لم يقتصر الجدل الذي أثارته
المناهج الجديدة في مناطق النظام في
سوريا؛ على معارضي النظام، لكنه سرعان ما عم كل البلاد على اختلاف الجهة المسيطرة، من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة.
ويستعد وزير التربية في حكومة النظام السوري، هزوان الوز، للمثول أمام أعضاء مجلس الشعب، الأربعاء المقبل، للرد على أسئلتهم واستفساراتهم بخصوص الأخطاء التي غصت بها المناهج التربوية الجديدة، التي أثارت انتقادات وردود أفعال متابينة في الأوساط السورية.
ورغم إعلان الوزارة في حكومة النظام عن تشكيل لجنة لإعادة النظر بكل الأخطاء التي تحتوي عليها المناهج، ما يزال الحديث عن هفوات وأخطاء هذه المناهج يلقي بظلاله على الشارع السوري، الذي وصل به الغضب إلى المطالبة بإقالة الوز والقائمين على وضعها.
فعدا عن حذف المناهج لخارطتي الجولان ولواء اسكندرون (إقليم هاتاي التركي)، فإن أكثر ما أثار حفيظة الشارع الموالي للنظام، وجود قصيدة شعرية للشاعر ياسر الأطرش، المعارض للنظام، الأمر الذي دفع بالوزارة إلى حذفها واستبدالها بأخرى لشاعر موال للنظام، وتعديل الخارطة بإضافة الجولان ولواء اسكندرون إليها.
واللافت أن الوزارة أدرجت القصيدة الأولى في المنهاج دون أن تستأذن كاتبها (الأطرش)، ما دفع بناشطين إلى السخرية من النظام واتهامه بـ"التعفيش الأدبي"، على غرار تلك الاتهامات الموجهة لقواته المسلحة بتعفيش وسرقة الأثاث المنزلي من مناطق القتال.
وهو ما أكده الصحفي السوري، محمد السلوم، الذي أشار إلى أن الشاعر ياسر الأطرش لم يكن على دراية بوضع قصيدته في المنهاج.
وعلى الصعيد ذاته، ردد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية كلمات لقصيدة "الفيل يستحم" المدرجة في منهاج الصف الثاني الابتدائي، التي يقول مطلعها: "طش طش.. انهمر الماء.. حلت ضوضاء.. إش إش".
وإضافة لهذا، تسبب نص القراءة في كتاب الصف الثاني الابتدائي "سأخبر أمي"، الذي يتحدث عن توعية
الأطفال وتنبيهم من خطورة التحرش الجنسي بانتقادات في الشارع السوري، الذي اعتبر أن طريقة عرض المنهاج لهذا الأمر البالغ الحساسية "طريقة غير مدروسة وغير موفقة".
وفي معرض توضيحه ورده على الانتقادات التي وجهت لتضمين المنهاج مواد توعية عن التحرش الجنسي، قال الوز: "لدينا ما يسمى التحرش، وهذا الأمر للأسف موجود في مجتمعنا مهما حاولنا أن نهرب منه"، معتبرا أنه "لا بد من مواجهة المشكلة، بدل الهروب منها".
وفي مداخلة له على القناة الفضائية السورية، دافع الوزير عن المناهج والقائمين عليها، مطالبا السوريين بموافاة الوزارة بكل الملاحظات، حتى يتم العمل على تداركها، كما قال.
وبالمقابل، أكد الوز أنه من غير الممكن استبدال المناهج لهذا العام الدراسي الذي بدأ، وقال إن التعديلات ستؤخذ بعين الاعتبار في العام الدراسي القادم.
وسبق أن أدخل النظام السوري تعديلات على المناهج خلال الفترة الماضية، ومن أهمها إدخال اللغة الروسية إلى
المدارس بعد بدء التدخل العسكري الروسي المباشر أواخر عام 2015.