حول العالم

كيف تساعد طفلك على اختيار هواية له؟

التقرير قال إن الإنسان بطبيعته يميل إلى تغيير هوايته بشكل مستمر- صحيفة أرغومينتي إفاكتي
التقرير قال إن الإنسان بطبيعته يميل إلى تغيير هوايته بشكل مستمر- صحيفة أرغومينتي إفاكتي

 نشرت صحيفة "أرغومينتي إفاكتي" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن المخاوف التي تساور الوالدين في بعض الأحيان إزاء عدم اهتمام أطفالهم بأي نوع من النشاطات، ما يدفعهم إلى محاولة مساعدتهم على إيجاد هواية مناسبة لهم.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإنسان بطبيعته يميل إلى تغيير هوايته بشكل مستمر. بناء على ذلك، يجب على الوالدين أن يحاولا دعم طفلهما على نحو صائب لتبني هواية ما. في الوقت نفسه، ينبغي الاحتفال بنجاحات الطفل المتعلقة بهوايته المفضلة.


وأضافت أن "تعلق الطفل بالعزف على الجيتار، لا يعني بالضرورة وجوب شراء هذه الآلة أو تسجيله في مدرسة موسيقى. وفي هذا الإطار، يمكنك استعارة هذه الآلة من أحد المقربين منك، نظرا لأنه في الغالب قد يكتفي الطفل بالعزف على هذه الآلة لبعض الوقت ومن ثم الانشغال عنها بالثرثرة أو اللعب، أو سرعان ما قد يعرب عن اهتمامه بشيء آخر".


وذكر التقرير أنه من المهم الاستجابة لمبادرة الطفل بشكل إيجابي عندما يتعلق الأمر بهواية ما، ولكن من غير المحبذ الإسراع في توفير أشياء لم يطلبها الطفل بطريقة مباشرة. في الأثناء، يمكن التحدث إلى الطفل ومحاولة فهم الدوافع التي تقف وراء هذا الاهتمام المفاجئ.


وبحسب مثال ساقه التقرير، فإنه قد يكون اهتمام الفتاة بالرقص ناتجا عن رغبة حقيقية في الرقص، أو أنه مجرد أمر ممتع يتزامن مع سن المراهقة. وفي الكثير من الأحيان، يخفي الطفل بعض اهتماماته المفاجئة خوفا من عدم قدرته على مواجهة أقرانه. وبالتالي، فإنه من المهم جدا تفهم رغبات الطفل واهتماماته ومناقشة ما يمكن القيام به لتنمية الموهبة التي يتمتع بها الطفل.


وأشارت الصحيفة إلى أن الطفل يفتقر إلى فرص ممارسة خياراته بصفة مستقلة. فغالبا ما يتلخص التعليم في حفظ خوارزمية العمل التي يمليها المعلم. أما خارج المدرسة، فإنه يطالب الطفل بالتقيد بقواعد ومهارات الأكبر سنا في العائلة.


وفي حين أن هذه الجوانب مهمة للغاية، فإنه وحتى يكون الطفل ناجحا، من المهم أن نترك له حرية الاختيار. وفي هذا الإطار، قد يساعد انكباب الطفل على ممارسة إحدى الهوايات في تجربة سبل اتخاذ قراراته الخاصة.


وأفادت الصحيفة بأن الوالدين مطالبان بالحديث مع أبنائهم والاستفسار عن العديد من الجوانب عندما يتعلق الأمر بممارسة هواية محددة. فعلى سبيل المثال، إذا أخبرك طفلك برغبته في الالتحاق بقسم الأنشطة البدنية بغية ممارسة رياضة معينة، يمكنك أن تسأله عن الأمور التي يعرفها حول هذه الرياضة، والجوانب التي تستهويه بشأنها، أو المهارات التي يريد تعلمها.

 

وفي هذا الصدد، إذا كنت تشعر بالقلق إزاء سرعة تغيير طفلك لنواياه بشان الهواية التي يمارسها، يمكنك أن تحاول معرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك، فربما يكون ذلك ناتج عن عدم رضا الطفل بالنتائج التي حققها.


 وأورد التقرير أنه من الضروري الاحتفال بنجاحات الطفل مهما كانت صغيرة وتقييمها بشكل بناء، حيث من الجيد أن يراقب الأب طفله أثناء ممارسته لهوايته وأن يحاول الاحتفال بكل الإنجازات التي حققها.

 

ومهما كان نشاطه عاديا على غرار ألعاب الحاسوب، من المهم أن يشعر الطفل أن والديه مهتمان بما يفعله. كما أن من المفيد الثناء على الطفل، حيث سيحفزه ذلك على التمسك بهوايته أكثر. 


وأشارت الصحيفة إلى أن الطفل يعي جيدا مدى اهتمام والديه بنشاطاته والأمور التي تستهويه، وقد يستعين بتقييمهما لأدائه لإدراك نقاط قوته. في الأثناء، وفي حال لاحظ أحد الوالدين اهتمام الطفل بمجال ما دون غيره، فإنه ليس عليه دفعه إلى اتخاذ قرار وإنما يجب أن يعطيه فرصة للاستماع إلى نفسه والتحرك وفقا لرغبته الخاصة دون أي تأثير خارجي. وفي كل الأحوال، سيختار الطفل الهواية التي تستجيب لقدراته الخاصة.


وتطرق التقرير للحديث عن أهمية العبارات الإيجابية وتأثيرها على صحة الطفل النفسية. ففي الغالب، يساهم توجيه عبارات إيجابية للطفل بانتظام وبطرق مختلفة، في إلهامه وتعزيز ثقته في نفسه. وفي الوقت ذاته، يدفع هذا الأمر الطفل إلى الاستعانة بآراء والديه، وأن يثق فيهما. وبالتالي، فإن من الضروري أن يخبر الأهل أبناءهم بأنهم يثقون بهم ويؤمنون بقدراتهم.


 وذكرت الصحيفة أن مبدأ التشجيع والتحفيز في ما يتعلق بالهوايات وميول الطفل، يمكن تعزيزه من خلال العبارات الإيجابية أيضا. فضلا عن ذلك، يجب أن يتطور أسلوب دعم الولي لطفله وفقا لتطور أدائه.

 

فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تخبر طفلك: "أرى أنك تمكنت من القيام بهذا الأمر أفضل من المرة السابقة".


وفي الختام، بينت الصحيفة أنه حتى لو لم تظهر نتيجة حقيقية ملموسة للهواية التي يمارسها الطفل، إلا أن مجرد اهتمامه بذلك النشاط يستوجب دعمه. ففي حال كان الطفل يحب الرسم أو النحت وكان لا يزال بعيدا عن إتقان هذه المهارة، فإنه لا يجب التسرع وانتقاد ما أنجزه، بل يجب دعمه وعدم إحباطه وتشجيعه على التقدم والمثابرة. وفي ظل دعم الوالدين، سينجح الطفل بالتأكيد في نهاية المطاف من التطور وممارسة تلك الهواية في كنف الحرفية.

التعليقات (0)