نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافي جيمي غريرسون، يقول فيه إن مذيعة "
بي بي سي"
فانيسا فيلتز تشعر "بالانزعاج الشديد"؛ بسبب مقال نشرته صحيفة "
صندي تايمز"، كتبه الكاتب كيفين مايرز على نسختها على الإنترنت، ونسختها المطبوعة في إيرلندا، مشيرا إلى أنه تم حذف المقال لاحقا من موقع الصحيفة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مايرز أنكر في مقاله وقوع المحرقة، وألمح فيه إلى أن سبب ارتفاع راتب فيلتز وراتب كلوديا وينكلمان في "بي بي سي"، هو أنهما يهوديتان، لافتا إلى أنه تم اتهام صحيفة "صندي تايمز"، التي يمتلكها روبرت ميردوخ بمعاداة
السامية، وواجهت وابلا من الانتقادات.
ويفيد الكاتب بأن مايرز قال في مقاله، الذي جاء تحت عنوان: "معذرة سيداتي، يجب استحقاق المساواة في الرواتب": "لاحظت إن اثنتين من مقدمات البرامج اللواتي يحصلن على رواتب عالية في الـ(بي بي سي) - كلوديا وينكلمان وفانيسا فيلتز، اللتان للأسف لم أطلع على عملهما الرائع دون شك– هما يهوديتان، جيد لهما".
وتلفت الصحيفة إلى تعليق فيلتز على المقال، حيث قالت متحدثة على برنامج الصباح الذي تقدمه على "بي بي سي راديو 4": "ظننت بعد هذه السنين كلها أنني كونت مناعة، أو اعتدت على الأمور، لكن ليس هذا ما شعرب به أبدا، لكني شعرت بالانزعاج الشديد"، وأضافت بأنها رحبت باعتذار الصحيفة، لكنها تساءلت: "كيف نشر المقال في الصحيفة أصلا؟".
وينوه التقرير إلى أن المقال كتب تعليقا على الخلاف الذي نشب حديثا، بعد أن تبين أن هناك فارقا كبيرا بين رواتب النساء والرجال في "بي بي سي"، بعد أن نشرت المؤسسة الأرقام هذا الشهر.
وينقل غريرسون عن رئيس تحرير "صندي تايمز"، مارتين أيفينز، قوله بأنه كان يجب عدم نشر المقال، وأضاف أن مايرز لن يكتب لصحيفة "صندي تايمز إيرلندا" مرة أخرى، مشيرا إلى عدم صدور رد فعل عن وينكلمان، التي تكتب أيضا مقالات لصحيفة "صندي تايمز"، بعد.
وتذكر الصحيفة أن مايرز قال في مقاله: "لم يعرف عن
اليهود إصرارهم على بيع مواهبهم بأقل الأسعار.. وأتساءل من هم وكلاؤهما؟ فإن كانوا هم الوكلاء أنفسهم، الذين تفاوضوا على رواتب أقل لنساء أخريات، فربما تكون الأخريات وجدن قيمتهن الحقيقية في السوق".
ويورد التقرير أن الكاتب كتب عن المحرقة في صحيفة "أيريش إندبندنت" قائلا: "ليست هناك محرقة (بحرف H كبير كما يصر برنامج الحاسوب) ولا 6 ملايين يهودي قتلهم الرايخ الثالث، وهاتان العبارتان صحيحتان تماما".
ويقول الكاتب إن المقال تسبب بغضب مباشر، حيث أعلنت حملة مكافحة معاداة السامية عن أنها ستقدم شكوى إلى منظمة معايير الصحافة المستقلة، وقالت في بيان لها: "واضح أنه كان يجب ألا يطلب من كيفين مايرز الكتابة لـ(صندي تايمز)، وكان يجب على المحررين عدم السماح للمقال بأن ينشر".
وتنقل الصحيفة عن رئيس تحرير "فايننشال تايمز" ليونيل باربر، تعليقه على المقال بالقول إنه: "معاد للسامية وللنساء"، في الوقت الذي قال عنه الوزير الأوروبي السابق دينس ماكشين بأنه "مخز حقا".
ويكشف التقرير عن أن المدير السابق لـ"بي بي سي" داني كوهين، طلب من "صندي تايمز" منع مايرز من الكتابة لأي صحيفة تابعة لشركة "نيوز يوكي" مرة أخرى.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول محرر النسخة الإيرلندية فرانك فيتزغيبون: "أعتذر دون تحفظ للأذى الذي تسبب به المقال، الذي كتبه كيفين مايرز، والذي نشر في النسخة الإيرلندية من (صندي تايمز)، حيث احتوى المقال على آراء تسببت بحزن وإزعاج لعدد من الناس.. وكوني محررا للصحيفة فإني أتحمل المسؤولية كاملة لسوء التقدير هذا، فهذه الصحيفة تبغض معاداة السامية، ولم تسع للإساءة لليهود".