دعا باحثون شعوب العالم الإسلامي وحكوماته إلى إحياء قضية احتلال الأقصى المبارك وكل
فلسطين من النهر إلى البحر في مناهجهم الدراسية وفي منتدياتهم وبين الأجيال الجديدة حفاظاً على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وأكد المشاركون في
مؤتمر القدس بين الماضي والحاضر والمستقبل، الذي نظمته جمعية البراق التركية وجامعة اسطنبول مدنيات وبلدية عمرانية، على أن مصير سلطة الاحتلال مهما طال بقاؤها في دولة فلسطين إلى زوال، مشيرين إلى أن فرنسا أرغمت على مغادرة الجزائر بعد 100 سنة من الاحتلال.
وأوصى المؤتمر بضرورة دعم الباحثين المسلمين والعرب من أجل إعداد مراجع علمية رصينة تودع في مكتبات جامعات الدول الأوربية والأمريكية والعربية والإسلامية حول تاريخ مدينة القدس، محذرين من سعي الاحتلال الحثيث إلى تهويدها؛ منبهين إلى أن كافة المراجع حول تاريخ المدينة للأسف مصدرها مؤرخون صهاينة أو موالون لهم يقلبون حقائق التاريخ.
وأجمع المؤتمرون على أن مقاومة الاحتلال الصهيوني هو حق أصيل ومشروع كفله القانون الدولي وأقره المجتمع الدولي والأعراف الدولية حتى يتم استرداد القدس الشريف وكامل فلسطين من النهر إلى البحر.
وفي تصريح لـ"
عربي21" على هامش المؤتمر، أكد مفتي القدس وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن الأمة الإسلامية مرتبطة بالقدس وفلسطين ارتباطا عقديا بذكره في القرآن الكريم، وتعبدياً بأولى القبلتين وثالث الحرمين وثقافيا وحضاريا.
وأضاف صبري، أن القدس وفلسطين كلها من البحر إلى النهر أرض وقف إسلامي تسلمها المسلمون منذ العام 15 هجريا 636م بالعهدة العمرية التي وقعها مجموعة من خيرة الصحابة الأوائل، فضلا عن أنه حق تاريخي وواقعي معاصر.
بينما أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأردنية، غازي ربابعة، في تصريح، لـ"
عربي21" أن "الكيان الصهيوني يعمل بكل جدية ودون ملل على تهويد كل ما تطاله أيديهم في القدس وما حولها وقد هدموا منذ عام 48 إلى اليوم بالقدس أكثر من 20 ألف منزل وصادروا 85% من مساحة القدس".
وأضاف أن اليهود كانوا 6% عام 48 والاحتلال البريطاني منحهم 60% من أرض فلسطين، ولم يكن عددهم يتجاوز 40 ألفا بينما اليوم تجاوز عددهم في القدس نصف مليون يهودي، كما أنهم أسسوا أول مستوطنة باسم "فاتحة الأمل" والآن بلغ العدد 800 مستوطنة.
واستطرد: "كما يتساوى اليوم عدد العرب مع عدد اليهود في القدس؛ إلا أن الميزان يميل لصالحنا حيث إن الشعوب العربية تتناسل وتتضاعف بنسبة كبيرة، في حين أن اليهود نسبتهم أقل، وإذا أردنا القضاء على الكيان الصهيوني فعلينا أن نطلق المقاومة على المستوطنات ونُحيي جهود حركة حماس في هذا الجانب".
وقال لـ"
عربي21" إنه يوجه نداءً عبر الموقع لمن يملك القدرة على طباعة ونشر الموسوعة التي أعدها عن تاريخ ومستقبل القدس في أكثر من 1700 صفحة بدون مقابل تبرعا منه لأجل الأقصى "حتى يجد طلاب العلم والباحثون مرجعاً يتكلم عن القدس من وجهة نظر إسلامية؛ إذ إن معظم المراجع التي يعود لها الباحثون العرب والغربيون هي مراجع يهودية تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية".
ومن جهته أكد نائب رئيس بلدية عمرانية مسعود أوزدمير لـ"
عربي21" أن البلدية تكفلت باستضافة المؤتمر وتمويله كاملا اعتزازا منها بالقدس الشريف وبمكانة القضية الفلسطينية في قلوب المواطنين الأتراك الذين يحرصون على مناصرتها في كل مناسبة.
وأشار أوزدمير إلى أن البلدية تعد لإصدار وثيقة ضخمة تستعرض رؤية المنصفين من المفكرين الغربيين لأحقية المسلمين بالأقصى المبارك من خلال لقاءات متلفزة مع 600 باحث وأكاديمي ومؤرخ غربي وأمريكي ولخصت ذلك في كتاب تم توزيعه على المشاركين في المؤتمر.
من جانبها أكدت الباحثة بالجامعة الأردنية ألاء غازي أن رؤساء "الكيان الصهيوني يستخدمون خطابا موحدا حول القدس من أيام بن جوريون وحتى نتنياهو بإشراف مراكز بحثية متخصصة لإقناع واستمالة الرأي العام الغربي والأمريكي لصفهم".
وأضافت أن "استراتيجيتهم تعتمد على خطاب يروج لحبهم للسلام ويصورهم كضحايا للعرب المتوحشين، وأكاذيب الاستمرارية التاريخية الخادعة لهم بأرض الميعاد وليسوا محتلين أو مستوطنين، بل شعب الله المختار بفوقية واستعلاء، معتمدين على اللين في الأسلوب مع الحزم".