نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقابلة؛ أجرتها مع المرشحة الديمقراطية السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلاري
كلينتون، حيث ركزت هجومها على منافسها السابق، الرئيس دونالد
ترامب، معتبرة إياه خطرا محدقا بالولايات المتحدة والعالم.
وقالت كلينتون، بحسب ما ترجمته "
عربي21"، إنها لم تكن تتوقع فوز منافسها الجمهوري، الذي يعتبر مرشحا متخصصا في إثارة تعليقات تتسم بالتمييز الجنسي وتحط من قيمة المرأة، على حد قولها.
كما خصصت المرشحة الأمريكية السابقة جزءا من كتابها الأخير للحديث عن التمييز الجنسي وعن كره النساء لدى ترامب، أو كما يعبر عنه بالميسوجينية.
وأكدت كلينتون أنها خاضت غمار
الانتخابات أمام مرشح غير عادي، وفي خضم حملة انتخابية خارجة عن المألوف. وقالت إنه كان بمقدورها وصف خصمها على الملأ بـ"النوع القذر"، لكنها اختارت عدم توظيف هذه الألفاظ؛ لأن ذلك كان من الممكن أن يعرضها لهجمات من الصحافة، ومن العامة، ومن نشطاء حملة ترامب.
وحول حصيلة رئاسة ترامب بعد مضي تسعة أشهر على اعتلائه الحكم، وما إذا كانت تعتبره سياسيا عاجزا أم خطيرا، عبرت كلينتون عن اعتقادها بأن ترامب يشكل في الوقت الحاضر تهديدا ليس على الولايات المتحدة فحسب، بل على العالم أجمع، مشيرة إلى أن طباعه لا يمكن أن ترتقي به ليتولى منصبا هاما مثل رئاسة الدولة.
كما ترى المرشحة الديمقراطية في سلوك وتصرفات الملياردير الأمريكي؛ السبب الرئيسي الكامن وراء نشوب خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها في العالم، ناهيك عن خلق جملة من الانقسامات الداخلية. كما تعتبر كلينتون أن ترامب شخصية سياسية خطرة وليست عاجزة، إذ يمكنه إلغاء لوائح تنظيمية معمول بها منذ عقود، كما باستطاعته الإدلاء بتصريحات خطيرة بشأن عدة ملفات. وخير دليل على ذلك، الخطاب الذي ألقاه مؤخرا في الأمم المتحدة.
وفي الإجابة عن سؤال الصحيفة حول حقيقة أن يكون ترامب خاضعا لرقابة القوى المضادة للولايات المتحدة، أوضحت كلينتون أن هذه الإدارة قد ساهمت في إعادة البلاد إلى الوراء. فمن بين ما فعلته الإدارة الحالية؛ إلغاء اتفاقيات متقدمة في المجال البيئي، مثلا لانسحاب من اتفاق باريس للمناخ. وفي الوقت الراهن، يعمل ترامب على إلغاء الاتفاق المبرم مع إيران المتعلق بالبرنامج النووي. كما أقدم على تجميد العمل بعدة لوائح تنظيمية متعلقة بالقطاع الوظيفي، متخذا جملة من التدابير التي لا تقتضي موافقة الكونغرس الأمريكي.
وحول العدائية التي تبديها الصحافة الأمريكية تجاه ترامب، وهل أن ذلك يضعف أم يخدم الديمقراطية الأمريكية، قالت كلينتون: "إذا كنتم مقتنعين مثلي تماما بأن ترامب شخص يشكل خطرا على وحدة البلاد، خاصة على خلفية تراجعه عن عدة اتفاقيات حققنا فيها تقدما ملحوظا، على غرار اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران، فيجب أن تتعاملوا بخشونة مع هذا الشخص".
وأضافت: "الصحافة وقفت ضدي إبان الحملة الانتخابية، حيث اهتمت كثيرا بموضوع اختراق بريدي الإلكتروني؛ الأمر الذي أعتبره مجرد خطأ لم يصل إلى مرتبة الفضيحة. في المقابل، لم يقفوا ضد ما ارتكبه ترامب". وشددت كلينتون على أهمية أن تكون الصحافة قاسية خلال هذه الفترة مع الرئيس الحالي؛ لأن صحافة اليمين الداعمة له تقف في طرفه، وهي على أهبة الاستعداد للدفاع عنه بخشونة.
وقالت كلينتون: "الجمهور الذي انتخبني يعكس صورة ناخبي المستقبل، أما من صوتوا لصالح الجمهوريين فقد أصبحوا من الماضي"، معتبرة أن هذا يعاكس شعار ترامب: "لنجعل أمريكا أقوى مرة أخرى".
وأوضحت كلينتون أنها تؤمن بأن شعار ترامب الانتخابي كان رسالة طمأنة إلى أولئك الذين ينتابهم القلق إزاء دمج السود واللاتينيين وغيرهم ضمن المجتمع الأمريكي. فبالنسبة لها، كان هذا الشعار موجها أساسا للناخبين من أصحاب البشرة البيضاء، وهو يعني تحديدا "سنعمل على العودة إلى الفترة التي لم تكونوا فيها في تنافس اجتماعي مباشر مع السود، والمهاجرين، والمرأة"، أي الفترة التي كان يسود فيها العرق الأبيض.