كشفت مصادر خاصة لـ
"عربي21"، عن لقاءات ضمت وفودا بريطانية وفرنسية مع بعض قيادات المجموعات المسلحة في مدينة صبراتة غرب العاصمة طرابلس، بحثت استمرار فوضى وظاهرة المهاجرين غير الشرعيين.
وأكدت المصادر، أن دبلوماسيا
بريطانيا وعددا من أعضاء السفارة البريطانية بطرابلس، عقدوا اجتماعا مع قيادي عسكري بارز في صبراتة، الذي كان أحد رفقاء رئيس المجلس العسكري صبراتة سابقا عمر المختار المدهوني، المقتول في معارك فجر
ليبيا في عام 2014.
وعرض الدبلوماسي البريطاني خلال هذا الاجتماع إحصائيات المهاجرين الأخيرة، والتي أشارت إلى انخفاض عدد المهاجرين، وبحث الدبلوماسي أسباب تضاؤل عدد المهاجرين بالتفصيل، إضافة إلى معرفة مستوى المساعدات الإيطالية التي قدمتها لمستشفى صبراتة، بحسب ما ذكرت المصادر.
وقالت المصادر: "إن الدبلوماسي البريطاني أبدى عدم رضاه على طريقة تعامل إيطاليا مع ملف الهجرة في ليبيا، وخاصة بعد معرفته أن أسباب النجاح تعود إلى غرفة عمليات مكافحة الهجرة التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وأن شخصية عسكرية بارزة رفضت المصادر ذكر اسمها وراء دعم عمل غرفة مكافحة الهجرة".
وفي لقاء آخر، ضم عناصر مخابرات فرنسية وقيادات مسلحين من صبراتة، طلب خلاله رئيس الفريق الفرنسي بطريقة غير رسمية، إمكانية إيصال 15 ألف مهاجر تقريبا من شرق إفريقيا إلى مدينة صبراتة.
وردّ أحد القيادات الليبيين المشاركين في الاجتماع قائلا: "إن هذا الأمر أثار خلافا بين (المهربين) بالمنطقة الغربية مع الإيطاليين، خصوصا بعدما أكد (المهربون) التزامهم مع الإيطاليين بإيقاف الهجرة مؤقتا، وأن قيادات المهربين لا يريدون جثثا جديدة في المنطقة بحسب التزامهم بالاتفاق".
وأضاف القيادي، أن هناك قلقا لدى البعض من أن يصبحوا جزءا من الصراع الإقليمي، وخاصة بعد تواصل صدام نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مع قيادات عسكرية بمدن غرب طرابلس من بينها صبراتة، وتعهدهم بتقديم الأموال، وإعطائهم دورا أكبر في المستقبل، وفق ما أفادت به مصادر خاصة لـ
"عربي21".
نفي إيطالي
وفي السياق ذاته، نفى وزير الداخلية الايطالية ماركو مينيتي، الاتهامات الموجه لبلاده بدفع أموال لجماعات مسلحة في الغرب الليبي ذات صلة بالاتجار بالبشر، كي تتحول إلى قوة تعمل لصد المهاجرين.
وقال ماركو في تصريحات أدلى بها لصحيفة الغارديان البريطانية أمس الخميس: "إن الخطوات التي اتخذتها إيطاليا أدت إلى انخفاض في تدفقات الهجرة غير القانونية بنسبة 87%، المنطلقة من ليبيا".
وأوضح الوزير الإيطالي، أنه لا يزال أمام إيطاليا الكثير، مما ينبغي عمله ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي، ضمان استمرارية هذا التقدم حسب وصفه.
وفي وقت سابق أرجعت وكالة “أسوشيتد برس” تراجع أعداد المهاجرين خلال شهري تموز/يوليو وآب/ أغسطس إلى اتفاق عُقد مع كتيبتين مسلحتين من مدينة
صبراته، وهي كتيبة 48 وكتيبة الشهيد أنس الدباشي.
وتعاني ليبيا من تدفق مئات المهاجرين من جنسيات إفريقية وعربية مختلفة للعبور إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، رغم الجهود الدولية والمحلية للحد من هذه الظاهرة، التي لم تجد نفعا إلى الآن، بحسب مراقبين.