نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا للكاتب مارك تشامبيون، يقول فيه إن رهان
مصر في الأزمة
القطرية هو أكبر مما يتوقعه الكثيرون، خاصة أن الخلاف السعودي مع قطر متعلق بالإخوان المسلمين أكثر من علاقته بدعم الإرهاب الدولي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه لم يظهر على قائمة الـ 59 شخصا ومنظمة، التي تطالب
السعودية وحليفتها الإماراتية دولة قطر بوقفها أو ترحيل أفرادها، ممن ينتمون لتنظيم الدولة، الذي تقود الولايات المتحدة حملة دولية ضده، لافتا إلى أن من بين هؤلاء 26 شخصية مصرية.
ويقول الكاتب إن "جماعة الإخوان المسلمين، المكونة من عدة مجموعات لا يمكن تحديدها أو تعريفها بشكل موحد، لم يتم تصنيفها منظمة إرهابية في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن الحكومة المصرية قضت السنوات الأربع الماضية وهي تحاول سحقها، زاعمة أنها تجسد مخاطر الإسلام السياسي".
ويذكر الموقع أن من المصريين المذكورين محمد شوقي الإسلامبولي، قائد الجماعة الإسلامية، الذي صنفته الولايات المتحدة إرهابيا، أما البقية فهم شخصيات بارزة من الإخوان المسلمين، مثل الشيخ يوسف القرضاوي، ووجدي غنيم، الذي غادر قطر إلى تركيا عام 2014، مشيرا إلى أن الأسماء الأخرى ليست معروفة لخبراء الإرهاب، لكن جرى تعريفها في الإعلام المصري على أنها من الإخوان.
وينقل التقرير عن الباحث في جامعة جورج واشنطن مختار عواد، قوله: "تحلم مصر في هذه اللحظة، حيث تقوم السعودية والبقية بممارسة الضغط على قطر"، وزعم عواد أن الدوحة "تقوم بشكل مستمر بإضعاف النظام المصري".
ويكشف تشامبيون عن أن عدد المطلوبين على القائمة من القطريين هم 18، وهناك 4 ليبيون، و3 كويتيين، و2 من الأردن والبحرين والسعودية، وإماراتي واحد.
ويلفت الموقع إلى أن قطر هي من أكثر الدول الثرية والممولة للإخوان، الذين فازوا في الانتخابات بعد الإطاحة بحسني مبارك، وبعد عامين أطاح بهم عبد الفتاح
السيسي، الذي بدأ حملة ملاحقة وقمع، وقتل منهم أكثر من ألف شخص، منوها إلى أن بعض من هرب من الملاحقة وجدوا ملجأ في قطر، حيث حصلوا على منابر إعلامية لمهاجمة السيسي، خاصة قناة "الجزيرة"، التي تطالب الدول الأربع بإغلاقها.
وينقل التقرير عن وزير الخارجية سامح شكري، قوله: "الكرة في ملعب قطر الآن"، وأضاف في تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن قطر عليها أن تقرر فيما إن كانت ستواصل ما قال إنه دور لتقويض المنطقة، وتعريض أمنها القومي لصالح قوى خارجية وجماعات مارقة.
ويورد الكاتب أن قطر، التي حوصرت من البر والجو والبحر بداية هذا الشهر، قالت إنها ناشطة في مكافحة تمويل الإرهاب.
وينوه الموقع إلى أن حركة الإخوان نبذت العنف منذ السبعينيات من القرن الماضي، زاعما أن "بعض العناصر الساخطة قامت بعد انقلاب عام 2013، بإنشاء خلايا سرية للقيام بعمليات في القاهرة وسيناء".
وبحسب التقرير، فإن عواد يزعم أن هذه العناصر "موجودة داخل البلاد، وقادرة على زعزعة الاستقرار"، ويمضي في زعمه قائلا إن هذه العناصر قادرة على زعزعة استقرار النظام أكثر من تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة.
ويقول تشامبيون إن قطر تدعم حركة حماس في غزة، التي تخوض حربا ضد إسرائيل، مشيرا إلى ورقة وزعتها السفارة السعودية في واشنطن على الصحافيين، تحتوي على مجموعة من "الحقائق" عن الإخوان، حيث جاء فيها: "واحدة من الروابط العلنية لقطر مع الإسلام المتطرف، هي دعمها للإخوان المسلمين"، و"من خلال الإخوان المسلمين حاولت قطر إضعاف الأردن ومصر والسعودية والبحرين".
ويفيد الموقع بأن الإمارات العربية المتحدة والسعودية أصبحتا المانحتين الرئيستين للنظام المصري بعد الانقلاب على نظام محمد مرسي، الذي كان يلقى دعما من قطر.
ويورد التقرير أن سفير الإمارات في روسيا عمر سيف غباش، يعترف بأن الأدلة التي قدمتها بلاده ضد قطر لم تقنع الكثيرين، مشيرا إلى أن أكثر ما يثير القلق هو شمول القائمة على معلومات شاذة، مثل اسم صحافي قطري لا علاقة له بالإرهاب.
ويشير الكاتب إلى أن السفير زعم أن الأدلة على تواطؤ العائلة الحاكمة في قطر والجماعات التي تصنفها أمريكا إرهابية، لم يتم الإعلان عنها؛ لمنح الحكومة القطرية فرصة للتراجع، وقال: "ربما كانت الطريقة الخليجية للقول: تراجع الآن، دعنا نتوقف قبل أن نظهر المعلومات"، حيث تتهم القائمة الحالية أحد أعضاء العائلة الحاكمة القطرية ووزير الداخلية السابق عبد الله خالد آل ثاني، بأنه منح اللجوء للعقل المدبر لهجمات 11/ 9 خالد الشيخ محمد.
ويبين الموقع أن قطر تقول إنها قامت بملاحقة الممولين والمسهلين لتنظيم القاعدة في السنوات الأخيرة، مستدركا بأن الاعتماد على العلاقة بين الإخوان المسلمين والجماعات المسلحة في ليبيا للحصول على أدلة على دعم قطر التطرف يعقد القضية، بحسب شادي حميد، الباحث في معهد بروكينغز.
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى قول حميد: "بحق الله، تنظيم الدولة يعد الإخوان المسلمين كفارا"، ويضيف أنه إذا كان دعم الجماعات الليبية المتعطشة للدم يعد تمويلا للإرهاب، فإن الإمارات مذنبة أيضا، وكذلك السعودية وتمويلها لنشر تفسيرها الوهابي للإسلام، من خلال بناء المساجد وتوفير الأئمة، ويتساءل قائلا: "السؤال المطروح هو: بماذا يرتبط التطرف؟".