كشفت صحيفة إسرائيلية عن ما قالت إنها ترتيبات
مبادرة السلام التي يسعى الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب لطرحها خلال الأشعر القريبة القادمة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن مسؤولين في
البيت الأبيض بدأوا الأسبوع الماضي اتصالات ولقاءات داخل الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على دعم من أعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ وممثلين عن اللوبي اليهودي.
وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، جيسون غرينبلات، الذي التقى في واشنطن الأسبوع الماضي عددا من أعضاء الكونغرس والشيوخ، لا سيما اليمينيين منهم ليشرح لهم كيف يريد الرئيس التوصل إلى "الصفقة النهائية".
جمهوريون وديمقراطيون
ولتحصيل الدعم اللازم تقول الصحيفة إن غرينبلات اجتمع، مع نواب من الكونغرس ثلاثة منهم من الحزب الجمهوري وثلاثة من الحزب الديمقراطي، وعرض عليهم سياسة إدارة ترامب في الموضوع الإسرائيلي-الفلسطيني، للوصول إلى صياغة تحظى بدعم الحزبين لعملية السلام.
وتوضح الصحيفة أن اثنين من المشرعين الجمهوريين الذين اجتمع بهم غرينبلات، من بين الأصوات المعتدلة جدا في الحزب الجمهوري في الموضوع الإسرائيلي-الفلسطيني، أحدهما النائب جون دانكن، من الذين وقعوا على رسالة دعت ترامب لتبني حل الدولتين بشكل رسمي.
أما الثاني فهو جيف فورتو نبري، والذي شارك في لقاء لمشروع قانون يدعو إلى إنشاء صندوق دولي لدعم التعايش الإسرائيلي-الفلسطيني، على غرار الصندوق الذي عمل في سنوات التسعينيات في إيرلندا الشمالية، بينما يعد العضو الجمهوري الثالث، تشارلي دانت، "صقرا" في كل ما يتعلق بالقضية الإسرائيلية-الفلسطينية، بحسب الصحيفة.
وتنقل الصحفية عن وولش قوله إنه كان من المبادرين إلى اللقاء، "لأنه هو ورفاقه تعقبوا زيارة الرئيس ترامب إلى إسرائيل، وكانوا راضين عن تصريحاته بشأن العملية السلمية والدور الفاعل الذي يجب أن تقوم به الولايات المتحدة".
ويضيف وولش للصحيفة: "اتصلت بغرينبلات بعد زيارة الرئيس إلى إسرائيل لكي أقول له بأنهم قاموا بعمل جيد، فأعرب عن رغبته ببدء إجراء لقاءات مع مجموعات صغيرة من نواب الحزبين (..) كان من بين الأمور المهم عملها، تجنيد الدعم من الحزبين للعملية السلمية وهذا مفيد جدا".
منظمات يهودية
وعن لقاءاته مع المنظمات اليهودية تقول الصحيفة إن غرينبلات أجرى مباحثات مع تنظيمات يهودية "متماثلة مع اليمين الأمريكي والإسرائيلي"، حيث اجتمع مع قادة "اللجنة اليهودية الجمهورية" التي تحظى بدعم يصل إلى ملايين الدولارات من قبل إمبراطور المراهنات شلدون إدلسون، والذي كان قد انتقد بشدة محاولات إدارة أوباما دفع اتفاق إسرائيلي-فلسطيني.
وأكد غرينبلات لقادة التنظيم أن ترامب متمسك بوعده بـ"عدم فرض اتفاق على الجانبين، وأن أحد أهداف زيارته القريبة إلى إسرائيل هو البدء بصياغة تفاهمات بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم".
وتنقل "هآرتس" عن "مسؤول أمريكي رفيع" لم تسمه قوله إن "غرينبلات أكد خلال اللقاء التزام ترامب بمحاولة دفع اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أن يكون نتيجة لمفاوضات مباشرة ستجرى بين الجانبين في موعد ما في المستقبل".
والتقى غرينبلات، بحسب الصحيفة، قيادة ما يسمى "الاتحاد الأرثوذكسي"، وهو "أكبر تنظيم لليهود الأرثوذكس في الولايات المتحدة الأمريكية"، وتتقارب مواقفه من مواقف اليمين الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، حيث أكد لهم غرينبلات "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل".
ألغام بوجه الاتفاق
وتتحدث الصحيفة عن ما تقول إنها "ألغام سياسية خطيرة" تعترض أي اتفاق قادم "ستحاول الإدارة تفكيكه خلال الفترة الحالية"، والحديث هنا بحسب هآرتس عن "مشروع القانون الذي يدعو إلى التجميد المطلق للدعم المالي الأمريكي للسلطة الفلسطينية، طالما لم تتوقف عن دفع المخصصات للأسرى وعائلتهم ممن أدينوا بارتكاب عمليات إرهابية، ولعائلاتهم"، بحسب تعبيرها.
وكان رئيس اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، طرح القانون وقد حظي حينها بدعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قبل أن يحظى خلال الأسبوعين الأخيرين بدعم مشرعين ديمقراطيين أيضا.
اقرأ أيضا: مسؤول فلسطيني: عباس تنازل عن وقف الاستيطان كشرط للمفاوضات
وتتحدث "هآرتس" هنا عن المأزق الذي ستكون فيه الإدارة الأمريكية، "فمن جهة، إذا صودق على مشروع القانون، فإنه يمكن أن يسيء إلى فرص دفع المفاوضات، ويمكن للسلطة الفلسطينية أن تواجه أزمة اقتصادية خطيرة، ومن جهة أخرى ستواجه الإدارة مصاعب سياسية في منع مشروع القانون أو حتى التحفظ عليه، بعد أن خيب ترامب آمال أنصاره في اليمين بقرار عدم نقل السفارة إلى القدس".