هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كان ضابطا صغيرا حين شارك في حرب الاستنزاف ما بين عامي 1967 و1972 ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه شارك في حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، على عكس عبد الفتاح السيسي الذي لم يشارك في أي حرب ضد إسرائيل.
وصفه عسكريون غربيون بأنه "رجل قاطع"، و"رصين" و"يتمتع بخبرة مهنية متخصصة".
وقال عنه رئيس القيادة المركزية الأمريكية، وليام فالون: "أعتقد بأنه سيحاول عمل الشيء الصحيح".
ويصفه إعلاميون بأنه "رجل الظل" أو "الرجل الاحتياط" أو "الرجل الصمت" في السياسة المصرية.
الفريق سامي حافظ عنان، المولود في عام 1948 في محافظة الدقهلية، يتسم بالحذر والحيطة، ويأخذ صفة العسكري التقليدي، إذ كان ينصب اهتمامه على عمليات الجيش وتطويره.
درس عنان في كلية أركان الحرب في فرنسا، وحصل على زمالة "كلية الدفاع الوطني" من "أكاديمية ناصر العسكرية"، وزمالة "كلية الحرب العليا" ودرس في روسيا وفرنسا.
عين قائدا لكتيبة صواريخ في الدفاع الجوي عام 1981، بعدها عين ملحقا للدفاع بسفارة مصر في المغرب في عام 1990، وفي عام 1992 عين قائد لواء، ثم قائدا للفرقة 15 في الدفاع الجوي، المتمركزة في مدينة الأقصر في عام 1996.
تولى منصب رئيس فرع العمليات في عام 1998، فرئيس أركان قوات الدفاع الجوي في عام 2000، ثم قائدا لقوات الدفاع الجوي في عام 2001، ليصدر بعدها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قرارا بتعيينه رئيسا للأركان عام 2005 برتبة فريق.
وأثناء تمركز الفرقة 15 في الأقصر، قام بدور بارز على إثر مذبحة الأقصر للسواح السويسريين، حين قاد قوات الجيش التي نزلت للأقصر لاستعادة الأمن.
سيطرته على الموقف في الأقصر، كانت بداية الصعود السريع له في حياته العسكرية، فالتحق بالرغم من كبر سنه النسبي بدورة أركان حرب تأهيلا لتوليه مناصب قيادية.
وكان 2012 عاما حاسما في مسيرته العسكرية، حين قام الرئيس محمد مرسي بحركة تغييرات في القوات المسلحة ووزارة الدفاع، فأحال وزير الدفاع رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي للتقاعد وعيّن عنان مستشارا للرئيس، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعيّنه في منصب مستشار الرئيس.
وصدر قرار ترقية اللواء عبد الفتاح السيسي إلى رتبة الفريق، وتعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربي.
وفي مؤتمر صحفي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن كل التغييرات التي تمت في المجلس العسكري نوقشت مع الإدارة الأمريكية قبل حدوثها، وناقشها وزير الدفاع الأمريكي أثناء زيارته لمصر قبلها بأسبوع، وفي الوقت ذاته، كذّب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصري هذا الأمر.
تصريحاته القليلة كشفت عن شخصيته ورؤيته التي تبدو مختلفة ومتصالحة مع معظم مكونات الشعب المصري، ففي ندوة عقدت في عام 2011، قال عنان: "أوجه رسالة لكل المسيحيين والاتحاد الأوروبي بأكمله، الإسلام ليس بدين تطرف ولا إرهاب، وكل تفجيرات الكنائس الإسلام منها براء، وقد أثبتت لكم الأيام بأن هناك أيدي خفية ألصقت التهم بنا حتى ينشروا الكراهية في قلوبكم للمسلمين".
وقال في الأحداث التي سبقت تنحي مبارك: "اعلموا جيدا، بأن هناك أوامر رئاسية أصدرت لنا بسحق المتظاهرين ومساواة ميدان التحرير بالأرض، لكن لم ولن نفعل هذا في يوم من الأيام".
وتعهد في تصريح له بالدفاع عن مدنية الدولة، قائلا: "إن الدولة المدنية قضية أمن قومي وليست محلا للمساومة على الإطلاق".
وانسجاما مع قناعاته، قدم استقالته من منصب المستشارية في عام 2013، أثناء مظاهرات دعت إليها "حركة تمرد" و"جبهة الإنقاذ المعارضة" في مصر ضد الرئيس مرسي.
ليعود اسمه يتردد في العام التالي بوصفه مرشحا للانتخابات الرئاسية لعام 2014، لكنه سرعان ما انزوى بعيدا بعد إعلان عبد الفتاح السيسي عزمه ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية، بعد أن خلع البزة العسكرية، واستقال من وزارة الدفاع.
ومع كل حديث عن الانتخابات الرئاسية، يقفز اسمه من جديد، وقبل أيام، اضطر حزب "مصر العروبة" الذي يرأسه عنان، إلى نفي رغبة عنان في الترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2018.
ونفى أن يكون أجرى اتصالات مع "جماعة الإخوان المسلمين" لخوض الانتخابات المقبلة.
ونفى أيضا أن تكون هناك اتصالات بينه وبين المرشح الرئاسي الأسبق أيمن نور، لإقناعه بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو أن يكون عزمي بشارة وسيطا مع عنان لدعم ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لكن أمين عام السياسات في حزب "مصر العروبة" رجب هلال حميدة، كشف عن رواية مغايرة، بقوله إن عنان سيحسم موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة بشكل واضح ومعلن، خلال الشهر الأخير قبل فتح باب الترشح للانتخابات، أي في شباط/ فبراير المقبل.
وفي الوقت الذي ينفي فيه زعيم حزب "غد الثورة"، أيمن نور، وجود أي اتصالات مع عنان، يطالب عنان بالخروج عن صمته ومصارحة المصريين، ويسأل: "لماذا يصمت عنان ويتحدث بالنيابة عنه آخرون؟ (...) فالرجل موجود ويشارك في حزب سياسي، بالتالي لماذا لا يخرج ويقول لنا حقيقة وأبعاد ما جرى، فقد كان هو المسؤول الثاني وعمليا كان المسؤول الأول في الدولة عن هذه المرحلة".
ويعيد نور السؤال من جديد: "إلى متى ستظل لدينا منطقة رمادية ولا نعرف الحقيقة؟ فليخرج علينا وليقل إنه كان مسؤولا عن كذا أو غير مسؤول عن كذا، ويصرح بأن المسؤول عن هذه الأحداث هو فلان وفلان، ويطلب إجراء تحقيق نزيه من ثورة يناير وحتى الآن"، متسائلا: "الفريق عنان هو اليوم رجل سياسي ويشارك بحزب سياسي، فلماذا لا يفعل ذلك؟".
وثمة من يجعل من سامي عنان "احتياطيا استراتيجيا" بديلا للحكم في مصر، فهو كما يشيع مريدوه "الوجه الذي يوائم بين المؤسسة العسكرية والقوى الإسلامية والسياسية الموجودة في مصر".
من المؤكد أن عنان على مسافة قريبة جدا من أهم القوى السياسية المعارضة التي لها امتداد جماهيري واجتماعي واسع، حتى ولو كانت قواعدها صامتة في الوقت الراهن ولا تتحرك.
وفي هذا الإطار، وفي ظل قناعة بأنه لا يمكن استبعاد المؤسسة العسكرية من المعادلة، طُرح اسم عنان "بديلا"، بل إن بعض الأطراف، ولو بشكل غير رسمي، سواء من "الإخوان المسلمين" أو من قوى نظام مبارك، ومن بينهم الفريق أحمد شفيق رئيس آخر حكومة في عهد مبارك، دعموا ترشح عنان في انتخابات الرئاسة التي جرت في عام 2014، التي جاءت بالسيسي إلى الحكم.
لكن يشاع بأن رسائل من أعلى المستويات وصلت لعنان مفادها بأن "لا يحاول الاقتراب من المشهد السياسي في الوقت الراهن" حتى لا يثير غضب السيسي.
وعنان، الذي يبدو صامتا وحذرا في تصريحاته الأخيرة حول هجوم "الواحات"، يعلم جيدا أن موضوع رئاسة مصر ليس قرارا مصريا خالصا، بل يحتاج إلى توافق عربي ودولي قبل كل شيء، ورغبة أكيدة في التغيير والمصالحة، وفق ما يراه محللون.
اقرأ أيضا: سامي عنان يعلق على حادث الواحات.. ماذا قال؟