجية على تجاوز الأزمة السورية.
من جهته، كتب المعارض عبد الجليل السعيد، عضو تيار الغد: "أيا كانت أسباب الخلاف الخليجي، فالنتيجة واحدة، الإرهابي بشار وإيران يعيشون لحظات سرور، وكل شبيحة العالم".
وأعرب الإعلامي السوري جمال مامو عن سخطه من الحال العربي، بقوله: "وضع عربي لا يستحق إلا السخرية".
أما المعارض محي الدين اللاذقاني، فأشار إلى استغلال النظام السوري لما يجري من خلافات خليجية، مغردا: "في ما العالم منشغل بمتابعة الأزمة الخليجية، الطيران الروسي يرتكب مجزرة بطفس، ويقصف بكثافة منذ الصباح في درعا لإنقاذ المليشيات من هزيمة محققة في درعا".
الحياد كذبة
وخاطب الصحفي السوري، غسان ياسين، الدول التي أعلنت عن قطع علاقاتها مع قطر بقوله: "لماذا لا تتخذون نفس الإجراءات العقابية ضد إيران التي يصرح قادتها كل يوم أنهم يريدون احتلال مكة؟".
وتابع في تدوينة ثانية على صفحته الشخصية فيسبوك: "الحياد كذبة، كذبة لا أجيدها".
مسلسل تآمر
وكان لافتا من وجهة نظر السياسي السوري أحمد عفر؛ الفرح الذي يبديه أعداء الثورة السورية حيال قطع العلاقات مع قطر، وقال: "عندما أرى أعداء ثورتنا فرحين بالموقف تجاه قطر، أدرك تماما بأن الخلاف مع قطر هو حلقه في مسلسل التآمر على الأمة".
وعلى المنوال ذاته، غرد الصحفي السوري أحمد العقدة قائلا: "لولا قطر وتركيا لكان العالم قناة الدنيا"، في إشارة منه لدعمهما للثورة السورية.
من جانبه، أشاد الإعلامي السوري حارث عبد الحق بدولة قطر، وغرد "لا تقاس عظمة الدول بسعة مساحتها و لا بعدد مواطنيها ولا بحجم ثرواتها، وإنما تقاس بمواقفها ومدى نصرتها للمظلومين في العالم".
ماذا ينتظر الدجال ليخرج؟
وفي تدوينة نشرها على فيسبوك، كتب الإعلامي السوري أحمد دعدوش: "قبل أيام قال نتنياهو إنه سيركز كل الجهود الدبلوماسية على التطبيع مع بعض الدول العربية، بدلا من هدر الوقت في محادثات السلام مع الفلسطينيين، واليوم يقول وزير دفاعه ليبرمان إنه بعد قطع العلاقات مع قطر، صار من الممكن توحيد الجهود مع إسرائيل وإن دول المنطقة أصبحت تفهم الآن أن إسرائيل ليست الخطر بل الإرهاب الإسلامي المتطرف".
وختم دعدودش تدوينته المطولة، متسائلا: "من كان يصدق أن نعيش لنشهد هذا اليوم؟ وماذا ينتظر الدجال ليخرج؟".
دعمت المظلومين
وتحت هاشتاغ "#قطع_العلاقات_مع_قطر"، أشاد رئيس تحرير صحيفة "زمان الوصل"، الإعلامي فتحي بيوض، بدور قطر خلال الثورة السورية، بقوله: "قطر دعمت السوريين المظلومين بوجه الديكتاتور الأكبر بشار، ولم تطالبهم، بحسب ما خبرت وعشت، بأي موقف سياسي أو مقابل".