قال الخبير الاقتصادي، عدنان ستيتية، إن الهدف من الحصار الاقتصادي لدولة ما هو التأثير السلبي والمباشر على مستوى معيشة السكان في الدولة المحاصرة، في محاولة لدفع السكان للضغط لإحداث تغييرات في تصرفات حكومة الدولة التي خضعت للحصار.
وأكد ستيتية لـ "
عربي21" أن سكان دولة
قطر سواء كانوا مواطنين أو مقيمين نجحوا في تقديم نموذج للسلوك الرشيد من جهة، وقصص نجاح يجب أن يحتذى بها من جهة أخرى، لافتا إلى أن المستهلك من المواطنين والمقيمين كان صمام الأمان بسلوكه الرشيد فتحولت الحالة من (قطر تحت الحصار) إلى قطر تحاصر الحصار.
وأضاف: " من خلال متابعتي الحثيثة، للأسواق، ولردود أفعال أصدقائي، أو في لقاءاتي مع رجال الأعمال ذوي الاختصاص والاهتمام من المواطنين والمقيمين، لمست إصرارا على كسر الحصار ليس كلاما إنما أفعالا".
وتابع: "فإن كان من أهداف الحصار الضغط على السكان ورجال الأعمال ودفعهم للتذمر، فقد فشل الحصار".
اقرأ أيضا: بالأرقام.. نتائج عكسية تحصدها دول الحصار الثلاثي على قطر
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الالتفاف الشعبي حول القيادة القطرية، وارتفاع الروح المعنوية لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء، بالرغم من بعض الآثار السلبية الناجمة عن الحصار، والرغبة والتصميم على كسر الحصار، مهما كلف ذلك من ثمن، كان من أهم وسائل كسر الحصار.
وأشار إلى أن العديد من رجال الأعمال وجدوا فرصا معتبره كشفت عنها صدمة الحصار، من خلال إيجاد البدائل الآمنة لتزويد أعمالهم وصناعاتهم بالسلع والخدمات وأحيانا بتكلفة أقل، أو بطرح مشاريع جديدة أو التوسع في مشاريع قائمة، وخاصة في الإنتاج الزراعي والحيواني.
وأضاف: "علما بأن القطاع الخاص القطري توسع خلال الأعوام القليلة الماضية في إقامة المزارع الاستثمارية وتربية المواشي في مناطق الشمال والخور وأم صلال، يعتبر البعض منها قصص نجاح جديرة بأن تصبح قدوة يحتذى بها، من بينها على سبيل المثال لا الحصر: مزرعة أكريكو ومزرعة الروضة للألبان "المها"، وشركة بلدنا" لافتا إلى أن مبادرة شركة بلدنا باستيراد أربعة آلاف بقرة جوا، كان لها أثر كبير في بث روح الطمأنينة.
وأكد ستيتية، أن
حصار قطر اقتصاديا بني على حسابات خاطئة، وتجاهل نقاط القوة للاقتصاد القطري، المتمثلة في صندوق قطر السيادي متنوع الأنشطة، ووقفية الأجيال، وإنتاج وتصدير الغاز والنفط، الذي يتم من موانئ قطرية وعلى متن ناقلات قطرية، وهو مؤمن بالكامل، ولا يتوقع تأثره بالحصار، إلى جانب رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف في ركيزتها الإقتصادية، إلى تنمية إقتصاد متنوع الأنشطة ومصادر الدخل، واقتصاد تنافسي قادر على تلبية إحتياجات الاقتصاد الوطني والمجتمع من السلع والخدمات.
وأردف: "هذا فضلا عن تمتع دولة قطر بدور بارز في العلاقات الدولية، وبعلاقات متميزة مع عدد كبير من الدول الصديقة، ما أدى إلى تدفق العروض، إما على فتح الأجواء، أو تأمين الإمدادات الغذائية والاحتياجات اللوجستية".
اقرأ أيضا: إجراءات مكثفة لتغطية احتياجات السوق القطري.. وتحرك تركي
ويرى الخبير الاقتصادي أن " القدر الأكبر من آثار الحصار الاقتصادي قد تلاشى، وأن الآثار المباشرة على وشك الزوال أيضاً، لكن أثر الحصار العميق، الذي يستبعد زواله هو الأثر النفسي لهذا الحصار على المستوى المجتمعي الذي ربما يستمر لعدة أجيال"، بحسب تعبيره.