كشف القيادي العسكري في "هيئة
تحرير الشام" معاوية الهاشمي، عن استقدام
المليشيات إيران وحزب الله تعزيزات إلى خطوط التماس في ريف
حلب الجنوبي خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع التهديدات التي أطلقها رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري، أثناء تواجده في ريف حلب الأسبوع الماضي.
وأكد الهاشمي في حديث خاص مع "عربي21"، قيام المليشيات الإيرانية واللبنانية بطلعات استطلاعية عن طريق الطائرات المسيرة والدوريات الراجلة في جبهات ريف حلب الجنوبي.
وعن الخطوة القادمة للمليشيات، رأى الهاشمي أن "كل الاحتمالات العسكرية واردة". وأضاف: "قد تكون التحركات تمويهية لصرف الأنظار عن جبهة ما سيقومون بالعمل عليها، وقد تكون لخلخلة صفوف المجاهدين وإشغالهم عن معارك ريف حماة الشرقي"، مستدركا بقوله: "لكن يبقى احتمال كبير بالعمل على ذات المحاور السابقة في ريف حلب الجنوبي".
وحول أهداف المليشيات الإيرانية من فتح معركة في ريف حلب الجنوبي، أشار الهاشمي إلى أن من بين الأهداف "فتح الطريق إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعتين، وكذلك الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري لبسط السيطرة عليه".
وردا على ما تناقلته وسائل إعلام عن مصادر مقربة من
حزب الله؛ بأن المعركة القادمة ما بعد دير الزور ستكون في إدلب الخاضعة لسيطرة لتحرير الشام، قال الهاشمي: "لنرجع إلى الوراء قليلا، ونقلب في صفحات المعارك التي خاضها الحزب في كل من ريف دمشق وحلب وسهل الغاب"، كما قال.
ووجه حديثه لقيادة حزب الله: "إن كنتم نسيتم ملحمة خان طومان فعليكم مراجعة ذاكرتكم". ومضى يقول: "ألا يخجل من نفسه هذا الحزب الذي عجز عن احتلال 500 متر مربع في الزبداني بالقوة، رغم امتلاكه كل ما يلزم، في حين أن المجاهدين (عناصر الجبهة) كانوا لا يجدون الطلقات ولا حتى اللقيمات التي تسد الرمق؟"، على حد قوله.
مطار أبو الظهور
من جهته، يرى الخبير العسكري، العميد أحمد رحال، أن مطار أبو الظهور العسكري سيكون هو الوجهة الجديدة للمليشيات الإيرانية واللبنانية، مشيرا إلى أنه "من الواضح أن إيران تهدف إلى السيطرة على مطار أبو الظهور، قبل وصول القوات التركية إلى المطار بموجب اتفاق أستانة".
وأشار رحال لـ"عربي21"، إلى أن مطار أبو الظهور من بين النقاط التي من المزمع أن تتخذه تركيا قاعدة عسكرية للقيام بمهام مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار أو خفض التصعيد.
ويعتقد رحال أن إيران ورسيا تعدان العدة لعرقلة تطبيق الاتفاق الذي جرى مع تركيا بشأن نشر قواتها في إدلب وفي محيطها، بسبب عدم تطبيق الاتفاق كما كان متفق عليه.
وبحسب رحال، فإن الاتفاق كان ينص على ضرب هيئة تحرير الشام عسكريا من قبل تركيا، وليس التوافق معها على نشر قوات مراقبة فقط، معتبرا أنه هذا "لم يعجب روسيا ما جرى، ولذلك "أوعزت إلى النظام السوري بأن يصرح ضد التدخل التركي، علما بأن وزير الخارجية وليد المعلم كان قد حرص على عدم التعليق على التحركات التركية قبل دخولها عمليا إلى إدلب بأيام قليلة"، كما قال.
وأضاف: "تلك التصريحات كانت رسائل سياسية روسية لتركيا، لكن وبعد تحشيد المليشيات الإيرانية وزيارة الباقري إلى ريف حلب الجنوبي، انتقلت الرسائل من السياسية إلى العسكرية"، وفق تقديره.
أجواء معركة قادمة
من جانبه، وصف الإعلامي حسن العبيد، من ريف حلب الجنوبي، أجواء المنطقة بأنها "أجواء تتجه للتصعيد غير المسبوق". وأكد لـ"عربي21"، أن أرتال المليشيات الإيرانية واللبنانية لا زالت تصل تباعا منذ أكثر من أسبوع إلى بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي.
وفيما لم يستبعد العبيد أن يكون مطار أبو الظهور الهدف القادم للمعارك، أوضح أنه "حتى الآن الوجهة غير معروفة، لكن كل السيناريوهات محتملة، بما فيها فتح معركة شاملة على إدلب"، وفق تقديره.