نشرت صحيفة "لوموند"الفرنسية تقريرا، حول جولة مراسليها جان فيليب ريمي وأوليفييه لابان، اللذين قضيا عدة أسابيع في
اليمن، في دولة لطالما كانت أبوابها مغلقة في وجه الصحفيين.
ويسلط التقرير الضوء على مدينة
عدن. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عدن تطل على المحيط الهندي، كما أنها تعد منفذا بحريا تمر عبره السفن التجارية البحرية والبوارج الحربية التي تعتبر جزءا من الحرب الدائرة في اليمن. وتنضوي بعض هذه السفن الحربية تحت قيادة أسطول قوات التحالف الذي تقوده
السعودية والإمارات، فيما بعضها الآخر دولية مخصصة للتأكد من عدم تلقي
الحوثيين لأسلحة قادمة من إيران.
وذكرت الصحيفة أن الحوثيين فقدوا سيطرتهم على جل المناطق المطلة على البحر الأحمر، حيث لم يعد بحوزتهم سوى ميناء الحديدة. وفي هذا الإطار، أشارت السعودية وحلفاؤها في عدة مناسبات؛ إلى أنهم يعتزمون مواصلة عملية "السهم الذهبي"، التي تم إطلاقها سنة 2017، لتستهدف المدن اليمنية المطلة على البحر الأحمر، حيث تعمل السعودية على تضييق الخناق على الحوثيين في ميناء الحديدة وطردهم نحو المناطق الجبلية من اليمن.
وتجدر الإشارة إلى أن قرابة ثلثي الشعب اليمني يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، التي لا تصل أغلبها إلى المنكوبين، مع العلم أن اليمنيين يعدون من أفقر شعوب الدول العربية. كما تشير العديد من التقارير إلى أن قرابة 300 ألف يمني قد أصيبوا بوباء الكوليرا، ولا يزال هذا العدد في ارتفاع متواصل.
ونقلت الصحيفة عن عمرو جمال، الذي يعد من بين المهتمين بالمحافظة على الثقافة والتراث الذي تختص به مدينة عدن، أنه ومنذ دخول البلاد في حرب أهلية "انهارت الحرية، والنظام التعليمي، والصحة". وينتشر القناصة في أغلب أحياء المدينة، كما أن قادة الفصائل السلفية المسلحة لهم وزنهم، علاوة على تأثيرهم داخل المجتمع اليمني ككل، وليس فقط في عدن.
وأوضح عمرو جمال أن أغلب أصدقائه قد فضلوا مغادرة اليمن، وتحديدا إلى دبي وكوالالمبور. أما بالنسبة له، فقد أعرب جمال عن عدم رغبته في هجرة المدينة التي يكن لها الكثير من الحب.
وتقول الصحيفة إن مسيحيي المدينة قد أصبحوا يعيشون منذ مدة في الخفاء، أما بالنسبة لليهود فقد رحل جلهم، ولم يبق منهم سوى بعض المنتمين لطائفة "يشيفا". وعلى الرغم من ذلك، لا يزال شبح اندلاع موجة أعمال عنف دينية يخيم بظلاله على مدينة عدن.
ونقلت الصحيفة على لسان الطبيب ياسين القباطي، المختص في الأمراض الجلدية، والذي يانتشار مرض الجذام في عدن بالتعاون مع منظمة ألمانية، قوله: "لقد عالجنا قرابة 12 ألف حالة منذ سنة 1989، لكننا نواجه صعوبات كبيرة للحد من انتشار الجذام نظرا لإصابة 400 شخص سنويا بهذا المرض".
وكان هذا الطبيب قد اختطف من قبل الحوثيين خلال المعارك في تعز. وعلى الرغم من إطلاق سراحه، إلا أن برنامجه للقضاء على مرض الجذام قد تم تجميده.