قالت دراسة متخصصة إن ارتفاع
اليورو عاقب
الشركات الأوروبية تدريجياً، وأبطأ مبيعاتها، وحدَّ من هوامش الأرباح، إذ لم يتجاوز نمو أرباح الشركات الأوروبية 9 في المائة في الربع الثاني، مقارنة بـ 29 في المائة في الربع الأول.
ونشرت أكثر من ثلاثة أرباع الشركات الأوروبية التابعة لمؤشر "
مورغان ستانلي ـ أوروبا" نتائجها المالية في الربع الثاني. وبحسب المؤشر فإنه على الرغم من تراكم الغيوم، والمفاجآت المتعلقة بتوقعات المحللين الأقل إيجابية، إلا أن الاتجاه العام للنمو لا يزال مواتياً، وهو أمر يؤكد قوة الانتعاش الاقتصادي.
وبلغت العلاقة بين النتائج الجيدة والسيئة ذروة جديدة منذ سبع سنوات في منتصف أيار/ مايو، حيث انخفضت لأدنى مستوى منذ 12 شهراً.
وفي الربع الثاني، بلغ نمو الأرباح 12.6 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بالنمو في الربع الأول البالغ 23 في المائة، مثلما يؤكد مؤشر "مورغان ستانلي" الذي اعتبر أن ارتفاع اليورو مقارنة بالدولار هو المسؤول الرئيس عن هذا التباطؤ في مواجهة المنافسة الدولية المتزايدة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ووجد المحللون أنه لم يعد هناك غير المصارف والمؤسسات المالية التي يُمكن أن تُقدِّم نتائج أفضل مما كان متوقعاً، ففي هذا القطاع المصرفي، يبلغ رصيد النتائج الإيجابية مقارنة بخيبات الأمل 44 في المائة.
وفي سويسرا على سبيل المثال، قدَّم "كريدي سويس" و"جوليوس بير" نتائج جيدة، في حين كان "يو بي إس" في خط التوقعات الأصلية، بينما قدَّم قطاع العقارات، وصناعة المواد، فضلاً عن قطاع الطاقة نتائج صلدة أيضاً مواتية للنمو في أوروبا.
وتكبدت شركات السلع الرأسمالية أكبر النتائج السلبية، فعدد الشركات التي حققت نتائج مخيبة للآمال أعلى بنسبة 20 في المائة من الشركات التي تجاوزت توقعاتها، لكن مع ذلك، فإن هذا الفرع هو الذي ينبغي أن يُحقق الاستدامة في الانتعاش الاقتصادي خلال النصف الثاني.
وعانى قطاع صناعة السلع الفاخرة أيضاً أثر قوة اليورو، ووفقاً لدراسة "مورغان ستانلي"، فإن أي زيادة بنسبة 5 في المائة من اليورو ينتج عنها انخفاض بنسبة 8 في المائة في عائدات التشغيل، كمتوسط عام.
وأصبحت مؤسسات "فيراكامو"، و"تود"، و"برادا" الأكثر تضرراً، بينما تمكنت "سواتش" و"بيربيري" من الهروب من النتائج السلبية أكثر من غيرها من شركات هذا القطاع.
وتتجلى حيوية الاقتصاد في زيادة المبيعات، لكن معدل المبيعات الإجمالية للمجموعات الأوروبية زاد بنسبة 6.5 في المائة في الربع الثاني على أساس سنوي، مقارنه بـ 9.5 في المائة في الربع الأول.
وأشار "مورغان ستانلي" إلى أن النسبة المئوية للشركات التي تجاوزت التوقعات الخاصة بالمبيعات الإجمالية لم تكن إيجابية سوى بنسبة 15 في المائة، وكان الربع الأول أفضل لأن الرصيد الصافي من النتائج الإيجابية ارتفع إلى 44 في المائة.
وحققت فرنسا مفاجآت إيجابية على عكس سويسرا، ففي سوق
الأوراق المالية، تفاعل المستثمرون بقوة مع النتائج السيئة مقارنة بالنتائج الإيجابية، وارتفع الأداء المتدني الذي عاقب النتائج المالية للشركات التي لم تصل إلى توقعاتها الأصلية بنسبة 1.6 في المائة، في حين أن الأداء الفائق الذي صاحبته نتائج مالية جيدة لم يبلغ سوى 0.5 في المائة.
وعلى صعيد الدول الأوروبية، تشير الدراسة إلى أن رصيد النتائج الجيدة أعلى ما يكون في إيرلندا (100 في المائة)، وفي فرنسا (50 في المائة)، وفي الدانمارك (50 في المائة)، في حين أن أهم نسبة مخيبه للآمال وقعت في سويسرا (-25 في المائة)، وجاءت أرقام "نستله" للصناعات الغذائية، و"سويس ريه" لإعادة التأمين أقل من التوقعات.