نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمحرر شؤون آسيا ريتشار لويد باري، يقول فيه إن مقاتلي
الروهينغا نفوا أي علاقة لهم مع الجماعات الجهادية الدولية، وسط مزاعم عن إمكانية استخدام الجهاديين التطهير العرقي لمسلمي بورما للتجنيد والقيام بعمليات إرهابية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن جيش تحرير روهينغا
أراكان "
أرسا"، رد على بيان من تنظيم
القاعدة، دعا الجهاديين للقيام بعمليات انتقامية ضد الجيش البورمي، الذي شن حملة تطهير للمسلمين في إقليم أركان.
ويقول الكاتب إن جيش تحرير روهينغا أراكان، وهو مجموعة لا يعرف عنها الكثير، ولا يملك الكثير من الأسلحة المتقدمة، يطالب بتحقيق العدالة للروهينغا المحرومين من الجنسية في بلادهم، وعانوا عقودا من الاضطهاد والتشريد في شمال البلاد.
وتورد الصحيفة نقلا عن المنظمة في بيان لها على "تويتر"، قولها: "يمثل النزاع في أراكان أزمة إنسانية متدهورة، يعبر (أرسا) عن قلقه العظيم منها"، وجاء فيه أيضا أن "حوالي 400 ألف شخص فروا من العنف والجرائم والرعب، التي تعد أعمالا لا إنسانية، وتعد امتهانا للكرامة الإنسانية".
وجاء فيه البيان: "يشعر (أرسا) بضرورة التوضيح أنه لا علاقات له بتنظيم القاعدة، أو تنظيم الدولة في العراق وسوريا، أو لاشقر طيبة، أو أي منظمة إرهابية، ولا نرحب بمشاركة هذه الجماعات في النزاع الدائر في أراكان، ويدعو (أرسا) دول المنطقة كلها للتدخل ومنع دخول الإرهابيين لأراكان، وتحويلهم الوضع السيء إلى أسوأ".
ويفيد التقرير بأن الخبراء حذروا منذ سنوات من أن تخلق مأساة الروهينغا الظروف المثالية للجهاديين ليقوموا باستغلال القادة المحليين، وحذروا من أن يكون السكان المقتلعون والمهمشون عرضة للعنف.
ويلفت باري إلى أن الجماعة قامت في تشرين الأول/ أكتوبر بالهجوم على موقع لحرس الحدود، حيث قتل ضباط شرطة، وتم الاستيلاء على أسلحتهم وذخيرتهم، منوها إلى أن الجيش البورمي رد في هجوم أكبر نفذ في 25 آب/ أغسطس، بحملة وصفتها منظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة بأنها عملية تطهير عرقي.
وتنقل الصحيفة عن الحكومة البورمية، قولها إن 176 من 471 قرية من قرى الروهينغا في شمال البلاد أصبحت خالية، فيما تمت مغادرة 34 قرية أخرى بشكل جزئي، لافتة إلى قول الحكومة إن المسلمين هم من حرقوا قراهم، وبأن من فروا هم إرهابيون أو من يتعاطفون معهم.
ويورد التقرير نقلا عن المتحدث باسم الحكومة البورمية زاو هاتي، الذي تحدث لشبكة "سي أن أن"، قوله: "بعضهم له علاقة مباشرة بالنشاطات الإرهابية، وآخرون متعاطفون مع الجماعة الإرهابية"، وأضاف: "هرب البعض حتى لا تقبض الشرطة عليهم؛ نظرا لصلاتهم بالجماعة الإرهابية".
وبحسب الكاتب، فإنه لم يسمح للصحافيين بدخول راكين إلا بصحبة الجيش، مشيرا إلى أن قادة الجيش وزعوا في إحدى الزيارات صورا تشير إلى حرق الروهينغا قراهم، التي كشف لاحقا أنها صور مزيفة.
وتنوه الصحيفة إلى أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، دعا قبل ساعات من بداية الأزمة الحالية الحكومة إلى نزع فتيل الأزمة، وحذر من وجود فرصة للمتطرفين، وكتب عنان: "يظل التوتر عاليا، ولا يمكن أن يبقى الوضع القائم على ما هو عليه"، وقال: "لا يمكن تضييع الوقت، وأصبح الوضع في راكين خطيرا حتى يتم اتخاذ خطوات قوية من الحكومة في وقت قريب، وإلا فإننا سنعود إلى دوامة العنف والتشدد".
ويجد التقرير أنه على ما يبدو وكأن توقعاته تحققت، حيث أصدر تنظيم القاعدة بيانا يوم أمس، جاء فيه: "لن تمر المعاملة الوحشية لإخواننا المسلمين دون عقاب"، وأضاف البيان: "ندعو إخواننا المجاهدين في بنغلاديش والهند وباكستان والفلبين للرحيل إلى بورما؛ لمساعدة إخواننا المسلمين، والتحضير للتدريب الضروري، ومقاومة القمع".
ويذكر باري أنه بحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، فإن مؤسس جيش تحرير روهينغا أراكان هو عطاء الله، وهو ابن لاجئ من الروهينغا، ولد في باكستان، ونشأ في السعودية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن عطاء الله قال في البيان الذي صدر باسمه اليوم، إن "أرسا" يرغب في أن تعترف به الدول جميعها، وهو مستعد للعمل مع وكالات الأمن لدعم جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، ومنع اختراق الإرهابيين لأراكان.