دعا رئيس مركز العلاقات
المصرية الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد، إلى إجراء انتخابات رئاسية موازية في الخارج لكل من يحمل الجنسية المصرية، وذلك قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الرسمية منتصف العام المقبل.
وشدّد في مقابلة مع "
عربي21" على أن "إجراء الانتخابات الرئاسية الموازية سيساهم في فضح سلطة الانقلاب أمام العالم، ورفع منسوب الوعي بشكل كبير في الداخل، وسيساعد في بلورة قيادة حقيقية للمعارضة في الخارج، والتي نحن في أمس الحاجة لها بأسرع وقت ممكن".
وأشار إلى أن دعوته تهدف بالأساس إلى "عودة مصر لطريق الديمقراطية والعدالة والتنمية الشاملة، وتطوير قيادة فعالة للمصريين في الخارج، وإعداد خطة عمل لتفعيل طاقة المصريين في الخارج وتنظيم أنشتطهم وتحركاتهم، وإعداد مخطط استراتيجي كامل لإدارة البلاد خلال فترة انتقالية محدودة قبل عودة الحياة الطبيعية وإجراء انتخابات نزيهة لكل المؤسسات الديمقراطية".
وقال "حامد"، وهو
معارض مصري مقيم بأمريكا منذ أكثر من 40 عاما، إن "المخطط الاستراتيجي المقترح يعتمد على إجراء انتخابات خلال الخمسة شهور القادمة من تشرين الأول/ أكتوبر 2017 إلى نيسان/ أبريل 2018 في كل أنحاء العالم، حيث ينتشر المصريون، وتتم هذه الانتخابات بتصويت إلكتروني تحت إدارة شركة عالمية متخصصة في الإحصاء وتكنولوجيا المعلومات".
ودعا إلى تكوين لجنة عليا للانتخابات من الشخصيات المصرية التي تعيش في الخارج، والتي لا ترغب في ترشيح نفسها في الانتخابات القادمة، لافتا إلى أن هذه اللجنة ستقوم بمهمة إدارة ومتابعة كل خطوات الانتخابات المقترحة منذ بداية الترشيح مرورا بتنظيم المناظرات ومراقبة الحملات الانتخابية حول العالم حتى يوم الانتخابات وإعلان النتائج.
وبسؤاله عن إشكالية تمويل هذه
الانتخابات الموازية، قال: "هناك أكثر من خيار للتمويل على رأسها تبرع المصريين الأحرار في الخارج، فضلا عن أن القوى المناهضة للانقلاب والموافقة على المقترح ينبغي أن تساهم بما تستطيع في تمويل تلك الانتخابات بدلا من الإنفاق على مشاريع أخرى لا قيمة لها، فضلا عن أن كل مرشح رئاسي سواء كان مستقلا أو ممثلا لحزب سياسي بعينه سيتحمل جزءا من نفقاته".
وتابع: "سيكون هناك فريق متخصص من علماء السياسة والفكر والإعلام كي يعد قوائم بالأسئلة التي ستُطرح على المتنافسين، ويكون هذا الفريق تابعا للجنة الانتخابات وكل أعمالها سوف تتم في مهنية وسرية كاملة حتى يضمن الجميع العدالة في التنافس بين المرشحين"، مقترحا أن تتم هذه المناظرات في مدن إسطنبول ولندن وميونخ وواشنطن.
واستطرد قائلا: "من حق أي مصري أن يدعم ماديا أو أدبيا أيا من المرشحين في هذه الانتخابات بشرط أن يكون هذا مسجلا في كشوفات موثقة"، مضيفا: "وينسق كل مرشح لمنصب رئيس الجمهورية مع اللجنة العليا للانتخابات مواعيد وأماكن المناظرات العامة التي سوف يتم بثها على بعض الفضائيات المصرية والعربية والدولية حول العالم".
ولفت "حامد" إلى أنه من حق المرشح الذي سيحصل على أعلى الأصوات في هذه الانتخابات أن يقرر الاستعانة بأي من منافسيه أو الأعضاء التابعىن لهم كي ينضم إلى الفريق الرئاسي الذي سيتولى قيادة المرحلة القادمة حتى العودة إلى القاهرة لتبدأ المرحلة الانتقالية بإذن الله.
وحول تداعيات هذه الدعوة، قال: "لا شك أن تنفيذ خطة عمل دقيقة وطموحة مثل هذه الخطة المقترحة ستؤدي إلى صداع كبير بين نظام السيسي الانقلابي وكل أعوانه، وهذا في حد ذاته سيكون مكسبا كبيرا لنا خاصة في خلال هذه الشهور التي يعاني فيها الآن من ارتباك في ما يجب أن يفعله في استحقاقات انتخابات السنة القادمة".
وأكمل: "لكن النتيجة العاجلة الأهم هي ظهور قيادة مصرية وطنية معترف بها بين جماهير كبيرة من المصريين في الخارج وإعطاء هذه القيادة الصلاحية والشرعية لتتقدم الصفوف وتعمل بشيء من الثقة، لأنها ستكون قد اكتسبت أصوات المصريين في الخارج الآن بعد أربع سنين من الانقلاب والحيرة والتشتت والتشرذم".
وأردف: "أما الفائدة الأكبر من وجهة نظري هي أولا تواصل المصريين في الخارج من أجل هدف واحد، وهو المشاركة في الانتخابات التي ستواجه نظام السيسي وتتحداه وتقدم للعالم كله نموذجا سلميا وإيجابيا ورائدا في مقاومة الثورات الفاشية العسكرية، فضلا عن أنني أرى أن حكومة الخارج التي سيتم تشكيلها من خلال الرئيس الذي سيتم انتخابه لاحقا ستكون أول خطوة على طريق العودة للوطن".
وأشار إلى أن "تلك الانتخابات المزمعة من خلال المناظرات والحملات الانتخابية المتحضرة ستساهم في الارتقاء بالخطاب السياسي والشكل والمضمون والترتيب، وعلى هذا فسيكون موسم الانتخابات برنامجا تعليميا وتدريبيا على الممارسة السياسية المتحضرة للمصريين في الداخل والخارج، مما سيضع نظام السيسي القزم في مأزق شديد ويتركه معزولا في مستنقع من التخلف والهبوط الفكري".
وأوضح رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن أنه تواصل مع بعض الشخصيات الوطنية (لم يُفصح عنهم) بشأن مقترحه، وبعضهم أبدى ترحيبه وموافقته على ما ذهب إليه، لافتا إلى أنه سيسعى إلى التواصل مع القوى والشخصيات السياسية لمحاولة تفعيل تصوره على أرض الواقع، مؤكدا أنه مستعد لسماع أي انتقادات أو اقتراحات أخرى.
وذكر: "سيكون أمام المصريين والعالم أجمع مشهدان، انتخابات عبثية داخل مصر حتما سيتم التلاعب بها ودون أن تشهد أي منافسة أو مشاركة حقيقية على الإطلاق، وانتخابات أخرى مختلفة تماما خارج مصر، وسيكون الفارق بينهما كالفرق بين السماء والأرض، وهو ذات الفرق بين الحكم العسكري المستبد الظالم والحكم الديمقراطي الحر العادل".
وقال إن "عبد الفتاح السيسي وعصابته يعملون ليل ونهار كي يمتد حكمه أربعة أو ستة أعوام قادمة، وأحمد شفيق يفكر ليلا ونهارا كيف يعود ليعتلي كرسي الرئاسة الذي يحلم به، وصعاليك القوم الذين خططوا ودبروا ودخلوا في المغامرات والمؤامرات تحت ما يسمى بحركة تمرد وانتهى الأمر بهم في المناصب والمكاتب والمكاسب يعملون كي يمتد حكم السيسي".
وأضاف: "حتى جبهة الإنقاذ المهزومة تفكر مرة أخرى في الرجوع وفي ترشيح أحد الأرجوزات أو عرايس المسرح السياسي القديم. وبعد أربع سنوات من الانقلاب فشل المصريون في الخارج في اختيار قيادة ولم ينجحوا أيضا في وضع الخطة المتفق عليها"، مؤكدا أن الشعب المصري هو الطرف الوحيد الغائب تماما عن المشهد رغم أنه صاحب المصلحة الحقيقية، وصاحب الشرعية الأصلية.
وأكمل: "إذا كان العسكر قد أنشأوا دولة داخل الدولة منذ 1952 ونجحوا من خلالها في استعباد أهل مصر، فأنا أقول اليوم إن الوقت قد حان للرد بالمثل واستعادة مصر من هؤلاء الشرذمة، وأنا أدعو لإنشاء دولة خارج الدولة، لكني على يقين تام بأنه في الوقت المناسب وقريبا ستعود هذه الدولة إلى مكانها الطبيعي على أرض مصر".
ويعمل "صفي الدين حامد" كأستاذ للتخطيط الاستراتيجي ببعض الجامعات الأمريكية. وقد حاضر في العديد من المحافل الدولية العلمية ومراكز البحوث الوطنية حول العالم. وعمل أيضا كمستشار في التنمية الدولية والتعمير لدى العديد من المنظمات العالمية كالبنك الدولي ووكالة المعونة الدولية الأمريكية إلى جانب عمله مع عدة هيئات حكومية كوزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة حماية البيئة، وهيئة المنتزهات الوطنية في كندا، ومجلس التعاون الخليجي.
وله العديد من الأبحاث والكتب والمؤلفات في حقول العمارة والتخطيط وإدارة البيئة، وساهم في تأليف عدّة كتب صدرت في الوطن العربي بعنوان (الإسلام في أمريكا)، و(قارعة سبتمبر)، و(الإمبراطورية الأمريكية)، و(جنات وعيون).
ومنذ عام 2005، نشط "حامد" في منظمات العمل المدني الخاصة بالمصريين الأمريكيين، وكذلك الجاليات العربية والإسلامية في واشنطن وتكساس والمنادية بنشر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة من خلال تفعيل وتنظيم دور هذه الجاليات بالولايات المتحدة.