نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا؛ عن صورة الطفل السوري، الذي أخرجته فرق الإنقاذ من تحت الأنقاض حيا، وكان وجهه مغطى بالتراب، حيث صاح بأعلى صوته فرحا "ما زلت حيا"، وظل يضحك أمام الكاميرا حين قام المصورون الصحفيون بالتقاط الصور له.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الصورة تم التقاطها في مدينة جسر الشغور في محافظة
إدلب، الواقعة في شمال غرب
سوريا، طبقا لأقوال أحد الناشطين السياسيين.
وقالت فرق الإنقاذ إن الهجوم الجوي وقع قبل غروب شمس يوم الثلاثاء بفترة قصيرة، ما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص، بينهم أربعة أطفال، وإصابة العشرات. ومنذ الأسبوع الماضي، كثفت القوات الجوية والبحرية الروسية هجماتها على المنطقة مرة أخرى.
وذكرت الصحيفة أن اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية؛ أصدر بيانا يحذر فيه من أن يكون مصير إدلب مثل مصير حلب.
وتعرضت إدلب في غضون أربعة أيام لأكثر من 500 غارة جوية، لقي على إثرهم أكثر 100 مدني مصرعهم، وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأفادت الصحيفة أن الهجمات دائما ما تستهدف المرافق المدنية على غرار المدارس، ولاسيما المستشفيات إذ استهدفت هذه الهجمات خمسة مستشفيات خلال الأسبوع الماضي. وفي تمام السادسة والنصف صباحا من يوم الثلاثاء الماضي، استهدفت ثلاث هجمات جوية مستشفى من ثلاثة طوابق في كفرنبل، في إدلب، ما أدى إلى تدمير جميع الأجهزة الطبية في المستشفى، بالإضافة إلى سيارات الإنقاذ. ويخدم هذا المستشفى حوالي 600 ألف نسمة يعيشون في المنطقة، ويستقبل أربعة آلاف مريض شهريا، فضلا عن قيامه بحوالي 400 عملية جراحية.
وأضافت الصحيفة أن الهجمات استهدفت كذلك أربعة مستشفيات أخرى خلال الأسبوع الماضي فقط. وواحد من تلك المستشفيات كان يعمل بشكل جزئي في علاج المرضى، في حين أن البقية توقفوا عن العمل تماما منذ فترة. وفي السياق ذاته، تم استهداف مدرسة مجهزة لاستقبال النازحين، فضلا عن ثلاثة مراكز للحماية المدنية السورية في مناطق المعارضة، التي تعرف باسم "أصحاب الخوذ البيضاء".
وأوضحت الصحيفة أنه تم تدمير العديد من سيارات الإنقاذ، بالإضافة إلى المراكز الطبية، و"المركز الإعلامي لمدينة إدلب"، ومراكز عديدة تعود لأصحاب الخوذ البيضاء.
ويقوم الناشطون السياسيون ووكالات الأنباء المعارضة تقوم بتسجيل جميع الهجمات التي تنفذها الطائرات في مدنهم. وفي الآونة الأخيرة، صعدت قوات الأسد من عملياتها في تلك المناطق من خلال إلقاء المزيد من البراميل المتفجرة.
كما تم عرض تسجيلات مصورة لطائرات روسية خلال تنفيذها للعديد من الهجمات على هذه المناطق، دون أي ظهور لقوات الأسد. وتم التأكد من خلال تلك الفيديوهات أن الأسلحة المستخدمة هي قاذفات قنابل من طراز "سوخوي سو-34" فضلا عن طائرات هجوم أرضي من طراز "سوخوي سو-25"، وطائرات الهليكوبتر المقاتلة من طراز "ميل مي-"35، وجميعها تعود للجيش الروسي، وهي تستهدف مناطق يجري التفاوض من أجل إيقاف التصعيد بها. وعلى الرغم من أن كلا من
روسيا وتركيا وإيران تعهدت بحفظ حياة المدنيين في هذه المناطق، إلا أن ذلك لم يمنع روسيا من تنفيذ هجمات عشوائية بها.
وأشار توفيق شامة، المتحدث باسم اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية في سوريا، إلى أن هذه الاعتداءات تحدث تزامنا مع دعم المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي للاستقرار في سوريا، ولن يتم إعادة بناء حياة مدنية مستقرة إذا استمر استهداف المستشفيات وأفراد الأطقم الطبية.
وأكدت الصحيفة أن المجتمع الدولي لا بد أن يقدم الدعم للأطقم الطبية، خاصة وأنها أثبتت جدارتها في مهام الإنقاذ، بالإضافة إلى دعمها لإعادة إعمار سوريا. كما يجب حماية جميع المدنيين في هذه المناطق.
وفي المقابل، يتحدث الكرملين عن استهداف إرهابيين من جيش النصرة. لكن فيديوهات عرضها ناشطون من شمال سوريا؛ أظهرت صورا لمدن مدمرة وأنقاض المنازل، فضلا عن صور لجثث أطفال محروقة مجهولة الهوية.
وذكرت الصحيفة أن التصعيد الأخير من الجانب الروسي جاء بعد اشتباكات جرت قبل أسبوع مع هيئة
تحرير الشام (النصرة سابقا)، التي تصنفها روسيا منظمة إرهابية. لكن بدلا من أن تحارب روسيا الإرهابيين، تتبع استراتيجية من خلال استهداف المدنيين، والمستشفيات، والمدارس، وغيرها.