أثارت برمجة حفل لفنان كوميدي عالمي "صهيوني" ضمن الدورة 53 لمهرجان
قرطاج الدولي 2017، جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما طالب الاتحاد العام
التونسي للشغل بإلغاء عرض الأخير.
وتبرّأت وزارة الشؤون الثقافية من المشاركة المتوقعة للفنان الفرنسي
ميشال بوجناح يوم 19 تموز/ يوليو ضمن حفلات
مهرجان قرطاج، الذي سينتظم من 13 تموز/ يوليو إلى 19 آب/ أُغسطس 2017، معتبرة أنّ الأمر سلك مسارا سياسيا خرج عن سياقه الثقافي.
وتابعت الوزارة في بيان تلقت "
عربي21" نسخة منه، الأربعاء، بأنّها "ستقوم بالمشاورات المتصلة مع الأطراف ذات العلاقة (في إشارة إلى الهيئة المديرة للمهرجان)، وذلك في نطاق مبدأ التشاور والتشاركية في أخذ القرار، انسجاما مع المصلحة العليا الوطنية، التي تعلو فوق كل اعتبار".
مواقف صهيونية
وأضافت الوزارة: "إن مناصرة القضية الفلسطينية من ثوابت السياسة التونسية، بما فيها الثقافية، ولم تدّخر الوزارة أي جهد لمزيد من دعم التعاون الثنائي بين تونس وفلسطين".
وكان مدير مهرجان قرطاج، مختار الرصّاع، أّكّد أنّه يجهل مناصرة بوجناح للكيان الصهيوني، مبرّرا في مداخلة على إذاعة موزاييك، بعد مواجهته بتصريحات بوجناح نفسه بأنّه صهيوني، بأنّه "ليس صهيونيا كبيرا أو من قادة الصهيونية".
وكان المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة دعا، الثلاثاء، إلى إلغاء عرض الكوميدي ميشال بوجناح على
مسرح قرطاج وكل المسارح التونسية، موضّحا في بيان حمل توقيع أمينها العام نورالدين الطبوبي، أنّ طلب الإلغاء "لا باعتبار ديانته اليهودية، إنّما لمواقفه الصهيونية".
ولفت الاتحاد إلى أنّ بوجناح "ناصر الكيان الصهيوني العنصري الفاشي، ووقف إلى جانب السفّاح شارون وقيادته بمظاهرات داعمة له، فضلا عن تهافته الفنّي، وخواء المضامين التي يقدّمها".
حملة تشويه
وفي سياق متصل، أشارت المنظمة الشغيلة بمنشور في "فيسبوك" إلى أنّ صفحتها الرسمية وموقعها على الإنترنت تعرّضتا إلى هجوم غير مسبوق، إلى جانب حملة تشويه تستهدف الاتحاد، "بعد بيان رفض حفل الصهيوني في تونس".
وعلّق الإعلامي زياد الهاني على دعوة الاتحاد إلغاء حفل بوجناح، معتبرا أنّه "من حق قيادة الاتحاد أن تدعو الجمهور إلى مقاطعة عروض ميشال بوجناح.. لكن لا يحق لها المطالبة بإلغائها!".
وتابع بمنشور له في "فيسبوك": "من واجب قيادة الاتحاد أن تدافع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين.. لكن من واجبها أيضا أن تلزم حدودها ولا تتصرف كوصيّ على البلاد وعلى التونسيين".
إلغاء نوبل للسلام
من جانبه، توعّد رجل الأعمال اليهودي التونسي إيلي الطرابلسي بإلغاء جائزة نوبل للسلام التي تحصّل عليها اتحاد الشغل ضمن الرباعي الراعي للحوار في 2015.
وقال الطرابلسي بمنشور له في "فيسبوك": "سأعمل لإلغاء جائزة نوبل للسلام لاتحاد الشغل، الذي لا يمثلني بعد اليوم.. العداء لليهود تحت غطاء معاداة الصهيونية لن يمر".
وانتقد الطرابلسي بيان وزارة الشؤون الثقافية بقوله: "في بيان وزارة الثقافة، كتبوا ميشال بوجناح من أصول يهودية.. السيد مولود في تونس، يهودي، عربي، نصراني، ملحد، آش مدخلكم في دينو.. قالك يجب التشاور مع المجتمع المدني والموضوع حساس.. زايد، تحكي مع مشعوذين".
نفاد التذاكر
من جهته، طالب الحزب الجمهوري في وزارة الشؤون الثقافية بإلغاء حفل ميشال بوجناح، معتبرا في بيان، الأربعاء، أن هذا الفنان "لا يمكن أن تشفع له أصوله التونسية ولا ديانته اليهودية للتغطية أو التستر عن ميوله الداعمة لجيش الاحتلال وجرائمه في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني" ،وفق نص البيان.
وفي سياق متصل، قالت وسائل إعلام محلية أن تذاكر الكوميدي بوجناح نفدت في وقت قياسي، رغم الجدل الذي أثير حول عرضه على ركح مسرح قرطاج.
يُشار إلى أنّ ميشال بوجناح هو ممثل ومخرج وكوميدي تونسي- فرنسي من أصول يهودية، وولد بتونس عام 1952، ودرس بمعهد بتونس قبل أن يهاجر صحبة عائلته إلى فرنسا في 1963.
وعبّر بوجناح في تصريحات كثيرة عن فخره بأنّه "صهيوني"، كان أبرزها تصريحه في 5 شباط/ فبراير 2013 على موقع JSS NEWS.