واصلت القوات
العراقية الاثنين تضييق الخناق على
تنظيم الدولة داخل آخر أكبر معاقله في محافظة نينوى بشمال البلاد، بعد هجوم بدأته فجر الأحد، سيطرت خلاله على قرى عدة محيطة.
وأكدت قيادة الشرطة الاتحادية أنها استعادت السيطرة في اليوم الأول من العمليات على أربع قرى في الجبهة الغربية من
تلعفر. وفي الوقت نفسه، أعلنت فصائل الحشد الشعبي في بيان، الاثنين، أن قواتها وصلت إلى مشارف القرى الغربية لتلعفر.
وتواصل القوات العراقية تقدمها على المحاور الثلاثة، التي بدأت منها هجومها فجر الأحد، بعد بيان متلفز لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أعلن فيه انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة تلعفر.
ومنذ سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة في العام 2014، وإعلانه قيام "دولة الخلافة" حينها، يواجه تنظيم الدولة الإسلامية معارك على جبهات عدة.
وتقع تلعفر على بعد نحو 70 كيلومترا إلى غرب مدينة الموصل، التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها في تموز/ يوليو الماضي، في ما اعتبر ضربة قاسية لتنظيم الدولة.
يقدر عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في تلعفر بنحو ألف، بينهم أجانب، بحسب ما أعلن رئيس مجلس قضاء تلعفر محمد عبدالقادر.
ومنذ بدء معارك الموصل، تفرض قوات عراقية، غالبيتها من الحشد الشعبي، الذي يضم فصائل شيعية مدعومة من إيران، حصارا مطبقا على تلعفر، رافقه قطع طرق رئيسية تربط القضاء مع الموصل ومناطق قريبة من الحدود العراقية السورية.
وتلعفر، البلدة التركمانية الرئيسية في العراق، تعد نظرا إلى موقعها المحوري بين منطقة الموصل والحدود السورية حلقة وصل لـ"دولة الخلافة"، التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في حزيران/ يونيو 2014.
وتشكل استعادة تلعفر، وفق السلطات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، المرحلة الأخيرة من عملية قطع تلك الحلقة.
وقال قائد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، الجنرال ستيفن تاونسند، إن "معركة الموصل كانت انتصارا حاسما لقوات الأمن العراقية، لكنها لم تكن نهاية داعش في العراق (...) عملية قوات الأمن العراقية لتحرير تلعفر هي معركة مهمة أخرى يجب كسبها؛ لضمان أن البلاد والمواطنين في النهاية متحررون من داعش".
قلق على المدنيين
ويصعب حاليا تحديد عدد المدنيين الموجودين داخل تلعفر؛ إذ إنهم -على غرار المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة- ممنوعون من التواصل مع الخارج.
وبحسب التحالف الدولي، هناك ما يقدر ما بين عشرة آلاف و50 ألف مدني لا يزالون في تلعفر ومحيطها.
لكن منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، ليز غراندي، أشارت في بيان إلى أن "الظروف صعبة للغاية في المدينة؛ الغذاء والماء ينفدان، والناس يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وأضافت: "نشعر بقلق بالغ إزاء المخاطر الشديدة التي تواجهها الأُسر. ويتعين على جميع أطراف الصراع القيام بكل شيء؛ لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، وضمان حصول الناس على المساعدة الإنسانية الممنوحة إليهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
في المقابل، يتهم مسؤولون محليون مقاتلي تنظيم الدولة باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
ورغم استعادة القوات العراقية لغالبية المناطق التي اجتاحها تنظيم الدولة خلال هجومه الواسع في العام 2014، إلا أن الأخير ما زال يسيطر، إلى جانب تلعفر، على منطقة الحويجة في محافظة كركوك (300 كيلومتر شمال بغداد)، ومنطقة القائم الحدودية مع سوريا في محافظة الأنبار غربي العراق.
لذا، يبدو أن القوات العراقية تسعى إلى مضاعفة الضغط على تنظيم الدولة في تلك المناطق، إذ ألقت مساء الأحد منشورات في سماء الحويجة (شمالي بغداد) وراوه وعنه والقائم (غربي بغداد)، تدعو فيها الأهالي إلى انتظار وصولها.