نشر موقع "آف. بي. ري" الروسي تقريرا تناول من خلاله موضوع وسائل
التواصل الاجتماعي وما يمكن أن تخبرك به عن نفسك.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إنه وفقا لعديد الدراسات التي نشرت مؤخرا، بإمكان مواقع التواصل الاجتماعي إخبارنا بالكثير من الأشياء عن أنفسنا انطلاقا مما نتداوله على هذه المواقع.
وأكد الموقع أن فريقا من العلماء بقيادة الأستاذ في الجامعة الأسترالية للتكنولوجيا في كوينزلاند، مارتن أوبتشونما، أجروا دراسة قاموا من خلالها بتحليل رسائل رقمية تعود لحوالي 106 رجال أعمال. وفي هذه الدراسة، أشار الفريق إلى مدى قدرة مواقع التواصل الاجتماعي على كشف بعض الخصائص التي تميز شخصية الفرد.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد الموقع أن الباحثين قاموا بتحليل الكلمات التي ينشرها المديرون العامون ورجال الأعمال. وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يحتلون مراكز قيادية يتميزون بالنزاهة والقدرة على القيادة والثقة بالنفس. أما رجال الأعمال، فيتّسمون بالانفتاح على التجارب الجديدة والاستقلالية.
ونقل الموقع ما تداولته مقالة أخرى نشرتها مجلة Small Business" Economics"؛ بعد أن قام مجموعة من الخبراء بتحليل بيانات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعد الأكثر شهرة ونشاطا في العالم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أكد الباحثون في هذه المقالة أنه مقارنة مع القادة المؤثرين في العالم، يعد ترامب الأكثر انفتاحا على التجارب الجديدة. كما يعد الرئيس الأكثر استعدادا للاستماع إلى الأفكار الجديدة ولاتخاذ قرارات صادمة وغير متوقعة.
وأضاف الموقع أن العلماء توصلوا انطلاقا من أبحاثهم إلى استنتاج مفاده أن ترامب يعد من أكثر الأشخاص الذين يلجؤون للخداع من أجل الحفاظ على السلطة. ومن الممكن أن تكون هذه الصورة غير متطابقة جدا مع شخصية ترامب، إلا أن الرئيس الأمريكي يعتبر شديد النرجسية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ غالبا ما يستخدم ضمير المتكلم "أنا".
كما نوه الموقع بأنه من الممكن أن يكشف السلوك الخاص بالفرد على شبكة التواصل الاجتماعي عن علاقاته الشخصية.
ووفقا للأخصائية النفسية، ليزا فريستون، فإن "طريقة استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي قد تكشف طبيعة علاقتنا بالآخر، كما قد يؤثر على اختيار البعض لشريك حياتهم ولتطوير علاقاتهم ببعض الأشخاص". وبالتالي، من الممكن أن يساعد السلوك الذي يمارسه الفرد على مواقع التواصل الاجتماعي في فهم نقاط قوة وضعف الشخص في التعامل مع الآخرين.
وأشار الموقع، وفقا لدراسة أخرى نشرت هذا الأسبوع، إلى أن العديد من الصفات في شخصية الفرد، ناهيك عن طريقة أن تفكيره قد تتجلى من خلال ردود فعله على مواقع التواصل الاجتماعي. من جهة أخرى، أكد علماء النفس أن السبب وراء تجنب الأشخاص لهذه المواقع يعود لكونهم غير متعلقين بها، ولا يشعرون بالأمان في العالم الافتراضي. في المقابل، هناك بعض الأشخاص ممن يتعلقون بشكل مفرط بهذا العالم، قد يشعرون بالقلق في حال فقدوا الاتصال بمواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، أورد الموقع، وفقا للباحثين، أن الأشخاص الذين لديهم درجة تعلق عالية بالعالم الافتراضي لديهم أسلوب مختلف في التواصل مع الآخر، كما أنهم يشعرون أنهم بمثابة القادة. ولكن، بطبيعة الحال، لا يعني ذلك أنه يجب على الفرد أن يعيش حياته على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وإنما هو في حاجة دائمة للتفاعل مع الآخرين على أرض الواقع.
وأوضح الموقع أنه يجب على الفرد أن يعرف كيف يقدم نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن طريقة إرسال الرسائل ونشر التغريدات أو المنشورات أو حتى التعليقات، من شأنها أن تقدم فكرة عامة للأصدقاء، والمعارف، والزملاء وحتى للشركاء ولأصحاب العمل عنك. وبالتالي، يجب على المرء أن يكون حذرا عندما يرغب في نشر شيء ما على صفحته في "
فيسبوك" أو "
تويتر".
وأشار الموقع إلى أن بعض الأشخاص قد يشعرون بالراحة عند الغوص في العالم الافتراضي، نظرا لأنهم يظنون أنه لا يمكن كشف هويتهم الحقيقية. في المقابل، تدفع شبكات التواصل بالمرء للتفاعل مع ما هو متاح والتواصل مع الآخر ما من شأنه أن يصعب عليك مهمة إخفاء نفسك. وبالتالي، ستكون بياناتك الشخصية مكشوفة للجميع في لمح البصر عن طريق ما تنشره أو تكتبه.
وبناء على هذه المعطيات، أفاد الموقع أنه يجب على المرء أن يفكر مليا في العبارات التي يقوم بنشرها على حسابه. لذلك، ينصح الخبراء بحسن اختيار العبارات أو الصور التي سيتم نشرها، والتصرف على شبكة الإنترنت بكل حذر مع اتباع نفس قواعد الحياة اليومية الحقيقية.