حذر الرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي، مساء الجمعة، من عودة الصراعات الداخلية إلى جنوب اليمن، مؤكدا أن الوطن يتسع للجميع.
جاء ذلك في كلمة له عشية الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة 14 تشرين الأول/ أكتوبر التي اندلعت ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن في العام 1963، التي ستشهدها المحافظات الجنوبية تلبية لدعوة المجلس الجنوبي الانتقالي المطالب بالانفصال. وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وحث الرئيس هادي اليمنيين على المحافظة على الوطن والقبول ببعضهم ليتسع للجميع، داعيا إلى الترفع عن الأحقاد، في وقت تشن فيه قوات تابعة لإدارة أمن عدن، حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من قيادات حزب الإصلاح.
وأكد
عبد ربه منصور هادي أن مشروع الدولة الاتحادية الذي جسدته مخرجات مؤتمر الحوار يمثل الضامن لمستقبل آمن ومستقر ومزدهر تسوده قيم الشراكة الوطنية والعدالة والمساواة وينهي زمن الاستئثار والإقصاء. مضيفا أنه ليس بإمكان حزب ولا قبيلة ولا تيار نافذ، احتكار تمثيل البلاد أو التفرد بحكمها دون الآخرين.
ولفت الرئيس اليمني إلى أن ما جرى في الجنوب سابقا من صراعات داخلية وإقصاءات وتنافر مبكر بين رفاق النضال وزملاء السلاح، عقب ثورة أكتوبر، كانت كارثة كبيرة وخسائرها باهظة ليس أولها ولا آخرها ما حدث في كانون الأول/ يناير 1986 (يقصد به حرب أهلية بين قادة الحزب الاشتراكي الحاكم لدولة الجنوب حينها أسفرت عن سقوط 15 ألف شخص) وغير ذلك مِن المحطات المؤلمة في تاريخنا السياسي.
وشدد على أن البلد لن يكون وطنا إلا عندما يتسع لجميع أبنائه. محذرا من استدعاء المكايدات والتناحر الداخلي في جنوب البلاد، التي أفرزت كوارث ألحقت بالجنوب وبالبلد الدمار وأحدثت فيه جروحا لم تعالجها السنين ولا العقود.
وأهاب الرئيس هادي بجميع اليمنيين في الشمال والجنوب، أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه بلادهم والترفع عن الإضرار بالوطن، والمضي في استعادة الدولة من
الحوثيين وقوات
صالح.
وقال الرئيس اليمني، إن ما يجري الآن في بعض المحافظات من محاولة لفتح ملفات الماضي هي محاولات بائسة ولن نسمح بذلك، وعلى المتعطشين لاستجرار الماضي وفتح ملفاته مغادرة هذا الوهم، في إشارة منه إلى الأصوات الداعية لفك الارتباط بين الشمال والجنوب.
وتعهد بالمضي نحو النصر وعدم خذلان تطلعات وطموحات شعبه نحو الحرية والكرامة والغد المشرق والمستقبل الكريم.
وكان رئيس الحكومة الشرعية، أحمد بن دغر، قد سبق وأن وجه اليوم الجمعة، بمنع أي اعتقالات دون أي إذن مسبق من النيابة العامة حفاظا على أمن وسكينة المواطنين.
وحث الأجهزة الأمنية في عدن على الالتزام بالأنظمة والقوانين.
كما دعا كافة الجهات إلى ضبط النفس وعدم الانجرار نحو التصادم والاشتباك حفاظا على أمن وسلامة الناس.
وفضلا عن دعوات
الانفصال الجنوبية، ونشاط لتنظيم القاعدة، تدور في اليمن منذ نحو 3 أعوام، حرب تسببت في تردي الأوضاع المعيشية في أفقر بلد عربي.
وتدور هذه الحرب بين القوات الحكومة اليمنية، مدعومة بالتحالف العربي، ومسلحي جماعة "الحوثي" والرئيس السابق، علي عبد الله صالح.