علقت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية على تراجع نفوذ
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في
السعودية، على ضوء
القرارات التي اتخذها ولي العهد محمد
بن سلمان، آخرها السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن الظهور في العلن مع شخصٍ من الجنس الآخر لا تربطهما معاً صلة قرابة في السعودية، أمر محظور يعرّضهما للاعتقال من قِبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن هذا التهديد قد اختفى عمليا، بعد قرارات اتخذها ولي العهد محمد بن سلمان، قلصت من نفوذ هذه الهيئة في الشارع السعودي، ومنحت في المقابل حرية أكبر للمرأة، إذ أعلنت الرياض أنها سترفع الحظر على
قيادة المرأة للسيارات قريبا.
اقرأ أيضا: صحيفة سويسرية: هل يحول ابن سلمان السعودية لدولة علمانية؟
ولفتت الصحيفة إلى ما تم رصده في احتفالات العيد الوطني مؤخرا، إذ فوجئ السعوديون بعد رؤية شبان وشابات يرقصن سويا في الرياض، في مهرجانات أغلقت من أجلها الشوارع، للاحتفال باليوم الوطني السعودي، في مشهد لم يعهد في البلاد سابقا.
ورغم حالة الانفتاح، إلا أن الصحيفة ترى أن هناك العديد من العقبات التي تعترض ذلك الطريق، في بلدٍ تستخدم فيه عائلة آل سعود منذ عقودٍ تحالفها مع المؤسسة الدينية الوهابية، التي تعتمد تفسيراً محافِظاً للإسلام من أجل إضفاء الشرعية على حكمها.
وتقول الصحيفة إن الخطوات التي يتخذها ابن سلمان تجاه التحرر الاجتماعي، يمكن أن تستعدي المحافظين الذين لا يزالون يشكلون شريحة كبيرة في المجتمع السعودي.
اقرأ أيضا: سعوديون عن "حفل شيرين": حرب في الجنوب ورقص بالرياض
وأضافت أنه استنادا لتقارير محلية فإن العديد من أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رفضوا الذهاب إلى العمل، احتجاجاً على إعلان الحكومة العام الماضي أنها جردتهم من سلطة متابعة واستجواب واعتقال المشتبه بهم.
في المقابل نقلت الصحيفة عن سكان بالرياض ومدن أخرى غالبيتهم من فئة الشباب قولهم إنّ "الحياة اليومية أصبحت ممتعة أكثر من ذي قبل، بعد الحد من نفوذ الهيئة، حيث أصبح بالإمكان سماع الموسيقى في العديد من المطاعم والمقاهي"، وهو ما كان محظورا قبل سنتين، كما أنه قل تعقبهم من قبل أفراد "الهيئة الدينية"، المعروفين باللحى الطويلة واللباس القصير.