حملت شبية حزب العدالة والتنمية
المغربي (يرأس
الحكومة، وتضم 12 وزيرا من الحزب)، وزارة
الداخلية مسؤولية عرقلة ملتقاها (لقاء) الوطني 13 المزمع تنظيمه في مدينة فاس (وسط) في الأسبوع الثاني من شهر آب/أغسطس القادم.
واتهمت شبيبة حزب العدالة والتنمية في بلاغ مقتضب وزارة الداخلية بـ"عرقلة" تنظيم ملتقاها الثالث عشر المقرر تنظيمه بمدينة فاس التي يسيرها الحزب.
وقال بلاغ الشبيبة: "وزارة الداخلية تُعرقل تنظيم الملتقى الوطني الثالث عشر لشبيبة العدالة والتنمية".
ويشار إلى أنه سيتم تنظيم الملتقى الوطني الثالث عشر لشبيبة العدالة والتنمية بمدينة فاس تحت عنوان "الديمقراطية أولا" وذلك في الفترة الممتدة ما بين 5 و13 آب/أغسطس المقبل.
ويعد ملتقى
شبيبة العدالة والتنمية، أكبر تجمع شبابي حزبي في المغرب، حيث يسارك فيه حوالي 3 آلاف شاب وشابة من مختلف ربوع المغرب، تقدم فيها عروض وتكوينات وتلقى فيها محاضرات على امتداد الأسبوع.
تفاصيل قرار المنع
وأوضح خالد بوقرعي كاتب عام شبيبة العدالة والتنمية، أن البلاغ كاف وواضح، واستطرد قائلا: "الشبيبة ستصدر بيانا مفصلا توضح فيه للرأي العام تفاصيل عن هذه العرقلة".
وعن التفاصيل تابع بوقرعي، في تصريح مقتضب لـ"
عربي21": "لا أريد أن نحرق المراحل، أصدرنا هذا البلاغ، ونعمل على إصدار بيان نوضح فيه ما تعرضنا له".
وعلمت "
عربي21" من مصادر متطابقة، أن شبيبة العدالة والتنمية، وجهت طلبين إلى وزارة التعليم العالي من أجل الاستفادة من أحد الأحياء الجامعية بمدينة فاس، لتحتضن فيها المشاركين في الملتقى القادم.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن "شبيبة حزب العدالة والتنمية، وجهت طلبا أول لمكتب الخدمات الجامعية والاجتماعية والثقافية التابع لوزارة التعليم العالي بالرباط، من أجل الاستفادة من الحي الجامعي".
وأضافت المصادر، أن مسؤولي الشبيبة، طلبوا منهم في ما بعد توجيه الطلب إلى إدارة الحي الجامعي المعني (الحي الجامعي فاس سايس)، وهو ما تم فعلا".
وزادت المصادر، أن إدارة الحي الجامعي طلبت من الشبيبة توجيه طلب (ترخيص) من السلطات الوصية (وزارة الداخلية) وهو ما رفضته الشبيبة لأنه يخالف القانون.
وسجلت أنه خلال اليومين الأخيرين قيل لمسؤولي الشبيبة إن وزارة الداخلية ضغطت على إدارة الحي الجامعي، حتى لا تستفيد من فضاءات الحي الجامعي.
حملة تأديب الشبيبات
واعتبرت الناشطة اليسارية والفاعلة النسائية، سارة سوجار، أن "المنع يندرج في سياق حملة التأديب سواء من قيادتهم أو من المخزن وأظن أن منع البيجيدي في نفس السياق".
وسجلت سارة سوجار في تصريح لـ"
عربي21"، "نلاحظ تمرد شباب أحزاب الأغلبية على قرارات قيادتها التي أيدت منع مسيرة 20 يوليو/تموز، وخروج هؤلاء الشباب للاحتجاج تضامنا مع الريف من خلال تدويناتهم ومن خلال حضورهم في الوقفات والمسيرات الداعمة وكان من بين الشبيبات شباب حزب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي لذلك فلن يمر ذلك مرور الكرام".
وأفادت "أن المغرب لا يعيش حراك الريف وحده، بل حراكات متعددة امتدت على مستوى كل ربوع الوطن وأيضا في جميع المستويات".
وتابعت أن "حراك الشبيبات لم تسلم حتى شبيبات اليسار منه، وهو امتداد على تمرد الشباب على كل البيروقراطيات وانتفاضها على كل أنواع الاستبداد وأولها قيادتها".
وسجلت أن "ما يعيشه المغرب سياق حساس يجب أن يلتفت له الجميع لأن أصوات الحق اليوم لن يخرسها أي شيء ونحن سندعم كل الحراكات لأن تحقيق الديمقراطية أفقي قبل أن يفككك نظم الاستبداد العمودية".
وختمت تصريحها قائلة: "كل التضامن ضد كل أنواع القمع والمنع كيفما كان مصدره وأيا كان ضحيته".
تضييق على الحزب
وسجل حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن "ما حرص المكتب الوطني للشبيبة على تسميته بعرقلة وزارة الداخلية تنظيم الملتقى الوطني الثالث عشر، هو تعبير دقيق ويندرج في إطار التضييق الممنهج على حزب العدالة والتنمية وشبيبته، الذي يدخل بدوره في إطار التضييق على الأحزاب السياسية الوطنية، بهدف إفقادها التوازن وإرباكها وإنهاكها".
وأضاف حسن حمورو في تصريح لـ"
عربي21"، أن "هذه ليست المرة الأولى التي تتعامل بها وزارة الداخلية مع أنشطة حزب العدالة والتنمية بهذه المقاربة، حيث سبق للوزارة نفسها أن منعت الحزب من تنظيم نشاط كبير سنة 2012 كان سيؤطره الأمين العام للحزب ابن كيران وهو رئيس حكومة آنذاك، وسبق لها أن منعت الحزب من تنظيم لقاءات جماهيرية لوزرائه في ساحات عمومية".
واعتبر أن "هذه المرة يختلف الأمر قليلا بالنظر إلى السياق السياسي للبلاد وتصور جهات في الدولة أنها استعادت المبادرة كلية وأن بإمكانها اتخاذ ما تشاء من القرارات الهادفة إلى إخضاع الأحزاب السياسية وإسناد أدوار شكلية لها بعد إفقادها لقرارها، ومظاهر هذا الأمر تجلت في مسار تشكيل الحكومة الحالية بعد إعفاء الأستاذ ابن كيران وإن بقي حزبه على رأس الحكومة".
هذه العرقلة يمكن تفسيرها بكون الملتقى الوطني للشبيبة والذي يشارك فيه حوالي 3000 شاب من مختلف مناطق المغرب سيتيح أيضا أول لقاء جماهيري ضخم مع الأستاذ ابن كيران بعد أشهر من إعفائه".
وزاد: "تأتي هذه العرقلة أيضا في سياق إصدر الشبيبة لبلاغات عبرت عن رفضها لما عرفه المشهد السياسي في المغرب بعد انتخابات تشرين الأول/أكتوبر، ولذلك يبدو طبيعيا أن تتدخل وزارة الداخلية بهذه الطريقة، ولكن أعتقد أن الشبيبة ستتفاعل مع هذا التضييق بما يلزم من مواقف يفرضها الدفاع عن الحقوق والحريات في هذه اللحظة الصعبة التي تعرفها بلادنا بسبب غرور وتهور السلطوية".
واختارت شبيبة العدالة والتنمية أن تجعل "الديموقراطية أولا" شعارا للملتقى الثالث عشر المزمع تنظيمه في مدينة فاس.
هذا، وتعقد شبيبة العدالة والتنمية ملتقاها السنوي، ويشكل حدثا في المغرب، حيث يعرف مشاركة رموز فكرية وسياسية عربية وإسلامية ومغربية من بينها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، والشيخ يوسف القرضاوي، ووزراء في الحكومة، وبعض زعماء الأحزاب المغربية.