نشرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على المرابيح المالية التي يدرها
الفأر "
ميكي"، فضلا عن
الشهرة الواسعة التي يحظى بها سواء في القطاع الإعلامي أو الصحفي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته "
عربي21"، إن "الفأر ميكي احتفل هذه السنة بعيد ميلاده التسعين. وقد بقيت هذه الشخصية على قيد الحياة من خلال الرسوم المتحركة والعديد من العقود الاشتقاقية الأخرى".
وعلى الرغم من أنه على مشارف سنته المائة، لا يزال الفأر ميكي يدر أرباحا ضخمة على شركة إنتاجه. وبعد مرور 90 سنة على إطلاق هذه الشخصية الكرتونية، يعد ميكي أحد أعظم نجوم ديزني، خاصة فيما يتعلق بمجال الأعمال. وفي الوقت الذي أطلقت فيه المجموعة الأمريكية احتفالات عيد ميلاد شخصيتها المثالية، التي ستستمر لمدة سنة، مكّنها هذا الفأر الصغير من جني 8.6 مليارات دولار في جميع أنحاء العالم في السنة المالية 2016 (التي انتهت مع موفى شهر أيلول/سبتمبر). ويتمثل المصدر الرئيسي لهذه
الأرباح في المنتجات المرخصة (مثل الألعاب، والأزياء، والديكورات المنزلية، والقرطاسية...) ومجال النشر (الكتب والمجلات).
وأوردت الصحيفة أنه وبغض النظر عن الشهرة الواسعة التي تحظى بها أفلام "
حرب النجوم"، "وملكة الثلج" فضلا عن "السيارات"، يظل ميكي بمثابة النجاح الأبرز لديزني على الصعيد العالمي، وذلك بفضل ملايين العائدات التي يساهم في ضخها لصالح المجموعة. في الواقع، لا تُفصح الشركة الأمريكية عن عائداتها انطلاقا من كل شخصية كرتونية، ولكن من المعروف أن العقود الاشتقاقية تمثل حوالي 10 بالمائة من الإيرادات السنوية التي تبلغ 55.6 مليار دولار.
والجدير بالذكر أنه في فرنسا، وفي هذه السنة، استفاد 319 شريكا من تراخيص أو عقود تسمح لهم بتوظيف شخصية ميكي، في حين ينتمي معظمهم إلى عالم الأزياء. وفي الأثناء، تكتسح صورة هذا الفأر القمصان وألعاب الأطفال. كما انتشرت أيضا علامات تجارية أخرى على غرار الشكل الشهير لميكي المتكون من ثلاث دوائر، التي تتجسد من خلال منتجات مجموعة "بي أتش أف ماري" أو أحذية "أوسكار تيي".
ونقلت الصحيفة تصريحات أميلي كانيت، مديرة التسويق في ديزني فرنسا، التي أوردت أن "العامل المساهم في استمرار وجود هذه الشخصية يتمثل في المحافظة على صفاتها الأصلية. من جانبنا، نحن حريصون جدا على أن يتم احترام قيم العلامة التجارية من قبل شركائنا".
ومن المثير للاهتمام أن ميكي يتمتع بعلامة تجارية ذهبية. ففي الواقع، يُعد ميكي الشخصية المفضلة للأطفال دون خمس سنوات، فضلا عن أنه متواتر بين صفوف 95 بالمائة من البالغين الذين تتجاوز أعمارهم سن الثامنة عشرة. علاوة على ذلك، وفقا لدراسة حديثة أجراها مركز "سي أس آي ريسيرتش"، اعترف 83 بالمائة من الفرنسيين "بحبهم" لميكي. وفي هذا الصدد، أوردت إميلي كانيت أن "حقيقة عدم اقتصار شهرة هذه الشخصية على فئة عمرية أو اجتماعية أو مهنية محددة تعد أمرا مُثيرا للدهشة".
وذكرت الصحيفة أن نجاح ميكي لا يرتبط بإنتاج أفلام تحقق إيرادات عالية في دور السينما، على غرار معظم أفلام الرسوم المتحركة، وهو ما يمثل ظاهرة فريدة من نوعها. وفي الحقيقة، الفيلم الطويل الوحيد الذي تم إنتاجه، كان "فانتازيا"، الذي يعود إلى سنة 1940.
وذكرت الصحيفة على لسان إميلي كانيت أن "ميكي، قد ولد في سنة 1928 مع فيلم "ستيمبوت ويلي"، وهو أول فيلم صوتي قصير يقدم على الشاشة. وطالما بقيت هذه الشخصية على قيد الحياة، لن تقع في مستنقع المجال العام". وفي التلفزيون، يُمكن مشاهدة الرسوم المتحركة تحت عنوان "بيت ميكي"، التي تبث منذ إحدى عشر سنة، "وميكي وأصدقاؤه، أفضل انطلاق!"، التي انطلق بثها في الربيع.
وفي"ديزني جونيور"، سرعان ما أصبحت هذه السلسلة (المقصود هنا "ميكي وأصدقاؤه، أفضل انطلاق!") الأكثر مشاهدة في القناة. ومنذ انطلاق السنة الدراسية، باتت هذه الرسوم المتحركة تبث في "فرانس 5". وقد بلغ متوسط عدد المشاهدين 430 ألف مشاهد في أيام السبت، في حين وصلت نسبة المشاهدة إلى 22.1 بالمائة في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات (مقارنة بنحو 15.8 بالمائة في الربع الرابع من سنة 2016).
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن ميكي يظهر أيضا في ميدان النشر من خلال "مجلة ميكي"، التي تصدر حوالي 105 آلاف نسخة في الأسبوع (إجمالي التداول). وفي الأثناء، تفخر مجلة ميكي بكونها المجلة الأكثر قراءة من قبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة و14 سنة. أما مجلة "ميكي جونيور"، التي عادت للظهور ثانية في شهر كانون الثاني/ يناير (كانت تُعرف "بمجلة ديزني جونيور") والمخصصة للأطفال أقل من خمس سنوات ، فقد حصدت 70 ألف مشترك.