استبعد رائد الصالح، مدير
الدفاع المدني السوري، المعروف باسم "الخوذ البيضاء"، "خلايا نائمة تابعة للنظام السوري، أو لتنظيم الدولة بتنفيذ "المذبحة" التي قتل فيها سبعة من متطوعي الدفاع المدني في مدينة سرمين بريف
إدلب.
وفجر السبت الماضي، تعرض مركز"الخوذ البيضاء" في سرمين، الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام مثل باقي مناطق محافظة إدلب، لهجوم مسلح، نفذه مجهولون بأسلحة خفيفة ومتوسطة، تمت خلاله تصفية المتطوعين السبعة برصاصات في الرأس، قبل سرقة سيارتين ومعدات أخرى من المركز؛ عثر عليها محروقة في وقت لاحق.
وحول ملابسات الجريمة، قال الصالح لـ"عربي21": "حتى الآن نحاول جمع المعلومات وربطها، لكن لم نتوصل إلى حقائق يُستند عليها للحكم على دوافع الجريمة، إن كانت بدافع السرقة أم بدوافع أخرى".
وأضاف: "كل المؤشرات الأولية تشير إلى أن الجريمة البشعة نفذت بدافع استهداف الدفاع المدني، ونحن نتابع التحقيقات للتوصل إلى نتائج بأسرع وقت ممكن"، واصفا ما جرى بـأنه "جريمة بشعة بكل المقاييس".
وقال: "نعلم أن النظام السوري هو المستفيد الأول من استهدافنا، وكذلك لتنظيم الدولة مصلحة في ذلك"، معتبرا أن "استهدافنا كان ردا مباشرا على نجاحنا"، كما قال.
وأكد مدير "الخوذ البيضاء" أن
المجزرة لن تؤثر على عمل الدفاع المدني، لافتا إلى أن "الفرق عملت في ظروف صعبة، ولم تتوقف عن تقديم خدماتها رغم القصف الشديد التي تتعرض له المناطق التي تتواجد فيها".
وتساءل، ردا على سخرية وسائل إعلام موالية للنظام السوري من المجزرة: "كيف يسخر هؤلاء من حادثة مفجعة أودت بحياة سبعة متطوعين؛ نذروا أنفسهم في سبيل إنقاذ حياة المدنيين؟".
وأشار في هذا الصدد إلى تعرض فرق "الخوذ البيضاء" لحوادث استهداف مباشر من قبل المقاتلات السورية والروسية، وقال: "لقد تعرض مركزنا في مدينة كفر زيتا (ريف حماة) قبل خمسة أشهر من الآن لاستهداف مباشر بصاروخ جوي، خلف ثمانية شهداء، وكذلك استهدف مدير فرقنا بدرعا بعبوة ناسفة أدت لاستشهاده".
واختتم الصالح حديثه لـ"عربي21" بالقول: "لم يفوّت النظام فرصة لاستهدافنا، إن كانت بالصواريخ الموجهة، أو بالعبوات الناسفة، والآن قد تكون أداة المجزرة طريقة جديدة أيضا"، كما قال.
غضب شعبي
وفجرت المذبحة عاصفة من الغضب العارم بين المدنيين في إدلب، مطالبين الجهات التي تسيطر على المدينة (هيئة تحرير الشام)، بالكشف الفوري عن الجناة، محملين إياها المسؤولية عن حماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها.
وبموازة ذلك، دشن ناشطون حملة الكترونية تحت وسم #انقذوا_القبعات_البيضاء، على وسائل التواصل الاجتماعي، عبروا من خلاله عن حزنهم وتضامنهم مع "الخوذ البيضاء".
في غضون ذلك، توالت ردود الفعل المحلية والدولية المعزية في المجزرة، كان آخرها بيان صادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، مساء الأحد، أعربت فيه عن حزنها وفزعها مما وصفتها بـ"الجريمة الوحشية"؛ التي تعرض لها متطوعو "الخوذ البيضاء" الذين كانوا يعملون في "بيئة غاية في الخطورة".
يذكر أن محافظة إدلب، شهدت في الآونة الأخيرة مواجهات بين حركة أحرار الشام الإسلامية، وهيئة تحرير الشام، أفضت إلى هيمنة الأخيرة على النسبة الأكبر من قرار المدينة.