هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شارك العشرات في وقفة احتجاجية أمام مقر المفوضية الأوربية وسط العاصمة الألمانية برلين، بدعوة من مؤسسات فلسطينية وعربية، ضمن فعاليات الذكرى المئوية لوعد بلفور.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وشعارات تندد بوعد بلفور، وتطالب المفوضية الأوروبية بالضغط على بريطانيا للاعتذار والتعويض عن وعد بلفور.
وقال عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أحمد محيسن: "على الأوروبيين أن يتحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية والسياسية، لتسببهم بالكارثة التي حلت بشعبنا جراء هذا الوعد وهذه الجريمة، من خلال دعمهم ورعايتهم وتسهيلهم قيام دولة الاحتلال على أرضنا وتشريد شعبنا".
وأضاف في تصريحات لـ "عربي 21": "عليهم تطبيق ما ينادون به من قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان بحق قضيتنا، فمن غير المعقول أن تطبق هذه القيم فقط على مقاسات وفئات معينة من البشر".
وأكد محيسن أنه لا يمكن أن يضيع حق الشعب الفلسطيني، طالما أن هناك من يطالب باستعادتها، مضيفا: "من يعتقد بأن شعبنا سيعيش مئوية جديدة لتصريح وكارثة المشروع الاستعماري بلفور، فهو واهم، فشعبنا يصر على التحرير والعودة ونيل الحرية والاستقلال، طال الزمان أم قصر".
وعن مدى الاستجابة لهذه الفعاليات التي تنظم في الذكرى المئوية لوعد بلفور، لفت عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى أنها تسير بشكل جيد، وفق ما هو مخطط لها، وأن الأثر سيكون تراكميا، مطالبا بمزيد من التوعية لشعوب العالم بتوصيل روايتنا لهم وتجميع الأصوات لدعم القضية وفضح الاحتلال والمتسببين بالنكبة.
كما طالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني وتعويضه عن "الكارثة التي تسببت بها، والتكفير عن ذنبها بحق المتضررين وإنصافهم، وتحمل مسؤولياتها تجاه ما أقدمت عليه".
وحول تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي أكدت افتخار بلادها بالمساهمة بقيام دولة الاحتلال، قال محيسن، "إن هذا يدل على عدم المبالاة، والتنصل من القيم التي ينادون ويتغنون بها، بالإصرار على المضي قدما بمواصلة الجريمة بحق شعبنا، وسياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بقضية شعبنا".
وقال مدير التجمع الفلسطيني ببرلين تيسير خلف: "لنا رسائل محددة اليوم نوجهها للمفوضية بأن فلسطين أرض لشعبنا الذي كان يسكنها، وتهجر منها قسرا، نريد تذكيرهم من خلال وقفتنا، بأننا ما زلنا لاجئين مشردين في لبنان وسوريا والأردن، وفي كثير من دول العالم، منها ألمانيا التي نحن فيها اليوم".
وأوضح في تصريحات لـ "عربي 21" أن "بريطانيا كدولة مستعمرة، لا يحق لها منح أرضنا لشعب آخر ومساعدتهم على التوطين، وبالتالي يعد وعد بلفور خطأ تاريخيا، وغير قانوني، وغير أخلاقي، ويجب على المفوضية أن تعترف، وأن تضغط على بريطانيا للاعتراف بذلك".
ودعا خلف المفوضية إلى الضغط على بريطانيا لتعويض الشعب الفلسطيني الذي تضرر جراء ما ارتكب بحقه من ويلات، وتصحيح خطئها التاريخي بالعمل على عودة اللاجئين لبيوتهم وأراضيهم ومدنهم، وكذلك إلزام بريطانيا بدفع تعويضات للفلسطينيين، لكونهم عانوا طوال هذه المدة. كما طالب المفوضية الأوروبية بدعم قيام دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.
في السياق ذاته، نظمت المؤسسات والجمعيات الفلسطينية غربي ألمانيا الخميس وقفة احتجاجية أمام السفارة البريطانية بمدينة دوسلدورف، للمطالبة بالاعتذار عن وعد بلفور.
وكانت مجموعة من المؤسسات والجمعيات والفعاليات الفلسطينية والعربية ببرلين، نظمت وقفة مماثلة أمام السفارة البريطانية في العاصمة الألمانية برلين الأربعاء الماضي؛ إحياء للذكرى المئوية لوعد بلفور، وسلمتهم رسالة احتجاجية.
ويركز الحراك الذي يأتي في الذكرى المئوية لوعد بلفور على الشروع بحملة للضغط السياسي على الحكومة البريطانية، بهدف الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتصحيح المسار التاريخي الجائر بحقهم، واعتراضا على مساعي الحكومة البريطانية للاحتفال بذكراه المئوية، بحسب تصريحات مسؤولي الحملة لـ "عربي21".