نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن أسباب
توقعات الأمطار الخاطئة. فوفق خبراء الرصد الجوي، تعدّ التقلبات الجوية أمرا معقدا للغاية، وهو ما يفسر سوء تقديرهم لحالة
الطقس، وعدم صحة توقعاتهم في الكثير من الأحيان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المختصين في الرصد الجوي يجدون صعوبة في التنبؤ بحالة الطقس. وعلى خلفية ذلك، يتعرض الموظفون لدى مكتب الرصد الجوي الألماني بمدينة أوفنباخ بولاية هسن إلى الشتم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ نتيجة توقعاتهم الخاطئة بشأن الطقس الممطر. وفي هذا الصدد، أورد الموظفون لدى هذا المكتب أن معظم توقعاتهم الجوية صحيحة، باستثناء تلك المتعلقة بتهاطل الأمطار.
ونقلت الصحيفة تصريحا أدلى به ديتليف ماييفسكي، رئيس مصلحة التحاليل الجوية والتصاميم لدى مكتب الرصد الجوي الألماني، حيث اعتبر عملية نزول الأمطار من أكثر العمليات تعقيدا؛ فالسحب تحتوي على قطرات خاصة. وتعدّ قطرات السحب أصغر بكثير من قطرات
المطر. ولسقوط الأمطار على الأرض، يجب أن تتراكم العديد من قطرات السحب. ويحدث ذلك حين تجتمع القطرات الصغيرة أو تصطدم بالغبار الناعم في الهواء.
وأوضحت الصحيفة أن القطرة يمكن أن تبتعد عن السحابة بمفعول الرياح، أو أن تتبخر نتيجة درجة الحرارة المرتفعة في الأسفل. ولمعرفة حالة الطقس، يمكن الاطلاع على نماذج التوقعات الجوية لمكتب الرصد الجوي الألماني على شبكة الإنترنت.
والجدير بالذكر أن محطات الرصد الجوي تقيس درجات الحرارة والرطوبة، فضلا عن كميات الأمطار ودرجة قوة الرياح على الأرض، بينما تلتقط الطائرات هذه البيانات على بعد بضعة كيلومترات من سطح الأرض، بينما تسجل الأقمار الصناعية هذه المعطيات من ارتفاع يصل إلى 360 ألف كيلومتر.
وأضافت الصحيفة أن حديقة مكتب الرصد الجوي الألماني تحتوي على أنبوب معدني مجهز بقمع، حيث يتدفق الماء إلى وعاء في الداخل. ولا يتم تسجيل كمية الأمطار في صورة عدم تدفق المياه إلى الوعاء.
وفي هذا الصدد، أفاد الخبير في الإحصائيات لدى مكتب الرصد الجوي الألماني، راينهولد هيس: "خلال السنوات الست الأخيرة، لم نتمكن من تسجيل كميات الأمطار في محطة الرصد الجوي سوى في 35 بالمئة من المرات عند امتلاء الوعاء بالأمطار".
وفي سياق متصل، أضاف هيس أن "نسبة صحة التوقعات تتقلص عندما تكون المنطقة صغيرة، لذلك نحن نعمل بناء على منطق الاحتمالات. ففي الماضي، لم تتهاطل الأمطار سوى 30 مرة في حالات مماثلة".
وذكرت الصحيفة أن مقدم النشرات الجوية، يانس هوفمان، يقدم للمشاهدين التوقعات الجوية. ويعمل هذا الأخير لدى مركز الاستشارات والتوقعات الجوية، حيث يقف أمام شاشة، ويستعرض توقعات حالة الطقس، بما فيها إمكانيات تهاطل الأمطار. وفي هذا الإطار، أورد هوفمان أن "النماذج المختلفة تعرض العديد من التنبؤات الجوية، علما بأن البيانات غير ثابتة، وبذلك يجب علينا تقديرها".
وفي الختام، بينت الصحيفة أن العواصف الرعدية ستبقى أكبر تحد يواجهه علم الأرصاد الجوية في المستقبل. ولعل هذا ما أكده هوفمان، حيث قال: "تقودنا الطبيعة إلى حدودنا بصفة دائمة، وبالتالي، يبقى الاحتمال أفضل صديق لنا".