تحتضن المدن التركية الكبرى تجمعات عربية كبيرة من مختلف دول
العالم العربي، منهم من لجأ إليها هربا من الموت أو السجن والتعذيب، ومنهم من جاء مستثمرا أو سائحا أو طالبا للدراسة.
ويجمع
العيد كافة أطياف
الجاليات العربية، لا سيما في اسطنبول وأنقرة والمدن الحدودية مع سوريا، فالقسم الأكبر من الجاليات العربية من السوريين.
ويعد مسجد السلطان أحمد في اسطنبول نقطة الجذب الرئيسية للجاليات الإسلامية في
تركيا عامة، والعربية على وجه الخصوص، لصلاة العيد، لا سيما الجالية المصرية التي اعتادت على التجمع والالتقاء في ساحة السلطان أحمد بعد صلاة العيد مباشرة لتبادل التهاني.
وتقول الناشطة المصرية أسماء شكر، إنها تحرص على صلاة العيد في السلطان أحمد حتى تلتقي بكافة المصريين الذين يتجمعون من مختلف أطراف اسطنبول لتبادل التهاني، وتفقد أحوال بعضهم البعض، فضلا عن وجود "معان روحية عظيمة بهذا المسجد".
المصريون افترشوا الأرض بحديقة جولهانة
وأوضحت شُكر، وهي المتحدثة الرسمية باسم حركة "نساء ضد الانقلاب"، في حديث لـ"
عربي21"، أن عشرات الأسر المصرية تجمعت في حديقة جولهانة التاريخية لتناول طعام الإفطار وتوزيع كعك العيد المصري في الحديقة، في أجواء احتفالية، وذلك عقب صلاة العيد وتبادل التهاني مع ابناء الجاليات الأخرى.
ويرى عمرو عادل، رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، أن "صلاة العيد وأداء العبادة دون تفرقة بين عرب وأتراك في مسجد السلطان أحمد؛ تعطي صورة مبهرة عن وحدة الأمة، وتعكس نموذجا واضحا لتوحيد المسلمين من مختلف البلاد"، كما قال لـ"
عربي21".
وأضاف عادل أن المصريين يحرصون على المجيء من مختلف مناطق اسطنبول؛ لصلاة العيد بمسجد السلطان أحمد للالتقاء، فضلا عن "أجواء العراقة والأصالة الذي يلمسه من يصلي العيد في هذا المسجد".
من السودان
وعبر المواطن السوداني الواثق محمد نعمان؛ عن بالغ سعادته بما لمسه في صلاة العيد بمسجد السلطان أحمد من "أعداد ضخمة وتجمع إسلامي متنوع جدا من كافة الجاليات الإسلامية، من عرب وعجم"، مؤكداً أنه جاء من مدينة قونيا لأداء صلاة العيد في مسجد السلطان أحمد ومقابلة أصدقائه وأقاربه من أبناء الجالية السودانية، حيث تجمعوا من اطراف إسطنبول وخارجها، وفق قوله لـ"
عربي21".
الأردن
ومن الأردن، يؤكد أحمد أبو الهيجا، الطالب في قبرص، أن "أجواء الصلاة في السلطان أحمد في غاية الروعة وممتازة، حيث أن الاتراك قريبون جدا لنا كعرب في طقوسهم عبادتهم وعاداتهم، والصلاة معهم لها مذاق مختلف"، موضحا أنه جاء من قبرص، حيث يدرس ويعمل، لكي يلتقي أصدقاءه وأقاربه في اسطنبول.
المغرب
وتقول المغربية مريم بوشان، المقيمة باسطنبول: "تشعر أثناء صلاتك في السلطان أحمد بعمق انتمائك الإسلامي حيث مختلف الجاليات من حولك، لا سيما المغاربة، إذ تجمعنا للصلاة وتبادل التهاني معا".
وأضافت لـ"
عربي21": "الحياة في إسطنبول تشعرك أنك في بلد أوروبي، ولكنه بنكهة إسلامية"، على حد وصفها.
من الصومال أيضا
ومن الصومال تقول نيمو نوح، التي تحمل الجنسية الأمريكية وتعمل في مجال التسويق، إنها حرصت على المجيء لصلاة العيد في مسجد السلطان أحمد مع زوجها الباكستاني، مشيرة إلى أنهما حضرا إلى تركيا لقضاء شهر العسل.
شاب سعودي
ويقول الشاب السعودي عاصم (16 عاما) إنه تعود على أداء صلاة العيد بالسلطان أحمد مع والده وإخوته، مشيرا إلى أنهم يقضون جزءا من عطلتهم الصيفية في تركيا.
اليمنيون برحلة بحرية وطعام تقليدي
ويقول الإعلامي اليمني وديع عطا، لـ"
عربي21"، إن غالبية أبناء الجالية اليمنية بمدينة اسطنبول يتجمعون في صلاة العيد في مسجد السلطان أحمد، أو التجمع بعد الصلاة في حديقة عامة يحددونها مسبقا، لتناول أطباق يمنية تذكرهم بوطنهم وتُقلل نسبياً من إحساسهم بالغربة في تركيا، كما يقول.
وفي أنقرة، يصلي اليمنيون في مسجد "قوجه تبه" .
وفي المساء، يجتمع اليمنيون على مائدة تعرف لديهم باسم "جعالة العيد"، وتتكون من المكسرات كاللوز والفستق والفول السوداني وغيرها.
وأوضح عطا، أن الهدف من هذه الطقوس الاحتفالية هو "مساعدة أُسر الجالية اليمنية على لملمة شيء من ملامح العيد الذي حُرموا منه في وطنهم نتيجة الحرب والحصار".
ولفت عطا إلى أن الجالية اليمنية تقوم بتنظيم رحلة بحرية، تنطلق من منطقة أمونينو على مضيق البوسفور لترسو على شاطئ جزر الأميرات، ثم تقلع متجولة في أنحاء البوسفور، وذلك في ثالث أيام العيد من كل عام، مع عمل "برنامج ترفيهي لاكتشاف المواهب الفنية والأدبية والفلكولور اليمني والسمر والمسابقات والجوائز بين أبناء الجالية من مختلف الأعمار، بدعم من رجال أعمال يمنيين في اسطنبول"، كما يقول.