بالتزامن مع ما يتردد عن قرب إطلاق القوات التركية عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، برز إلى الواجهة مجددا، اسم القيادي السابق في
الجيش الحر، جمال معروف.
وكانت جبهة النصرة قد أنهت وجود مجموعة كان يقودها معروف في ريف
إدلب، وطردته من آخر معاقله فيها في "دير سنبل" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2014.
وتأتي عودة اسم معروف؛ بعدما تداول سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، قيام معروف بتهدئة الأجواء بين قادة في الجيش الحر، كانوا يجتمعون في
تركيا، من أجل ترتيب دخولهم إلى
سوريا، لمساندة القوات التركية في عملياتها العسكرية في الشمال السوري، في ظل حديث عن عملية قد تطلقها تركيا في مدينة عفرين التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، كما أنه يجري حديث عن خطة لتواجد تركي في محافظة إدلب.
لكن معروف نفى، في حديث لـ"
عربي21"، وجود اجتماع لقادة في الجيش الحر، من أجل التنسيق للدخول إلى سوريا، مشيرا إلى أنّ ما تناوله النشطاء هو مجرد مأدبة غداء في منزل أحد الإعلاميين، جمعت عددا من قادة الجيش الحر، من بينهم مثقال العبد الله، إضافة إلى "معروف" نفسه، وآخرين.
وبالرغم من نفي معروف لوجود اجتماعات تحضيرية بين قادة الجيش الحر، من أجل العودة إلى سوريا، إلا أنّه أكد في الوقت ذاته على مشاركته ومقاتليه في أي عمليات مقبلة للقوات التركية في إدلب، مشيرا إلى أنّ وجود تنسيق بينه والقوات التركية، من أجل الدخول إلى سوريا، خلال الأيام القليلة القادمة، لكنه رفض الكشف عن أعداد المقاتلين الذي سيشاركون في تلك العمليات.
بدوره، قال ناشط مطلع، فضل عدم نشر اسمه، لـ"
عربي21"، إنّ مشاركة معروف في العمليات العسكرية للقوات التركية، في ريف إدلب، مرتبطة بتأييد هيئة "تحرير الشام" للتدخل التركي في إدلب من عدمه، حيث إنّ المشاركة محصورة في حال رفض الهيئة للتواجد التركي في إدلب.
ويشير الناشط إلى أنّ العمليات العسكرية للقوات التركية؛ ستكون محطتها المقبلة في الشمال السوري، من أجل السيطرة على مدينة تل رفعت، وطرد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، منها، ومن ثم التوغل باتجاه عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، من أجل فتح طريق يربط بين مناطق قوات درع الفرات المدعومة من تركيا؛ في ريف حلب الشمالي من جهة، والريف الغربي إضافة إلى محافظة إدلب، من جهة أخرى.
ويبدو أن الرأي القائل بأن العمليات العسكرية للقوات التركية، سيكون محورها الريف الشمالي من حلب، والسيطرة على مدينة تل رفعت من أيدي المقاتلين الأكراد، مرجح، في ظل الأنباء الورادة من هناك، والتي تفيد بانسحاب القوات التركية من خطوط التماس مع المقاتلين الأكراد في الريف الشمالي من حلب، وتعزيزها بمقاتلين من فصائل درع الفرات، حيث سيقتصر الدور التركي على تأمين الدعم اللوجستي في تلك المعارك، التي تمكّن مقاتلي الجيش الحر من التقدّم بريا.