نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للكاتبة نيكولا سميث، حول المخاوف من وجود معقل جديد لتنظيم الدولة في آسيا، بعد الكشف عن تورط فلبيني في مخطط إرهابي في الولايات المتحدة.
وتقول سميث إن "
الفلبين تعد معقل التنظيم المنسي"، مشيرة إلى أن تأثير
تنظيم الدولة كشف عنه نهاية الأسبوع، بعدما اتهم طبيب من الفلبين بالتخطيط لهجمات في نيويورك.
وتضيف الكاتبة أن "تنظيم الدولة يجذب المسلمين للجهاد في مدينة
مراوي، الأمر الذي يزيد من مخاوف قيام تنظيم الدولة بتحويل الفلبين لمعقل إقليمي له".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الكثير من المواطنين غاضبون من المسلحين، ومن قلة تقديم الحكومة للمعونات، لافتا إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" وجه لرسول سالك (37 عاما)، وهو طبيب من مينداناو، التي ظلت مركز المطالب الانفصالية، وتعيش فيها غالبية مسلمة، تهما بمحاولة تمويل تفجيرات في تايم سكوير وقطار الأنفاق في نيويورك.
وتذكر الصحيفة أن وزير العدل الفلبيني أكد يوم الأحد ترحيل سالك للولايات المتحدة، حيث سيواجه حكما بالسجن مدى الحياة، مشيرة إلى أن "أف بي آي" قام بعملية خداع كشفت عن محاولات رسول إرسال أموال لمتواطئين معه في الولايات المتحدة، كانوا يخططون للقيام بهجمات 11/ 9 المقبلة.
وتلفت سميث إلى أن المراقبين حذروا من الظروف التي خلقت أرضية خصبة لظهور المتشددين في المنطقة، مشيرة إلى المواجهة في مدينة مراوي، التي دمرت المدينة بالكامل، وأجبرت سكانها البالغ عددهم 360 ألف شخص للهروب، ما خلق أزمة لاجئين.
وينقل التقرير عن عائشة ريغا (43 عاما)، التي تعمل بائعة في السوق، قولها: "نعتمد على مساعدات الحكومة التي لم تأت منذ أسابيع، وأملك بعض النقود لشراء الطعام، لكنها تقترب من النفاد"، لافتا إلى أن جميل حاجي علي (35 عاما)، الذي كان يبيع الدجاج المقلي لإعالة عائلته، هو الآن مشرد، ويقول: "لم أستطع إحضار إلا القليل من الملابس لأطفالي، وهنا لا يوجد ما يعين على الحياة".
وتعلق الصحيقة قائلة إن "قصته عادية بالنسبة لسكان جنوب الفلبين، الجزء الذي عانى من تمرد شيوعي، وحركة انفصال وطنية، وعملية قمع حكومية، ولم تزعم الصحافة في الفلبين أن رسول كان يعمل في مراوي، بل كانت له علاقة بمجموعة ماواتي".
وتورد الكاتبة نقلا عن قائد الجيش إدواردو أنو، قوله إن سالك "موّل شبكات إرهابية في دول أخرى"، وأضاف أنه "قام بتمويل شبكات إرهابية أو يشك بعلاقتها بالإرهاب في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وماليزيا".
ويفيد التقرير بأن وثائق المحاكم الأمريكية تكشف عن أن سالك تفاخر في رسائل للمتواطئين معه بأن الفلبين "ليست متشددة" فيما يتعلق بالتحكم بالإرهاب، منوها إلى أن جماعات الإغاثة تحاول إعادة نوع من الحياة الطبيعية للمهجرين من مراوي، لكنها تواجه القيود وقوانين الطوارئ.
وتنقل الصحيفة عن بيير براكاش، وهو مدير مكتب الاغاثة التابعة للاتحاد الأوروبي، الذي قدم 1.5 مليون جنيه إسترليني مساعدات إنسانية، قوله: "عندما يتعلق الأمر بمراوي فإن عليك أن تفهم حجم الأزمة، فهناك 360 ألف شخص شردوا على مدى أسابيع".
وتبين سميث أن الدعم لتنظيم الدولة زاد رغم خسارته معاقله في سوريا والعراق، حيث يتم جذب الشباب والصغار إلى معسكرات التدريب، وقال لاجئون من بلدة كوتاباتو، التي تبعد 100 ميل عن مراوي، إن المجندين للتنظيم يحاولون إغراء الشباب برواتب تتراوح ما بين 300-400 جنيه في الشهر، ويتم استهداف الشبان بحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويورد التقرير نقلا عن مدير برنامج التحديات العابرة للحدود في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن توم ساندرسون، قوله إنه يجب على دول التحالف الانتباه لما يجري في الفلبين، ويضيف ساندرسون: "من المفيد القول إن مينداناو بحاجة لانتباه المجتمع الدولي، فهناك معركة مستمرة قد تنتشر لأماكن أخرى".
وبحسب الصحيفة، فإن المشكلة هي قيام تنظيم الدولة بتحويل منطقة غير متطورة وفقيرة ومهملة من الحكومة المركزية إلى نقطة نشاط.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول الخبير في شؤون جنوب شرق آسيا في "تشاتام هاوس" في لندن تشامبا باتل: "هناك مخاطر من أن يغذي النزاع الحالي في مراوي مشاعر التشدد، ليس بين المشردين فحسب، لكن في الدول القريبة أيضا، مثل أندونيسيا وماليزيا، إلا في حالة معالجة جذور القضية".