أعلنت
قطر، الأربعاء، عن إستراتيجيتها السياحية الجديدة خلال الاحتفال الرسمي بيوم
السياحة العالمي في الدوحة.
وتستهدف الخطة الجديدة للسنوات الخمس القادمة جذب 5.6 ملايين سائح سنويا بحلول عام 2023 وأن تسهم السياحة بنسبة 3.8 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
وتزامن إعلان هذه الإستراتيجية مع مواجهة قطر لقيود عديدة فيما يتعلق بالرحلات الجوية وإغلاق الحدود من جانب دول مجاورة ذات صلة بالأزمة
الدبلوماسية الحالية في المنطقة.
وحظرت السعودية والإمارات العربية والبحرين على مواطنيها زيارة الدولة الخليجية الصغيرة الثرية بعد أن قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة في يونيو/حزيران متهمة إياها بدعم الإرهاب. وتنفي قطر هذا الاتهام.
وتذكر إحصاءات الهيئة العامة للسياحة في قطر أن 1.4 مليون سائح زاروها في الشهور الستة الأولى من عام 2016 بينهم 665355 زائرا من دول مجلس التعاون الخليجي. وكان للسعودية النصيب الأكبر في هؤلاء الزائرين.
وأوضح حسن الإبراهيم رئيس قطاع التنمية السياحية في الهيئة العامة للسياحة أن سياسات تيسير التأشيرات الجديدة سوف تعوض عن انخفاض عدد الزوار من دول مجاورة وتجذب سائحين من أسواق مختلفة.
وفي آب/ أغسطس أعلنت قطر، التي ستستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، أنها تستهدف السماح لمواطني 80 دولة بالدخول إلى البلاد بدون تأشيرة. ومن بين تلك الدول الصين والهند وروسيا ومعظم الدول الأوروبية ضمن خطة لتشجيع السياحة.
وقال الإبراهيم: "نحن متأكدون إن شاء الله مع تنويع الأسواق والذي بدأنا فيه، خلال المرحلة القادمة والاستعجال به من خلال المرحلة الحالية، بأن يتم تحقيق الأهداف التي طمحنا إليها في السابق. وسيتم الاستعاضة عن
الخسائر التي تحققت خلال الفترة الماضية إن شاء الله خلال الفترة القادمة. ولكن بالنسبة لنا في دولة قطر وبالنسبة لنا كوجهة سياحية، ما يهم الدولة وما يهم الوجهة السياحية هو الاستدامة الاجتماعية والثقافية. لا نريد أن نطور قطاعا سياحيا غير مستدام ثقافيا واجتماعيا، لا نريد أن نطور قطاعا سياحيا لا يمثل الهوية القطرية والصبغة القطرية".
وتركز الإستراتيجية السياحية الجديدة لقطر على خبرات محلية مثل تنظيم رحلات سفاري في الصحراء ورحلات صيد وغوص للبحث عن اللؤلؤ والسياحة البيئية في المحميات الطبيعية المحلية. وسبق لقطر أن استضافت أنشطة مثل معارض تقليدية للسفن الخشبية ومهرجانات للتراث البحري وتحديات القوافل الصحراوية.
وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة طالب الرفاعي إن التطورات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة سيكون تأثيرها مؤقتا فيما يتعلق بتوافد السائحين على قطر.
وأضاف: "الإستراتيجية تأثرت ببعض الظروف اللي تمر بها المنطقة وبالتالي سوف تقوم بمعالجة بعض الثغرات التي قد تكون قائمة حاليا. لا أعتقد بأن الظروف القائمة حالياً سوف تكون متوسطة أو بعيدة المدى. إن شاء الله سوف تعود الأمور إلى نصابها قريبا، والتأثيرات إن شاء الله تكون محدودة جدا".
وأشار الرفاعي إلى أنه مع استهداف قطر لأسواق جديدة فإنها تحتاج إلى تنويع منتجها السياحي ليناسب سائحين من مختلف الفئات الاقتصادية.
وأردف قائلا: "إن قطر ليست جهة ومقصدا سياحيا مُغاليا في سعره، ولكن المعروض هنا ذو مستوى عال، وبالتالي المطلوب تنويع المنتج بحيث يكون هناك فنادق ثلاث نجوم أو نجمتان ولكن نوعية جيدة أيضاً، بدل أن يبقى العرض محصورا على المنتج الذي كلفته عالية على أي حال".
وستركز الإستراتيجية الجديدة لقطر على شراكات مع القطاع الخاص لتطوير منتج جديد يجذب سائحين من الأسواق الجديدة المستهدفة.
وفي العام الماضي، أطلقت شركة ساسول تطبيقا يوفر معلومات حول وصول ذوي الإعاقة للمواقع السياحية في دولة قطر.
وأوضح جاك سابا، مدير عام العلاقات العامة بشركة ساسول أن زيادة عدد السائحين، من ذوي الحيثية، الذين يعانون من إعاقات أو صعوبات في الحركة سيكون له أثر ملموس في مجمل قطاع السفر عموما وأن التطبيق سوف يشجع هؤلاء المسافرين على زيارة قطر.
وقال سابا: "مبادرة قطر متيسرة للجميع أطلقناها في حزيران/ يونيو 2016 وهي عبارة عن تطبيق وموقع إلكتروني بيشّوفي خريطة قطر وبيشّوفي المواقع المختلفة بقطر وسهولة الدخول أو المرافق اللي عندها إياها بسهولة الدخول. لما المعلومات صارت موجودة أون لاين، الأشخاص أول شي اللي عندهم إعاقة قبل ما يتوجهوا لمكان معين بيفوتوا على الموقع وبيتأكدوا من سهولة الدخول وبيتوجهوا لها الموقع أو بيبرموا على موقع تاني وبيتوجهوا له. المبادرة هيدي بتدعم كثير قطاع السياحة للأشخاص ذوي الإعاقة".
وعلى المدى البعيد تتوقع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن يصل عدد المسافرين الذين يعبرون الحدود الدولية في عام 2030 إلى 1.8 مليار مسافر.