صحافة دولية

ميديابار: من هو اللبناني الذي يمول اليمين المتطرف بفرنسا؟

من يقف خلف رجل الأعمال اللبناني الذي مول لوبان؟ - أ ف ب
من يقف خلف رجل الأعمال اللبناني الذي مول لوبان؟ - أ ف ب
نشرت صحيفة "ميديابار" الفرنسية تقريرا؛ بينت فيه أن حزب الجبهة الوطنية، اليميني المتطرف في فرنسا، حصل على تمويل من رجل أعمال من أصول لبنانية.

فخلال الحملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، دخل المسؤول المالي للحزب في محادثات مع رجل الأعمال الفرنسي اللبناني، لوران ماتيو، للحصول على قرض بقيمة خمسة ملايين يورو لتمويل الحملة الانتخابية لمارين لوبان.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الاجتماع بين هذه الأطراف عقد في غرة آذار/ مارس من سنة 2017 في كنف السرية، في إحدى مقاهي شارع "فرانكلين روزفلت" في باريس. آنذاك، حضر الاجتماع كل من المسوؤل المالي والحارس الشخصي لمارين لوبان، ورجلا أعمال أحدهما الفرنسي اللبناني لوران ماتيو. خلال تلك الفترة، كثفت لوبان من زيارتها خارج فرنسا، حيث أجرت زيارة رسمية إلى لبنان، حيث تحظى بعلاقات هامة.

وأكدت الصحيفة أن لوران ماتيو كان يسعى من خلال إقراض لوبان إلى تحويل عدة ملايين مسجلة في حسابه في مؤسسة "يو بي آس" المالية  في جنيف، إلى لبنان. وكي يتم ذلك، اعتمد ماتيو هيكلة تمتد إلى ستة أشهر مع مؤسسة "فينيكس انفيست"، لتشغيل مطاعم ونوادي ليلية. من جهتها، فتحت مؤسسة فينيكس انفيست فرعا لها في لبنان كي تحول أموال ماتيو دون أن تكشف عن هويته.

وتجدر الإشارة إلى أن لبنان يعتبر ملاذا ضريبيا، حيث يتبع السرية المصرفية، وهو مبدأ وارد في الدستور الرسمي للبلاد منذ سنة 1956.

وذكرت الصحيفة أن كلا من لوران ماتيو والمسؤول المالي للجبهة، ويلران دو سان جوست، قد اتجها إلى لبنان لفتح حساب باسم فينيكس انفيست. وبعد يومين فقط، تلقى ماتيو تحويلين من حسابه في سويسرا نحو حساباته في بنك الاعتماد اللبناني، حيث ضم الأول خمسة ملايين دولار، والثاني خمسة ملايين يورو.

والجدير بالذكر أن لوران ماتيو، البالغ من العمر 54 سنة، كان يعمل كمحلل مالي قبل أن يرث الممتلكات العقارية وشركات والده الذي توفي سنة 2015. كما يدير ماتيو عددا كبيرا من الشركات في كل من فرنسا وبلجيكا، يختص أغلبها في تجارة الذهب والأحجار الكريمة. في المقابل، تعرضت العديد من شركاته إلى التصفية القضائية على غرار شركة "أوراريا" التي أغلقت أبوابها سنة 2013، إضافة إلى شركة " آداميا" التي تم حلها خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2016.


وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يتفاوض فيه مع ممثل الحزب اليميني المتطرف، أدانت المحكمة الجنائية في باريس رجل الأعمال الفرنسي اللبناني، لوران ماتيو، بارتكاب أعمال عنف مع حمل سلاح، كما وجهت له أيضا تهمة إهانة أعوان الشرطة. وتعود تفاصيل الحادثة إلى يوم 20 كانون الأول/ ديسمبر الفارط، حيث تورط في عراك في أحد مطاعم باريس.

وخلال تلك الليلة، أقدم رجل الأعمال على تهديد أشخاص كانوا يجلسون إلى جانب طاولة مجاورة له مستخدما سكينا قبل أن يهين أعوان شرطة الذين قدموا لفض النزاع. وقد قال لهم بالحرف الواحد "أنا أعرف وزير الداخلية" فقدموا شكاية ضده.

وذكرت الصحيفة أنها هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها مارين لوبان إلى أطراف أجنبية لتمويل حملاتها الانتخابية. فخلال سنة 2014، حصلت على قرضين روسيين بقيمة إجمالي بلغت 11 مليون يورو لكل من حزب الجبهة الوطنية ومنظمة "كوتلاك" الممولة من قبل لوبان. وخلال شهرحزيران/ يونيو، تقدمت بطلب آخر للحصول على قرض ثالث من بنك روسي، بلغت قيمته ثلاثة مليون يورو لتمويل، الحملة الانتخابية.

وأفادت الصحيفة أن عمليات بحث الجبهة عن التمويلات الخارجية متواصلة، فخلال الحملة الانتخابية الرئاسية، أجرى ممثلو الحزب لقاءات سرية، أبرزها اللقاء الذي جمع بين المسؤول المالي للجبهة ورجل أعمال من لاتفيا، يعتقد أنه مبعوث من مستشار خاص لفلاديمير بوتين، الذي التقته لوبان شخصيا في الكرملين.

وبينت الصحيفة أن زعيمة الجبهة الوطنية تتقن الدفاع عن نفسها باستخدام الحجج، خاصة أن البنوك الفرنسية ترفض منح حزبها أية قروض. وقد أثارت زيارتها سنة 2015 إلى مصر؛ الكثير من الجدل، خاصة أن شركة اتصالات إماراتية قد تكفلت بدفع تكاليف الرحلة بأكملها. وما يجهله الكثيرون، أن إحدى المؤسسات الإماراتية قد عرضت خدماتها على مرشحة الجبهة في ذلك الوقت، وطبعا، حافظ الحزب على صمته بخصوص هذا الأمر.
التعليقات (0)