أعلن الجيش السوري السبت وقف القتال لمدة 48 ساعة في
درعا جنوبي البلاد، ما أدى إلى هدوء حذر في المدينة، بعد أيام من المعارك الكثيفة.
وأعلنت القيادة العامة للجيش في بيان "وقف العمليات القتالية بدءا من الساعة 12,00 ظهر أمس السبت 17-6-2017 في مدينة درعا، لمدة 48 ساعة، وذلك دعما لجهود المصالحة الوطنية".
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ مقرا في بريطانيا، عن هدوء متقطع في الساعات التالية لإعلان وقف القتال.
ودرعا بين المناطق الواردة في خطة "مناطق تخفيف التصعيد"، التي اتفقت عليها حليفتا
النظام السوري روسيا وإيران وداعمة
المعارضة تركيا سابقا في العام الجاري. لكن المدينة شهدت في الأسابيع الأخيرة مواجهات كثيفة علق وسطها المدنيون.
وتسيطر الفصائل المعارضة على حوالي 60% من مدينة درعا، فيما تعدّ المحافظة كلها من آخر المعاقل المتبقية لقوى المعارضة في البلاد.
في واشنطن، علقت وزارة الخارجية الأمريكية بالقول: "نرحب بأي مبادرة لتخفيف التوتر والعنف جنوبي
سوريا"، وحضت دمشق على "الوفاء بتعهدها المعلن أثناء مبادرة وقف القتال".
وأضاف البيان: "كذلك على المعارضة أيضا وقف الهجمات؛ كي يصمد وقف إطلاق النار، على أمل تمديده".
ولم يرد تأكيد رسمي فوري على موافقة المعارضة على وقف القتال، لكن الهدوء الذي ساد عقب إعلان الجيش أوحى بتوقف الهجمات من الطرفين.
وتشيد الحكومة السورية باستمرار باتفاقات تعتبرها "مصالحات وطنية"، تأتي عادة بعد تصعيد عسكري، وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل أن يدخلها الجيش السوري.
وانتقدت الأمم المتحدة تلك العمليات، معتبرة أنها تأتي تحت الضغط والحصار، فيما تحدثت المعارضة السورية عن "تهجير قسري"، متهمة الحكومة بالسعي إلى إحداث "تغيير ديموغرافي" في البلاد.
لكن الحكومة تصرّ على أنها الطريقة الفضلى للتوصل إلى إنهاء الحرب الدامية، المستمرة منذ ست سنوات في البلاد، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 320 ألف شخص منذ بدئها في آذار/ مارس 2011.