تشهد مدن وبلدات ريف
إدلب استياء معظم الأهالي بسبب تواجد مصافي
تكرير النفط البدائية فيها، وأكثر المناطق تتواجد فيها هذه المصافي، التي يقارب عددها 200 مصفاة، في بلدة معرة النعسان الواقعة في ريف إدلب الشرقي.
وتؤدي تلك المصافي إلى إصابات وأمراض تطال أهالي المنطقة وخاصةً الأطفال، حيث انتشرت أخبار تداولها أهالي المنطقة عن إصابة 40 طفلاً بمرض
السرطان منهم من أصيب بسبب عمله في مصافي النفط، ومنهم بسبب رائحة المصفاة.
وفي حديث خاص مع "
عربي21" قال الأخصائي في أمراض القلب والأوعية الدموية، عبدو نجار: "تصلنا يوميا حالات لأطفال مصابين بآفات رئوية أو آفات تحسسية، بمعدل حالة أو حالتين أو 10 حالات، وسبب إصابة الأطفال أو الرجال الذين هم على تماس مباشر مع المصافي، هو التماس المباشر مع النار أو مع الحرارة ما يؤدي إلى حروق جلدية أو إصابات في الأغشية المخاطية أو جهاز العين الذي يكون على تماس من المواد السامة الدخانية، ما يؤدي إلى تحسس واحمرار العين، وفرط مفرزاتها، وكل هذه الحالات ناجمة عن تواجد المصافي أو عن طريق تماس مباشر مع المصفاة".
وتابع نجار حديثه قائلاً: "لم يراجعنا أي شخص مصاب بحالة سرطانية بالرئتين بسبب المصافي، لأن مرض السرطان لا يخلق في يوم وليلة إنما هو مرض مزمن يحتاج إلى سنوات حتى يظهر، وهذا المرض سيهدد الأجيال القادمة، إذ أن خطورته تكمن بوجود طفرات جينية ووراثية تحمل على أحد الكروسومات الجينية في أجسامنا للأجيال القادمة، وأنا لا أستبعد وجود حالات مصابة بمرض السرطان في هذه الفترة بسبب هذه المصافي، سنحملها للأجيال القادمة".
ويعتبر الفقر من أهم الأسباب التي دفعت الأطفال للعمل في المصافي، أما السبب الثاني فهو تدني مستوى التعليم في المنطقة إذ لا يوجد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وزارة تعليم أو تربية تقوم بتوجيه الأهالي لإرسال ابنهم للتعليم وفي نفس الوقت فقدان الأمل من المستقبل العلمي للأطفال وفرص التعليم العالي.
ويتقاضى الطفل العامل في تكرير المواد النفطية 5 دولارات في اليوم، تذهب لشراء الطعام والشراب لعائلته.
من جهته، قال مهند العلي الممرض والمساعد في "مشفى الأمل" في بلدة معرة النعسان في ريف إدلب لـ"
عربي21" إن الكثير من أبناء المدينة يصلون إلى المشفى بسبب حالات مرضية مرتبطة بمصافي التكرير وأغلبها إصابات قصبات هوائية وعيون، وذلك بسبب ما ينتج عن مصافي التكرير إلى جانب الأمراض الجلدية التي تكون بدرجات متفاوتة.
وأشار العلي إلى أنهم ينصحون المرضى والأصحاء على حد سواء بالابتعاد عن روائح المصافي، رغم معرفته جيدا أنه أمر مستحيل إذ أن المصافي في كل مكان ومن الصعب إغلاقها لكونها عملا مربحا، وتسد حاجة الكثير من العاملين فيها.
ولفت العلي إلى أن أحد الأطفال العاملين في مصافي التكرير لقي حتفه هناك، وأحد الأشخاص أيضا بعد أن قام بفتح إحدى براميل الوقود ليغيب بعدها عن الوعي ويصاب بتشنج اللسان ما أدى إلى وفاته اختناقا.