ذكرت مصادر محلية في البادية السورية، أن نحو 37 مقاتلا من "قوات الشهيد أحمد العبدو" توجهوا بأسلحتهم من البادية إلى مناطق
النظام، الأسبوع الماضي، لتسوية أوضاعهم وإجراء
مصالحة في إطار المصالحات التي يجريها النظام مع عناصر من المعارضة.
ورجّح مدير المكتب الإعلامي لـ"قوات الشهيد أحمد العبدو" فارس المنجد، أن يكون النظام استدرج المجموعة العسكرية العاملة في البادية السورية إلى مناطق سيطرته، مؤكدا انسحاب المجموعة من القوات منذ شهر تموز/ يوليو الماضي، في حين لم يستبعد احتمال إقدامهم على تسليم أنفسهم طواعية للنظام.
اقرأ أيضا: "الائتلاف" يرفض خروج فصائل الجيش الحر من البادية السورية
وفي حديث مع "
عربي21" قال المنجد: "لقد تفاجأنا لدى سماعنا الخبر، والمجموعة كانت تتمركز بالقرب من مخيم الركبان بمحاذاة الحدود الأردنية السورية، بينما نحن في قاعدة التنف".
وأوضح: "لقد انسحبت المجموعة من قوات الشهيد أحمد العبدو بسبب إصرار بعض أفرادها على التوجه إلى مناطق القلمون الشرقي للانضمام إلى المعارضة المحاصرة في بلدات القلمون"، كما قال.
وبيّن المنجد، أن المجموعة كانت بصدد تدبر أمر الدخول إلى المناطق المحاصرة عن طريق شخصيات من النظام مقابل المال، وقال في هذا الصدد: "هذا الأمر طبيعي جدا، وأنا توجهت من دمشق مرورا عبر حواجز النظام مقابل دفع المال"، واستدرك: "ليسوا من جماعات التسويات ولهم تاريخ طويل في مقارعة النظام"، على حد تعبيره.
وتساءل المنجد، إن كانوا قد ذهبوا إلى هناك بإراداتهم، لماذا اعتقلهم النظام إذن، وأضاف: "إلى الآن يبدو الأمر غامضا".
من جانبه، لم يستبعد مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه، أن تكون المجموعة قد وقعت في فخ تم تدبيره من قبل النظام، وقال موضحا: "يبدو أنهم اختاروا جهة غير مأمون جانبها".
وأشار المصدر إلى أن كثيرا من مسلحي المعارضة نجحوا في الوصول إلى مدنهم داخل القلمون الشرقي، بعد أن تجاوزا قوات النظام بدفعهم الأموال.
لكن ومقابل ذلك، أكدت مصادر محلية أن ما جرى هو تسليم ومصالحة مع النظام، لا سيما بعد تعرض الفصائل العاملة إلى ضغوط كبيرة من الولايات المتحدة والأردن، للانسحاب من البادية.
اقرأ أيضا: "أحمد العبدو" و"أسود الشرقية" توافقان على الانسحاب للأردن
وفي هذا الصدد، تحدث مركز "القريتين" الإعلامي، عن تسليم العناصر أنفسهم للنظام برفقة أربع سيارات دفع رباعي، وذكرت أن من بينهم قيادي في "أحمد العبدو" يدعى ربيع الحسن، ما يعني بحسب المركز أن ما جرى "مصالحة مع النظام".
وقبل أشهر قليلة اضطرت فصائل المعارضة إلى التراجع عن مواقعها العسكرية تحت ضغط من الولايات المتحدة التي كانت تمد هذه الفصائل بالدعم، وتحت تهديد ووعيد روسي مباشر، لفرض إعلان البادية منطقة "خفض تصعيد".
وفي سياق آخر، ألمح مدير المكتب الإعلامي لـ"قوات الشهيد أحمد العبدو" فارس المنجد، إلى احتمال عودة اللواء إلى جانب لواء "أسود الشرقية" إلى المناطق التي تم الانسحاب منها في البادية.
وقال في هذا السياق: "بعد وصولنا لقاعدة التنف على إثر رفضنا الدخول إلى الأراضي الأردنية، دخلت البادية في تهدئة، والمناطق التي انسحبنا منها هي مناطق خالية من الوجود العسكري سواء من طرف النظام أو المعارضة".