نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها لويز غالاغان، تتحدث فيه من مستوطنة
غوش عتصيون، عن الاستيطان في الضفة الغربية، وحركة
السياحة للمناطق في الضفة الغربية، التي أقام فيها المستوطنون اليهود
مستوطنات على أراضي
الفلسطينيين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن السياح يشربون الخمر، ويطلقون النار في ناد للسلاح، لافتا إلى أن السياح يأتون من تل أبيب ونيويورك، في إشارة إلى أن المستوطنة القريبة من القدس أصبحت جزءا من
إسرائيل.
وتقول غالاغان إن المستوطنة أقيمت بعد عام 1967 على أراضي الفلسطينيين، لافتة إلى أنه بعد نصف قرن فإن هناك حملة مدعومة من الحكومة الإسرائيلية؛ لإظهار المستوطنات بأنها حديثة وأنيقة ومنفتحة، من خلال جذب السياح، وبالتالي إضفاء الشرعية على تلك المستوطنات.
وتنقل الصحيفة عن مدير السياحة في غوش عتصيون موشي بروس، قوله: "نريد من الناس الحضور إلى هنا لمشاهدة الأماكن الخاصة"، مشيرة إلى أن 70 ألف مستوطن يعيشون في هذه المستوطنة، حيث شاهدت الصحافية مجموعة من تلاميذ المدارس القادمين من لاس فيغاس، ويرى بروس أن "السياحة هي الطريق الوحيدة لفتح الباب أمام المستوطنات"، ويقول: "نريد منهم (السياح) أن يعرفوا أنه توجد هنا حياة عادية".
ويستدرك التقرير بأن "الحياة ليست عادية، فالمستوطنات التي يشجبها المجتمع الدولي، بما فيه بريطانيا، تعاني من أزمة حتى في داخل إسرائيل؛ لأنها تعبر عن اختصاص أقلية من اليهود الذين يريدون توسعة إسرائيل في الضفة الغربية، التي يطلقون عليها (يهودا والسامرة)، ويأمل بروس بتغييرها، حيث يقول: (يعتقد البعض أن من يعيشون في المستوطنات مجانين)".
وتقول غلاغان إنها كانت تقف على تلة ارتفاعها ثلاثة آلاف قدم، تبدو منها مجموعة من المستوطنات التي برزت على التلال، وبنايات بيضاء أقيمت على أراض صودرت من القرى العربية، وبجدران وأسلاك شائكة، مشيرة إلى قول بروس: "يعتقدون أن خمسة أشخاص يعيشون في الجبل" عن المستوطنات، "لكن الأمر ليس كذلك".
وتلفت الصحيفة إلى أن 400 ألف يهودي يعيشون في الضفة الغربية، ومن الوزراء الذين يعيشون فيها وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، منوهة إلى أن المستوطنات فيها جامعات ومراكز تسوق ومطاعم.
ويذكر التقرير أن المباني الجديدة مُيزت بعلامات بيع لشركات العقارات والحكومة، لتوفير فرصة للعيش على بعد 15 دقيقة بالسيارة عن القدس، وبنصف أسعار البيوت في المدينة المقدسة.
وتكشف الكاتبة عن أنه ستكون هناك بيوت أخرى، حيث أعلنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمها لبناء آلاف البيوت للمستوطنين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستستهدف الفلسطينيين، لكن بروس يراها فرصة لمستوطنة غوش عتصيون، حيث يقول: "نعتقد أن هذه الأرض أرضنا، ونحاول النمو بأكبر قدر ممكن، ونريد من الناس القدوم إلى هنا، وسيحبون المكان".
وتنوه الصحيفة إلى أن المستوطنة أقامت، بدعم من الحكومة، مركز سياحة كلفته ثلاثة ملايين جنيه إسترليني؛ ليتعامل مع 100 ألف سائح يحضرون إلى المستوطنة، لافتة إلى أن هؤلاء السياح كلهم عائلات تدفع 300 جنيه إسترليني لشرب الخمر، ورحلة على الدراجات، وصناعة الجبن.
وبحسب التقرير، فإن الحكومة الإسرائيلية أرسلت بروس إلى الولايات المتحدة؛ ليشجع السياحة للمستوطنات.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك من يعارض السياحة للمستوطنات، ويقول إنها عملية تبييض، ففي الأسبوع الماضي قام مرشد سياحي يساري بأخذ فريق سياحي ألماني في رحلة بديلة، وقال لهم إن المستوطنين ينتهكون القانون الدولي.