تقول صحيفة "إندبندنت" إن شهر
رمضان انتهى، واحتفل المسلمون بالعيد، ولم تأت للمسلمين الأمريكيين دعوة من البيت الأبيض، بل
تهنئة بالعيد.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه بعد أول حفلة إفطار عقدت عام 1805، فإن المسلمين الأمريكيين اعتادوا منذ عام 1996 على حفلة الإفطار السنوية، التي بدأتها هيلاري كلينتون عندما كانت السيدة الأولى في البيت الأبيض.
وتذكر الصحيفة أن مسؤولي البيت الأبيض عادة ما يخططون للحفلة، ولأشهر عدة، حيث تم الالتزام بهذا التقليد في ظل كلينتون وبوش وأوباما، مستدركة بأن عام 2017 كان خارج التقاليد.
ويورد التقرير أن البيت الأبيض أصدر ليلة السبت بيانا جاء فيه: "انضم المسلمون في الولايات المتحدة للمسلمين حول العالم، للتركيز خلال الشهر الكريم على أفعال الدين والأعمال الخيرية والصدقة، وهم الآن يحتفلون بالعيد مع عائلاتهم وأصدقائهم، ويواصلون تقاليد مساعدة الجيران، وتناول الطعام مع الناس كلهم"، وأضاف البيان: "وخلال عطلة العيد نذكّر بأهمية الرحمة والتعاطف والبادرة الحسنة، وتجدد الولايات المتحدة مع مسلمي العالم التزامها باحترام هذه القيم، عيد مبارك".
وتلفت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أعلن أن الحكومة لن تعقد حفلة إفطار، لكن مكتبه أصدر بيانا يوم السبت قال فيه: "تعبر هذه العطلة عن نهاية شهر رمضان، الشهر الذي يمر فيه الكثيرون بمعاني وإلهام الصيام والصلاة والصدقة"، وأضاف: "يمنح هذا اليوم فرصة للتعبير عن قيمنا المشتركة لبناء مجتمعات مزدهرة، عيد مبارك".
ويلاحظ التقرير أن التهنئة كانت موجزة، على خلاف رسالة العيد التي وجهها الرئيس باراك أوباما، الذي حذر من "زيادة الهجمات ضد المسلمين الأمريكيين"، وقال في رسالته: "ظل المسلمون جزءا من العائلة الأمريكية منذ التأسيس".
وتفيد الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون، المدافع الشديد عن الحرية الدينية، أقام حفل إفطار في كانون الأول/ ديسمبر 1805، على شرف السفير التونسي سيدي سليمان مليملي، وذلك أثناء نزاع أمريكا مع ما كان يطلق عليها "الدول البربرية". وجاء في الدعوة: "سيكون الطعام جاهزا في الوقت عند غروب الشمس"، ولاحظ جون كوينسي في مذكراته أن العشاء قدم في وقت لاحق من الليل بسبب شهر رمضان.
وينوه التقرير إلى أن طبيعة العشاء قسمت الأمريكيين خلال القرنين الماضيين، حيث أكد النقاد ضرورة تأخير العشاء "مجاملة"، وعدم تغيير قائمة الطعام للضيوف، مشيرا إلى أنه ومهما يكن فإن أي شخص كان حاضرا للحفلة وصائما وتناول الطعام في الحفلة فإن هذا يعني أنها عقدت.
وبحسب الصحيفة، فإن تقاليد الإفطار بدأت من جديد عام 1996، عندما دعت السيدة الأولى هيلاري كلينتون 150 ضيفا، بعدما علمت طقوس شهر رمضان من ابنتها التي درست التاريخ الإسلامي في المدرسة، وعقد جورج دبليو بوش حفلة الإفطار كل عام خلال فترتي حكمه، بما فيها السنة التي حدثت فيها هجمات 11/ 9.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالقول: "ربما كان المسلمون الأمريكيون يأملون بعقد حفلة الإفطار هذا العام؛ تعبيرا عن الوحدة، بعد عام تميز بزيادة هجمات الكراهية ضد مجتمعهم، حيث سجلت أعلى الأرقام منذ عام 2001، وما سببه الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب من فوضى عندما أصدر أمرا بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة".