أثار إعلان رئيس ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، اللواء عيدروس
الزبيدي، المدعوم إماراتيا، الجمعة، حظر أنشطة جماعة "
الإخوان المسلمين" وتنظيمي
القاعدة وداعش، في المحافظات الجنوبية، حالة من التندر والسخرية لدى قطاع واسع من
اليمنيين.
وكان لافتا، ردود الفعل التي أعقبت خطاب الزبيدي وإعلانه المثير حظر "الإخوان" غير الموجودين أصلا، في حين تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، ليس لهما أي إطار قانوني حتى يشملهما الحظر، كونهما تنظيمين مسلحين خارجين عن القانون، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول إعلانه حظر التنظيمين الجهاديين ووقف أنشطتهما بالقول: هل كانا يعملان بموجب تصريح رسمي من قبل الزبيدي نفسه، الذي شغل منصب محافظ عدن لأكثر من عام؟
والأهم من ذلك "عدم امتلاك الزبيدي ومجلسه غير المعترف به، الحق في اتخاذ أي إجراء من هذا النوع. وفقا لسياسيين يمنيين.
وذهب البعض لتفسير حديثه عن "الإخوان المسلمين"، إلى "حجم التأثير
الإماراتي الذي قدم منها مساء الاثنين، على خطابه وتحركاته "، فيما المراد بذلك "حزب الإصلاح"، رغم إعلانه رسميا عدم صلته بالجماعة.
تزلف للإمارات
وفي هذا السياق، علق نائب رئيس تحرير صحيفة "14 أكتوبر" الحكومية، عبدالرقيب الهدياني بالقول: لا بجب أخذ كلام المجلس الانتقالي ورئيسه على أنها قرارات يتبعها إجراءات عملية للتنفيذ. معللا ذلك بأن المجلس منذ إعلانه في أيار/ مايو الماضي، اتخذ سلسلة قرارات كـ"تمثيل الجنوب داخليا وخارجيا، ورفض قرارات الرئيس بعزل ثلاثة محافظين منضوين في المجلس الشهر الفائت"، ولم ينفذ منها شيء.
واعتبر في حديث لـ"
عربي21" أن حديث الزبيدي لا يعدو كونه "تصعيدا إعلاميا".
وأشار إلى أن حديثه عن حظر جماعة "الإخوان المسلمين" محاولة للتماهي مع دولة الإمارات والتزلف إليها.
وتساءل الهدياني أين هي جماعة "الإخوان" التي أعلن الزبيدي حظرها؟ وقال: ليس للجماعة أي وجود أو لافتة سياسية أو خيرية أو ثقافية بهذا الاسم في عموم اليمن والجنوب أيضا.
وأوضح نائب رئيس تحرير صحيفة "14 أكتوبر" أن إعلان مجلس الزبيدي حظر جماعة الإخوان "متوقع "على اعتبار أن المجلس يتبع الإمارات. لكن السؤال الأهم وفقا للمتحدث ذاته لماذا أعلن حظر تنظيم القاعدة وداعش ووقف أنشطتها؟ وهل كانا يعملان بموجب تصريح رسمي؟
أجندة خارجية
من جهته، قال رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، أنور الخضري إن محافظ عدن السابق "الزبيدي" يمثل قوة متمردة على الشرعية ومتواطئة على تنفيذ أجندات تخريبية خارجية، وليس له أي صفة شرعية.
وتابع حديثه لـ"
عربي21": ما تم الإعلان عنه ليس إلا خروجا عن مسار استرداد الدولة وافتئاتا على الشعب، كونه "لا يمثل سلطة منتخبة ولا يحمل أي صفة قانونية".
وبحسب الخضري، فإن حديثه عن "الإخوان المسلمين"، سواء كان ما قصده التنظيم، أو الإشارة إلى حزب الإصلاح، فالأمر يستند للغة الإقصاء والعنف والتطرف، مشيرا إلى أنه بات معلوما أن هناك أطرافا عدة داخلية وخارجية تريد تسوية الملعب السياسي لليمن لصالح قوى الانقلاب والعداء لهوية المجتمع ووحدة اليمن. على حد قوله.
وعد السياسي والباحث اليمني إعلان الزبيدي بمنزلة إشعال حرب أهلية؛ لأنه لا يخضع لإرادة شعبية أو سلطة منتخبة أو قانون دستوري، داعيا في الوقت نفسه "اليمنيين جميعا ألا يسمحوا لمن وصفهم بـ"المسوخ الهزيلة" بتصدر المشهد وقيادة البلاد نحو احتراب جديد في ظل تصنيفات هلامية تخدم الأعداء، أكثر مما تخدم اللحمة الاجتماعية والسلم المجتمعي.
لوثة
أما الكاتب والمحلل السياسي، محمد الغابري، فأدلى بدلوه في هذا السياق، وقال إن الزبيدي غارق في أمية سياسية وقانونية غير مسبوقة، لطالما كانت محل شكوى خيمت على الأحزاب السياسية خلال الفترات الماضية.
وعزز الغابري فرضيته هذه بأن الرجل أعلن حظر " الإخوان"، دون وجود أي تنظيم أو جماعة بهذا الاسم هذا من ناحية، وحظره للقاعدة وداعش، وكأنهما جماعتان قانونيتان تتمتعان بالوجود القانوني فجاء لإلغائها من ناحية أخرى.
وأضاف في منشور له بموقع "فيسبوك": ويل لعدن من الزبيدي.. يعلن عن قرارات حضر، دون امتلاكه أي صفة قانونية تخوله ذلك.
وأشار الغابري إلى أن "هناك خللا بل لوثة عقلية تجتاح المنطقة .. والزبيدي آخر صيحاتها". وفق تعبيره.
وكان اللواء الزبيدي، محافظ عدن السابق، قد أعلن في بيان تلاه الجمعة، عن حظر أنشطة جماعات ومنظمات وصفها بـ"الإرهابية"، متمثلة بتنظيم "الإخوان المسلمين" وتنظيمي "القاعدة وداعش" في محافظات جنوب البلاد.
اقرأ ايضا:
انقسام حشود عدن.. والزبيدي يهاجم الحكومة ويحظر "الإخوان"