نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للمحرر الدبلوماسي كيم سينغوبتا، يقول قيه إن الجهود لإقناع العميل السابق في "أم آي-6" كريستوفر
ستيل للشهادة في التحقيق الذي يقوده المحقق الخاص روبرت موللر في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي لم تنجح، إلا أن مصادر قالت إن موللر يحقق على ما يبدو تقدما سريعا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن ستيل، الذي أحدث عاصفة؛ نظرا لزعمه وجود علاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب والروس، يرغب بالبقاء بعيدا عن الأضواء، إلا أن ملفه هو جزء من التحقيقات التي يجريها موللر، وبدأت تقترب من البيت الأبيض.
ويلفت سينغوبتا إلى أن الرجل الذي كلف ستيل بإجراء التحقيق، قدم شهادة خلف الستار، واستمرت ست ساعات أمام اللجنة القانونية في الكونغرس.
وتنقل الصحيفة عن المؤسس المشارك في الشركة البحثية السياسية "فيوجين جي بي أس" غلين سيمبسون، قوله إنه متمسك بالمزاعم التي وردت في التقرير، مشيرة إلى أن أعضاء اللجنة يقولون إن ما ورد في التقرير مهم، ويتم التعامل معه على محمل الجد.
وعلمت "إندبندنت" أن فريق المحقق الخاص روبرت موللر اتصل مع أشخاص وردت أسماؤهم فيه، بينهم شخص قدم معلومات مهمة، لافتة إلى أنه عندما كشف عن التقرير فإن محاولات حثيثة جرت من ترامب ومؤيديه والإعلام المتطرف في أمريكا وبريطانيا لرفضه، وتصوير أن ما ورد فيه من صنع الخيال.
ويفيد الكاتب بأنه منذ ذلك الحين، ثبت أن الكثير مما ورد في التقرير صحيح، مشيرا إلى وجود ثلاثة تحقيقات تتنافس فيما بينها؛ الأول بقيادة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق موللر، والثاني بقيادة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، واللجنة الأمنية في مجلس النواب، وكلهم حاولوا إقناع ستيل بتقديم شهادته.
ويكشف التقرير عن أن ستيل رفض السفر للولايات المتحدة، ولم يعرب عن استعداد لمقابلة يجريها محققو ترامب في أي مكان، وبدأت شركته "أوربس بزنس"، التي أسسها مع كريستوفر باروز، الذي كان يعمل في الخارجية، من العاصفة التي نشأت بسبب الملف، ويقول إنه يريد البقاء في الظل لأسباب شخصية ومهنية.
وتذكر الصحيفة أن مسؤولين في لجنة الاستخبارات حضرا للندن في الشهر الماضي دون إنذار، وذهبا إلى مكتب ستيل ومحاميه؛ في محاولة لإقناعه، وأثارت الزيارة جدلا في واشنطن، حيث تم إرسال الرجلين من الأعضاء الجمهوريين في لجنة الاستخبارات، دون إعلام الأعضاء الديمقراطيين أو المحقق الخاص موللر.
ويبين سينغوبتا أن فريق موللر قال إن سياسة اليد الحديدية قد تعرقل محاولات إقناع ستيل بالشهادة، لافتا إلى أن الديمقراطيين يعتقدون أن هذا هو ما يريد الجمهوريون فعله، وهو تخريب أي محاولة لحضور ستيل وظهوره أمام لجنة التحقيق.
وينوه التقرير إلى أن الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب يريدون مقابلة ستيل وغلين ويلسون؛ لمعرفة السبب وراء الملف الذي طلبه أولا أعضاء جمهوريون ومن ثم ديمقراطيون، وفيما إن كانت لستيل علاقة مع "أف بي آي" عندما كان يقوم في تحقيقه عن ترامب.
وتورد الصحيفة أن الجمهوريين يرون أن هناك علاقة قريبة بين ستيل و"أف بي آي" أكثر مما عرف، لافتة إلى أنه إذا ثبت هذا فإنهم سيحصلون على ذخيرة للهجوم على المدير السابق جيمس كومي، الذي عزله الرئيس، ويراه معسكره عدوا.
ويقول الكاتب إن ستيل قدم بعض نتائج بحثه لعميل من اللجنة الأوروبية الآسيوية للجريمة في "أف بي آي" في آب/ أغسطس 2016 في العاصمة روما، وقدم النسخة الكاملة في كانون الأول/ ديسمبر ذلك العام لكومي السيناتور جون ماكين، الذي سافر إلى لندن خصيصا لأخذ النسخة من ستيل.
وبحسب التقرير، فإن موللر يقوم بإنجاز تقدم في التحقيق، فبعد مداهمة مدير حملة ترامب السابق بول مانفورت، ومصادرة أجهزة حاسوب ووثائق منه، فإن التحقيق توسع ليشمل نشاطات مانفورت في أوكرانيا، ودعمه لحملة فيكتور يانوكوفيتش وحزبه، ومبلغ 12 مليون دولار، الذي يزعم أنه أخذه، وينفي مانفورت هذه التهم كلها.
وتذكر الصحيفة أنه قيل لمانفورت، الذي قام "أف بي آي" بالتنصت عليه، إنه يواجه تهم التهرب الضريبي وتبييض الأموال، ومحاولة الضغط لصالح قوة أجنبية، حيث قال المستشار القانوني لترامب روجر ستون، إن مانفورت يتوقع توجيه اتهامات له، مشيرة إلى أن موضوع مانفورت الذي ورد في ملف ستيل يعد من القضايا التي ثبتت صحتها.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن ستيل اعتمد على مصدر من الخارجية الروسية، وآخر من المخابرات الروسية، الذي لا يزال نشطا في الكرملين حتى اليوم، ومصدر مقرب من ترامب، ورابع روسي.