أكدت مصادر قبلية في محافظة الحسكة شمال شرقي
سوريا، أن
وحدات حماية الشعب الكردية كثفت من حملات التجنيد التي تستهدف أبناء البلدات والقرى العربية، في مناطق سيطرتها في محافظة الحسكة.
وتحدثت المصادر عن اعتقال العشرات من الشبان العرب، واقتيادهم إلى معسكرات تدريبية، تمهيدا لإلحاقهم بمعارك الرقة المستمرة ضد تنظيم الدولة.
وقال المنسق العام لـ"المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية" مضر حماد الأسعد لـ"
عربي21": "إن انضمام أبناء العشائر العربية للحشد الشعبي السوري المدعوم إيرانيا، أزعج الوحدات الكردية في المنطقة، وخلق لديها هواجس وجعلها تتوجس من إقبال أبناء العشائر على الالتحاق به، بفعل المغريات المادية والمعنوية التي يتحصلون عليها".
وأوضح الأسعد، أنه بمجرد أن ينضم المقاتل للحشد يعفى من أداء الخدمة الإلزامية في جيش النظام السوري، مبينا أنه "نتيجة لذلك تطوع الكثير من الشباب في الحشد، وخصوصا من أبناء عشيرة "البوسرايا" عرب الغمر".
ووصف الأسعد أبناء الحسكة بأنهم "ضحية للتنافس الإيراني الكردي في المنطقة"، مشددا على موقف المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية الرافض لانضمام أبناء الحسكة إلى
الحشد الشعبي السوري وكذلك إلى قوات سوريا الديمقراطية.
ودعا الأسعد أبناء العشائر لعدم الانجرار وراء المغريات المادية والمعنوية التي يتم تسويقها لهم من قبل المشاريع المعادية، على حد تعبيره.
وقال: "لم تقف العشائر السورية يوما في صف المشاريع المعادية لوحدة الأراضي السورية، وإنما كانت باعث أمان، ولذلك ندعوهم إلى العودة إلى جادة الصواب والوقوف إلى جانب الثورة السورية".
بدورها وثقت شبكات إخبارية محلية، اعتقال الوحدات الكردية لما يقارب الـ100 شاب عربي خلال اليومين الأخيرين في مناطق متفرقة من مدينة الحسكة وريفها، وأشارت إلى اعتقال نحو 40 طالبا في جامعة الحسكة، من أبناء محافظتي دير الزور والرقة.
من جانبه أشار الناشط السياسي، ومسؤول العلاقات العامة في "التجمع الوطني لقوى الثورة في الحسكة" فواز المفلح، إلى تكثيف الوحدات الكردية للاعتقالات في القرى العربية التي انضم عدد من أهلها إلى الحشد الشعبي السوري، أو ما يسمى بـ"الحشد العشائري" الذي يترأسه شيخ قبيلة "طي"، العضو في البرلمان السوري "مجلس الشعب" التابع للنظام.
وعدا عن التنافس، أرجع المفلح تكثيف الوحدات لحملات التجنيد، إلى رغبة منها بالتغطية على الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها في معركة الرقة.
وقال لـ"
عربي21": "هناك أعداد كبيرة من القتلى تصل يوميا للحسكة، وغالبا ما يتم دفن الجثامين من قبل الوحدات بدون إعلام أهالي القتلى، وخصوصاً العرب الذين تصل نسبتهم لحوالي 60% من مجمل القتلى".
وفي سياق متصل، كشفت مصادر قبلية من الحسكة، عن تبدل بموقف الوحدات الكردية من الحشد الشعبي السوري، وذلك على خلفية التوترات الأخيرة بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، في محيط مدينة الرقة، على خلفية إسقاط مقاتلات التحالف لمقاتلة سورية جنوب الرقة.
وكان مستشار الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية الكردية سيهانوك ديبو، قد قال للإعلام، تعليقاً على تشكيل الحشد الشعبي السوري، إن "أي قوة عسكرية تنشأ خارج مظلة قوات سورية الديمقراطية لن تكون شرعية، لأن الأجندة ستبدو مختلفة، وسيظهر التناقض مع المشروع الديمقراطي".