ألحقت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها إسرائيل، خلال الأيام الماضية، خسائر كبيرة بتجار مدينة
القدس الشرقية، وتسببت بكساد أسواقها التي كانت تستقبل عشرات الآلاف من المتسوقين.
فالتجار الذين يعتمدون في مثل هذه الأيام، التي تسبق عيد الفطر، على الزبائن القادمين من الضفة الغربية، بهدف التسوق، وجدوا أسواقهم فجأة مهجورة، وبدون متسوقين.
وأعلنت إسرائيل، من خلال "منسق الحكومة يؤاف مردخاي"، السبت الماضي، عن سحب نحو 250 ألف تصريح، كانت قد منحت لأهالي مدن الضفة الغربية، بهدف زيارة مدينة القدس.
واتخذ هذا القرار عقب هجوم نفذه 3
فلسطينيون الجمعة الماضي في المدينة وأسفر عن مقتلهم بالإضافة إلى شرطية إسرائيلية.
وقال مردخاي في بيان صحفي: "عقب هذه العملية الإجرامية النكراء (..) قررت إسرائيل اتخاذ الإجراءات وأولها إلغاء 250 ألف تصريح زيارة".
وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سحبت أيضا تصاريح أفراد عائلات منفذي العملية، سواء تلك التي تتعلق بتصاريح العمل أو غيرها.
وقتلت الشرطة الإسرائيلية، مساء الجمعة الماضي، 3 شبان فلسطينيين قرب باب العامود بالقدس، بعد أن قالت إنهم نفذوا عملية طعن أسفرت عن مقتل شرطية إسرائيلية.
وتسبب قرار إلغاء التصاريح بكساد كبير في أسواق القدس، التي كانت تعتمد على المتسوقين من الضفة الغربية.
كما اتخذت إسرائيل سلسلة إجراءات أمنية أخرى، طالت حتى سكان مدينة القدس، حيث نصبت الحواجز ونقاط التفتيش في عدة مناطق محيطة في مداخل المدينة، وهو ما قلل أعداد المتسوقين بصورة كبيرة.
وفيما يشبه سياسة العقاب الجماعي، فقد أجبرت شرطة الاحتلال المحال التجارية الموجودة في المنطقة التي وقعت فيها على الإغلاق لمدة يوم كامل، وهددت بفرض غرامة مالية عالية لكل من يخالف القرار.
وتعد الفترات التي تسبق عيدي الفطر والأضحى، موسما مهما للتجار، نظرا للإقبال الكبير من قبل المتسوقين على شراء مستلزمات العيد.
كما أن التجار كانوا قد استعدوا لهذا الموسم بشراء كميات كبيرة من البضائع.
وكانت أسواق مدينة القدس، عامرة خلال شهر رمضان الجاري، بعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقدمون من مختلف أرجاء الضفة الغربية، حاملين تصاريح "زيارة" إسرائيلية مؤقتة.
وقال تجار إن "أسواقهم أصبحت فجأة مهجورة، بعد أن دبت فيها الحياة خلال الأسابيع الماضية".
ويقول التاجر المقدسي شريف أبو رميلة، صاحب أحد محلات الألبسة: "لقد قمنا باستيراد البضائع استعدادا لعيد الفطر، وها هي البضائع مكدسة على الرفوف".
وأضاف: "السوق أصبح حزينا، فقد كان رمضان بالنسبة لنا مثل القشة التي ستحمينا من الغرق وها قد خسرناها".
وكان هؤلاء التجار يعوّلون على شهر رمضان، وبخاصة الأسبوع الأخير فيه، الذي يسبق عيد الفطر، حيث يستعد السكان لشراء حاجياتهم من ملابس وحلويات ومستلزمات أخرى.
ويوضح التاجر يوسف مسودة، أن التجار اشتروا بضائع بكميات كبيرة، استعدادا للعيد.
ويضيف: "إلغاء التصاريح ضربة مؤلمة والإغلاقات والحواجز وترهيب المقدسيين ومنعهم من التبضع، ضربة مؤلمة أخرى لكل التجار".
وأعادت الشرطة الإسرائيلية انتشارها في جميع المداخل للبلدة القديمة من القدس، وقامت بتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية، وهو ما قلل أعداد المتسوقين بشكل شبه كامل.
بدوره، يقول التاجر أسامة الرشق: "لقد اعتدنا في آخر أسبوع من رمضان وعلى أبواب العيد أن تملأ الفرحة شوارع القدس، كانت تفتح أبواب المتاجر حتى ساعات الفجر".
وأضاف: "لكن اليوم بات الجميع متخوفا، لم نعد نشعر بالأمان، بعد أن انتعشت المدينة ها هي تعود مدينة مهجورة مجددا".