تشهد
الجزائر موجة حر شديد وحرائق أودت بحياة 6 أشخاص، والتهمت حوالي 3900 هكتار من الغطاء النباتي، وهو ما أرجعه متخصص إلى عوامل بشرية وطبيعية، فيما وعدت الحكومة بتعويض المتضررين.
وخلال زيارته محافظة تيزي وزو (شرق)، التي شهدت
حرائق، قال وزير الداخلية، نور الدين بدوي، الإثنين الماضي، إن الحكومة قررت تعويض المتضررين ماليا، وستمس (لم تحدد بعد) أصحاب المستثمرات الفلاحية، التي تحتوي على أشجار مثمرة، وكذا أصحاب الثروة الحيوانية.
الوزير الجزائري أضاف أن "الرئيس كلفني بطمأنة الضحايا وتعويضهم عن جميع
الخسائر التي لحقت بالمناطق التي مستها حرائق الغابات من سكان وأشجار مثمرة وقطيع أغنام وخلايا نحل".
ووفق بيانات متفرقة لقوات الدفاع المدني الجزائرية جرى، خلال الأسبوع الماضي، إطفاء 97 حريقا، تسبب في إتلاف ما لا يقل عن 1082 هكتارا من الغابات، و49 هكتارا من محاصيل القمح، و1633 شجرة مثمرة.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية (خاصة)، السبت الماضي، أنّ حصيلة ضحايا حرائق الغابات، التي سجلت على مستوى 35 محافظة، بلغت 6.
واعتبرت الصحيفة أن حجم الخسائر يعيد إلى الأذهان كارثة الحرائق التي عاشتها الجزائر، عام 2012، وأفقدتها آلاف الهكتارات من الثروة والمساحات الغابية.
وبحسب صحيفة "الشروق" (خاصة) فإن النيران، المندلعة منذ بداية يوليو /تموز الجاري، أتت على الأخضر واليابس في "تيزي وزو"، وأبادت الآلاف من أشجار الزيتون وخلايا النحل والحقول، وحولت العديد من المنازل إلى أكوام من الرماد.
وأوضحت أن أضخم الحرائق كانت في غابات "أدكار" و"تيفرة" و"إغز أمقران" و"القصر"، وغيرها من مناطق المحافظة.
"الشروق" أضافت أن حريقا اندلع في جبل "ثوقر" بمحافظة باتنة (شرق)، وأتلف ما لا يقل عن 50 هكتارا من أشجار الأرز الأطلسي النادرة.
وإجمالا، أتت الحرائق التي شبت عبر مختلف ولايات الجزائر، منذ يونيو/ حزيران الماضي، على قرابة 3906 هكتارات من الغطاء النباتي (دون تفاصيل)، جراء نشوب 643 بؤرة حريق، وفق الوكالة الجزائرية الرسمية للأنباء.
الشيخ فرحات، وهو خبير جزائري في شؤون المناخ والبيئة، أرجع أسباب نشوب الحرائق في محافظات جزائرية عدة إلى عوامل طبيعية وبشرية.
وأضاف فرحات، في حديث مع الأناضول، أن "السبب الرئيسي يعود إلى درجات الحرارة التي كانت مرتفعة عن المعدل الفصلي بأكثر من 10 درجات أحيانا، في أغلب بلدان شمال إفريقيا، بما فيها الجزائر، وحتى بعض بلدان أوروبا الغربية، مثل إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا".
وأردف قائلا إن "السبب الثاني يرجع إلى مخلفات فصلي الشتاء والربيع من خلال النمو الكثيف للحشائش بمختلف أنواعها، سواء في منطقة القبائل (القبائل الصغرى والكبرى) أو في محافظات أخرى معروفة بالجبال والغابات".
وأوضح أن "المزارعين وكذا المواطنين يقومون، مع حلول فصل الصيف وتحديدا في يونيو/حزيران بالتنقية والتطهير عبر نزع الأشجار اليابسة والحشائش المحيطة بالمنازل، والتي تضرّ بالأشجار المثمرة والحقول".
وهذه العملية، وفق الخبير الجزائري، "تنتج عنها أكوام من الحشائش اليابسة تكون عرضة لأشعة الشمس أو ليد الإنسان، بسبب رمي أعقاب السجائر أو غيرها، ما يؤدي إلى اشتعالها".
وأضاف سببا آخر يتعلق بوضع البيئة في الجزائر: "من خلال انتشار النفايات الصناعية والمواد البلاستيكية والأوراق، وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، وأحيانا تنشب النيران بفعل الإنسان، حيث يوجد أشخاص يشعلون النيران بمحض إرادتهم".
وتوقع فرحات أنّ "النيران ستنخفض حدتّها خلال الأيام القادمة، بالعودة التدريجية لدرجات الحرارة إلى المعدل الفصلي، فضلا على أنّ المواطن الجزائري أصبح واعيا بالمشكلة وبالخطر المحدق به في ضوء الحرائق التي التهمت مؤخرا آلاف الهكتارات".
ودعا الخبير الجزائري إلى "الحفاظ على الغابات من خلال المراقبة الدورية، ونزع الأشجار اليابسة، التي تسهم بصورة سريعة في اندلاع الحرائق، وكذا التحلي بالتنظيم والأخلاق وثقافة البيئة".