علق الكاتب
الإسرائيلي ايزي ليبلر على زيارة وفد أمريكي لبحث
عملية التسوية في المنطقة قائلا، إن مبعوثي ترامب لن يحققوا أي تقدم إلا إذا حاسبوا
عباس والقيادة الفلسطينية على مواقفها، وألزموهم بتلبية المطالب الأساسية للإدارة الأمريكية وإسرائيل.
وفي مقال له نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، قال ليبلر إن مهام جارد
كوشنير وجيسون غرينبلت إلى الشرق الأوسط، التي تبدأ اليوم بلقاء مع رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، قد تثبت نفسها كضارة أكثر من نافعة، إلا إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لأن تصطدم بمحمود عباس والسلطة الفلسطينية.
وأضاف ليبلر: "حتى الآن تجاهل عباس مطالب ترامب لوقف التحريض، فقد اتهم اليهود عبثا بتدنيس المسجد الأقصى، وتواصل السلطة تسمية المساجد، والميادين والمدارس على أسماء القتلة".
لكنه في المقابل تحدث عن التنسيق الأمني قائلا: "إن إعلان عباس الأخير بأن الترتيبات الأمنية مع إسرائيل توقفت، لم يطبق عمليا أبدا، فلو طبق، لانهار حكمه أو كانت حماس ستسيطر عليه".
اقرأ أيضا: اجتماع ثلاثي مصري أردني فلسطيني قبيل زيارة وفد ترامب
وحول صراحة الدعم الأمريكي لإسرائيل وتناقضه في نفس الوقت قال ليبلر: "لقد كانت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، مباشرة بشكل استثنائي في تأييدها لإسرائيل، ولكن تيار التصريحات التي نشرها مؤخرا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تلرسون كان مقلقا على نحو خاص، فقد أبلغ مجلس الشيوخ ضمن أمور أخرى بأن الفلسطينيين التزموا بوضع حد لرواتب أسر الشهداء، رغم نفي الفلسطينيين لذلك".
وأكد الكاتب أن الأمور تتعقد لأن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء متورطون في تقلبات داخلية، فالفلسطينيون يفهمون بأن زمن عباس محدود، وباتت ملموسة المناورات من جانب أولئك الذين يسعون إلى الحلول مكانه، وفي نفس الوقت، يقف الإسرائيليون أمام حملات لا تتوقف بتقديم نتنياهو إلى المحاكمة في مخالفات الفساد.
وأشار إلى أنه في هذا السياق ليس معقولا أن يحقق مندوبو ترامب تقدما، ولفت في هذا الصدد إلى اعتراف كوشنير مؤخرا بأن هناك تخوفا من أنه سيكون متعذرا إيجاد حل واقعي للمأزق الحالي.
اقرأ أيضا: بين العصي والجزر.. كيف قرأ إعلام إسرائيل مهمة وفد ترامب؟
ورأى في ختام مقاله أنه على الأمريكيين أن يضعوا "خطة لبنية اقتصادية تحسن جودة حياة الفلسطينيين، الذين تتمتع قلة منهم بالمبالغ الطائلة من أموال المساعدة الدولية التي يسرقها زعماؤهم، وعليهم أن يشجعوا الدول العربية المعتدلة على الدفع للأمام بقيادة جديدة تكون مستعدة للوصول للسلام. ولكنهم إذا ما شوشوا الواقع باسم السلام الكاذب، ستكون إسرائيل ملزمة بأن تواجه هذا الواقع".