أعطت صحفية بريطانية في مقال لها، تصورا عن الوضع الذي سيبدو عليه
العالم عام 2050 فيما لو تخلى سكانه عن أكل
اللحوم، واعتمادهم على تناول
النباتات فقط.
وقالت "سوفيا سميث غالير" في مقالها الذي نشرته في موقع "بي بي سي فيوتشر" إنه "إذا تبنى سكان العالم نمطا غذائيا واحدا يعتمد على تناول النباتات فقط بحلول عام 2050، فسينخفض عدد الوفيات في العالم بنحو سبعة ملايين شخص كل عام، وسيساهم النظام الغذائي المعتمد على تجنب تناول جميع أنواع اللحوم وجميع منتجاتها، في تقليص عدد الوفيات بنحو مليون شخص آخر".
وتوقعت أن "تنخفض أيضا نسبة انبعاثات الغازات الضارة في الجو المتعلقة بإنتاج الغذاء بنحو 60 في المائة، وذلك وفقا للباحث ماركو سبرنغمان، وهو زميل برنامج "مستقبل الغذاء" بكلية مارتن سكول بجامعة أكسفورد".
وأردفت غالير بأن "هذا ما قد يحدث إذا تخلى الناس عن تناول اللحوم الحمراء، التي تأتي من الماشية المسؤولة عن انبعاث غاز الميثان في الجو من خلال ما تنتجه من روث".
وأشارت إلى أن "
المزارعين في الدول النامية قد يعانون من ذلك كثيرا، فالمراعي القاحلة وشبه القاحلة لتربية الماشية، كما في المنطقة التي تعرف باسم الساحل الأفريقي بجوار الصحراء الكبرى، لا يمكن استخدامها إلا في تربية الماشية، وربما تجبر جماعات البدو التي تربي الماشية هناك على الاستقرار بشكل دائم، وبالتالي تفقد هويتها الثقافية إذا لم تعد هناك حاجة للحوم هذه الماشية".
وأوضحت غالير أن "إعادة تجهيز المراعي السابقة وتحويلها إلى غابات طبيعية قد يخفف من حدة التغيرات المناخية، ويعيد التنوع البيولوجي إلى وضعه السابق، بما في ذلك الحيوانات التي تتغذى على العشب مثل الجاموس، والحيوانات المفترسة مثل الذئاب، والتي كانت قبل ذلك تطارد أو تقتل من أجل الحفاظ على الماشية".
وبحسب قولها، فإن كل العاملين حاليا في الصناعات المرتبطة بتربية الماشية سيحتاجون إلى إعادة تأهيل مهني من أجل العثور على عمل جديد، وقد يكون ذلك في مجال الزراعة، أو إعادة تشجير الغابات، أو في إنتاج الطاقة البيولوجية.
وقد تؤدي عدم القدرة على توفير وظائف جديدة للعاملين في هذه الصناعات إلى بطالة جماعية كبيرة، واضطرابات اجتماعية، وخاصة في المجتمعات الريفية التقليدية، بحسب غالير.
وسيؤدي التخلص من الحيوانات، مثل الأغنام، إلى نتائج سلبية تنعكس على مسألة التنوع البيولوجي، لأن رعي هذه الحيوانات ساعد في تمهيد الأرض وإعادة تشكيلها على هذا النحو منذ قرون، وبالتالي فإن من الممكن أن تدفع أموال للمزارعين من أجل البقاء على تربية الأغنام لأغراض بيئية فقط.
ولفتت إلى أن هذا السيناريو سيؤدي أيضا إلى عدم تناول الديك الرومي في أعياد الميلاد، فالتخلص من اللحوم يعني أننا قد نفقد بعض التقاليد التي نحبها.
واستطردت غالير قائلة إن "بعض المجتمعات حول العالم تقدم هدايا في صورة ماشية وأغنام في مناسبات الزواج وبعض الحفلات الأخرى. ويقول بن فالان من جامعة كامبريدج البريطانية إن ذلك من بين الأسباب التي تساهم في "تعثر الجهود التي تهدف إلى الحد من استهلاك اللحوم".
وسيؤدي غياب اللحوم إلى تراجع فرص الإصابة بمرض القلب التاجي والسكري والسكتة الدماغية وبعض أمراض السرطان، وبالتالي فإن ذلك سيوفر للعالم ما بين اثنين وثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وما يُنفق على علاج هذه الأمراض.
وتابعت: "لكننا بلا شك سنحتاج إلى بدائل غذائية أخرى لتحل محل اللحوم، وخاصة لهؤلاء الذين يعانون من سوء التغذية حول العالم، والذين يقدر عددهم بملياري نسمة".
واختتمت الصحفية البريطانية مقالها بالقول إن "المنتجات الحيوانية تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية لكل سعر حراري أكثر مما تحتويه السلع الغذائية الرئيسية الأخرى، مثل الحبوب والأرز".