تساءل موقع
إسرائيلي، ما معنى هذا التغيير في موقف "(قائد الانقلاب في
مصر عبد الفتاح)
السيسي الجديد؛ حبيب الجمهور الإسرائيلي"، ليصبح راعيا لعملية
المصالحة الفلسطينية؟
الطرق الممكنة
"أنت رئيس مصر.. لماذا تحتاج إلى غوّاصات؟" سأل مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى شريكه في الحديث، وفق موقع "المصدر" الإسرائيلي.
وأضاف على لسان المسؤول الإسرائيلي، "أنت (السيسي) لست معرضا لأي خطر خارجي حقيقي، ونحن نساعدكم على مواجهة الخطر القليل المتبقي، في مواجهة داعش بسيناء، وإسرائيل هي عنوانك الوحيد لسباق التسلح هذا، ونحن لا نفهم هذا".
وتساءل الموقع: "لماذا يحتاج عبد الفتاح السيسي حقا لهذه الأسلحة؟ فهو زعيم أمة تعدادها أكثر من 90 مليون مواطن، تعاني من ضائقة اقتصادية خطيرة، هل يحتاجها لمحاربة ليبيا؟ السودان؟ داعش في سيناء؟".
وأكد أن "إسرائيل تتحمل الجزء الكبير من عبء مواجهة عناصر داعش في سيناء، وهي تحارب ألف عنصر"، مشيرا إلى أنه من "الصعب تجاهل الطريق الطويلة التي مر بها السيسي، ولحاق الكثير من المصريين نهجه، فيما يتعلق بإسرائيل في السنوات الماضية.
وعقب انقلاب السيسي على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وهجومه على جماعة الإخوان المسلمين، أدركت "تل أبيب الفرصة الكامنة، وأبدت مسؤوليتها، وساعدت الجنرال بكل الطرق الممكنة، بدءا من اللوبي في واشنطن، وحتى تقديم المساعدة الاستخباراتية الحقيقة"، وفق "المصدر".
مقاطعة حماس
وفي جانب آخر، أشار الموقع إلى أن "السيسي شن حربا قاسية وعمل على نزع شرعية حركة حماس بشكل تام، وغير نبتره وتعامله تجاه إسرائيل، ولكن الأحداث تتغيّر"، موضحا أن "السيسي يحظى في عهد إدارة دونالد ترامب اليوم بتأييد كبير، بعد أن كان منبوذا في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وذلك رغم إصراره على شراء الأسلحة من كوريا الشمالية".
في هذه الأيام، "يخرج السيسي من مخبئه ويدفع سياسته الخارجية قدما، بشكل يتماشى مع المصالح المتغيّرة في المنطقة، ويبدأ بتنفس الصعداء كثيرا، ويستعيد تقاليد دبلوماسية من عهد حسني مبارك (الرئيس المصري الأسبق المخلوع)"، وفق الموقع الذي أشار إلى "قرار السيسي إيقاف مقاطعة حماس والعودة إلى سياسة تقليدية أكثر، تسعى إلى إبقاء هذه الحركة قريبة من مصر".
وقال: "من المفترض أن السيسي ما زال يكره حماس، ويؤمن أنها جزء لا يتجزأ من الإخوان المسلمين"، مؤكدا أن "مصر توصلت إلى أن الحصار المفروض على غزة، بسبب إغلاق معبر رفح ومقاطعة حماس، يلحقان ضررا بالمصالح المصرية".
خطوة أولى
وأشار "المصدر"، إلى أن "قدرة مصر في الحلبة الدولية، تكمن أنها قادرة على أن تكون وسيطا بين إسرائيل وحماس عند الحاجة"، لافتا إلى أن "السيسي قرر ألا يترك الساحة الخلفية التابعة لمصر (قطاع غزة) للسيطرة التركية، القطرية، والإيرانية، فأوعز للمخابرات الاهتمام بهذه القضية بشكل فعال".
واعتبر أن احتفالات المصالحة الفلسطينية التي بثتها وسائل الإعلام المصرية، كانت "مثيرة للانفعال، أكثر منها في وسائل الإعلام الفلسطينية، وكأن الحديث يجري عن احتفال تاريخي وليس عن حدث آخر من محاولات التسوية التي انتهت بالفشل الذريع حتى الآن".
ولفت الموقع الإسرائيلي، إلى أن "السيسي يعتقد أن الحديث يجري عن انتصار دون شك، وأن مصر أصبحت لاعبا رئيسيا في الحلبة الفلسطينية مجددا، وهكذا تزداد أهمية علاقة القاهرة مع تل أبيب أكثر".
وعلق على تصريح السيسي الذي جاء فيه أن "المصالحة الفلسطينية تشكل خطوة أولى في الطريق نحو السلام مع إسرائيل"، وقال "المصدر": "حتى صنع السلام، يبدو أن السيسي سيستفيد من هذا الصراع أيضا".
وأعلن أمس من قلب مقر المخابرات المصرية التي تستضيف حوارات ولقاءات حركتي "فتح" و "حماس" في القاهرة، عن اتفاق المصالحة الفلسطينية عقب 11 عاما من الانقسام.