تناول كاتب
إسرائيلي في مقال له الجمعة، أسباب الزيارات والاتصالات بين المسؤولين الروس والإسرائيليين، بالتزامن مع استهداف الجيش الإسرائيلي مواقع للنظام السوري مرات عدة
في الآونة الأخيرة.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي أعلن مؤخرا شن هجمات على أهداف داخل الأراضي السورية، كان آخرها الأسبوع الحالي بقصف بطارية صواريخ "أس أس5" السورية، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
ووفق مقال للكاتب أليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن لتعقيب الروسي على الحدث الإسرائيلي جاء على لسان مصدر أمني روسي كبير قال فيه : "لو كان هناك روس لكنّا اليوم في قصة مختلفة تماما".
وأشار فيشمان إلى أن هذا الرد العلني الروسي "أثار تساؤلا إسرائيليا .. إنه لو كان المصابون في هذا الهجوم جنودا روس، ما كانت طائرة وزيرة الدفاع الروسي سيرجي شويغو لتقلع إلينا؟".
وأضاف: "الإحساس الإسرائيلي بأن الروس استقبلوا الهجوم باستخفاف كان مغلوطا، إذ تبين غضب الروس من تلقيهم بلاغا بالهجوم في الزمن الحقيقي فقط"، لافتا إلى أنه لو كانت هناك قوة روسية لما كان لهم الوقت للتبليغ عن ذلك لإسرائيل أو لإخلائها.
ووفق قول فيشمان، فإن "الإسرائيليين يعرفون الدور الأجنبي في غالبية الوحدات العملياتية السورية، والسيناريو السابق ليس خياليا"، موضحا أن "ثلث الفرق السورية الرائدة تتشكل من قوات أجنبية، مضيفا: يعمل لواء مظليين روسي إلى جانب القوات الروسية ووحدة مدفعية وقوات خاصة روسية".
ولفت إلى أن "روسيا هي التي أعادت تشكيل الفرقة 5 المدرعة التي تشارك فيها قوة من حزب الله اللبناني".
ونوه الكاتب الإسرائيلي إلى أن الكثير من الأطراف في الجبهة السورية يتحدثون الروسية، مؤكدا أنه "عندما تقصف اسرائيل وحدة عسكرية سورية فإنها تسير في حقل ألغام غير محدد".
واستذكر فيشمان في مقاله أنه "قبل عام هاجمت إسرائيل في منطقة المطار تي4 قرب تدمر رغم معرفتها بوجود منشأة روسية بجوار الهدف، ونقلت روسيا في حينها رسالة حادة إلى تل أبيب، ووبخت السفير الإسرائيلي في موسكو بعد استدعائه".
وفي زيارته الأخيرة لإسرائيل أوصل وزير الدفاع الروسي رسالة حادة للإسرائيليين بقوله: "توقفوا عن مهاجمة منظومات الدفاع الجوية السورية، لأننا على أي حال سنزودهم بقدرات أخرى وأكثر تطورا"، حسب ما نقله كاتب المقال الإسرائيلي.
وأضاف الوزير الروسي: "على إسرائيل أن تفهم موقف وزارة الدفاع الروسية الذي يقول أن الاستقرار وقدرة الجيش السوري على القتال جيدان للشعبين السوري والإسرائيلي".
ورأى فيشمان أن زيارة وزير شويغو والهجوم الجوي الإسرائيلي في سوريا يشير إلى "انفصام شخصية في السياسة الروسية" تجاه إسرائيل، مضيفا: "شويغو جاء إلى إسرائيل ولكن بوجه عابس، وهذا لا يعني أنه ليس رجلا وديا على نحو خاص".
وتابع فيشمان: "عشية زيارة شويغو قبل القصف في سوريا أوضح لإسرائيل بأن زيارته ستكون على مستوى متدني، ولن يكون أي لقاء مع صحافيين إسرائيليين، وحتى الصحافيين الروس الذي جاءوا معه اضطروا للاكتفاء باستعراض من نائبه الجنرال الكسندر بومين".
وختم بالقول: "يرى الروس في إسرائيل وزنا مضادا للتدخل الإيراني في سوريا، فالإيرانيون والروس يسلبون الذخائر التي لا تزال البقرة السورية المريضة قادرة على أن تنتجها، وينشأ بينهما خلاف عميق حول توزيع الغنيمة".