تستمر انتهاكات سلطات الأمن في مصر لأهالي مدينة
رفح الحدودية مع قطاع غزة، رغم عقد ورعاية مصالحة وتقارب مصري فلسطيني مع قيادات حركة المقاومة الإسلامية- حماس.
وتختلط الكثير من العائلات المصرية والغزية بالنسب والمصاهرة وصلة القرابة اللصيقة على شطري الحدود ضمن مدينة رفح المنقسمة جغرافيا بين فلسطين ومصر.
وعانت رفح الحدودية خلال الشهرين الماضيين من حصار خانق فرضته السلطات المصرية عليها لإنشاء شريط حدودي عازل مع قطاع غزة بحجة "محاربة الإرهابيين والتكفيريين".
النشطاء تداولوا عدة مقاطع تظهر التجريف وهدم منازل أهالي
رفح المصرية، مع تداول شهادات حول إجبارهم على النزوح، وتهديدهم بالاستيلاء على متاعهم ومنقولاتهم.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تناقل النشطاء مقطعًا يظهر منزلا بجواره جرافة تحاول هدمه، رغم وجود نساء بداخله رفضن الخروج منه.
وتناقلوا مقطعا آخر يجمع عدة مشاهد لترحيل وتهجير أهالي رفح وهدم منازلهم وتهجيرهم من أراضيهم.
ونشرت صفحة "سيناء بلس" المختصة بنشر أنباء سيناء، مقطعا للناشط أحمد فؤاد حسن برهوم، وهو يعلن رفضه مغادرة رفح، مؤكدا أنه على استعداد للحياة بدون كهرباء أو مياه بعد انقطاعهما في رفح شريطة ألا يغادرها.
خلال التهجير.. ممنوع نقل الأثاث
وأكد ناشط سيناوي أن قوات الأمن منعت السيارات التي تحمل منقولات وأثاث الأهالي المهجرين من الخروج من رفح. وبعد محاولات واستجداءات من الأهالي وافقت السلطات على مرور السيارات، قائلة للأهالي: "هنسيبكم تمشوا المرة دي، لكن محدش بعد كده هيمشي بالعفش لأن جيالنا أوامر بكده".
وأضاف أن مجلس المدينة (جهة حكومية) كان قد أعلن أنه سينقل أثاث وممتلكات الأهالي بسيارات نقل مجانا، إلا أن الأهالي فوجئوا بالمجلس لا يمنح تلك السيارات لهم إلا "لأصحاب الوسايط والمحسوبية" طبقا لنشطاء سيناويين.
نائب.. صدقة وزكاة لأهل رفح
وندد صاحب حساب "خواطر سيناوي" بموقف نائب البرلمان عن الشيخ زويد ورفح، بعدما كتب الأخير منشورًا على "فيسبوك" يناشد سائقي السيارات التعاون مع أهالي رفح، حيث انتقده الناشط قائلا: "سيادة النائب بيطلب (صدقة وزكاة) لأهالي رفح اللي اتشردوا واتهجروا من بيوتهم!".
وأضاف: "النائب بدل ما يتكلم مع رجال الأعمال أو حتى المحافظ والمجلس ويطالب بحقوقهم، قام استسهل الأمر وطلع على الفيسبوك عشان يطلب من السواقين اللي أصلا تلاقيهم غلابة ومش عربياتهم طالع يطلب زكاة!".
النشطاء نددوا واستنكروا انتهاكات الأمن مع أهالي رفح وذكروا عددا منها في تعليقاتهم.
إلى المجهول
في ذات السياق ندد النشطاء بتجاهل محافظ شمال سيناء للمهجرين من أهالي رفح وعدم إعلانه أي خطط لاستقبالهم أو إعادة توطينهم في أي مدينة أخرى، في ذات الوقت الذي حرص فيه المحافظ اللواء السيد عبدالفتاح حرحور على تجهيز شاشات عرض عملاقة في الأماكن الحيوية بالعريش لعرض مباراة مصر والكونغو في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
المنطقة العازلة المزمع إنشاؤها تم بدء تنفيذ المرحلة الثالثة منها خلال الأسبوع المنصرم، حيث أعلن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور أنه سيتم إخلاء وإزالة المباني الواقعة على بعد كيلومتر من الشريط الحدودي ولمسافة 500 متر جديدة، لتصبح المنطقة العازلة 1500 متر.
وأضاف المحافظ في تصريح له بمناسبة "ذكرى تحرير سيناء"، أنه تمت إزالة 40 منزلا وتجريف 61 فدانا من الأراضي المجاورة لها في المرحلة الثالثة.
وأكد أهالي رفح المصرية عدة مرات عبر مواقع التواصل أن الجيش أجبرهم على إخلاء منازلهم ودون سابق إنذار لهدمها، بعد حصار استمر شهرين للمدينة لإجبارهم على المغادرة، فيما لم يذكر أي مصدر مسؤول تعويضات السكان المهجرين في المرحلة الثالثة.
وفي أيلول/ سبتمبر 2013 بدأ الجيش المصري حملة موسعة في سيناء قال إنها لتعقب العناصر الإرهابية والتكفيرية ومحاربة الإرهاب.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2014 عملت السلطات في مصر على إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة لأجل مكافحة الإرهاببين والتكفيريين، بحسب السلطات.
وفي أيلول/ سبتمبر 2015 ضخ الجيش المصري كميات كبيرة من مياه البحر على طول الحدود مع غزة بهدف هدم الأنفاق الممتدة أسفله، التي قال إنها منفذ لدخول تلك العناصر.